اخبار المغرب

لم يبق من البوليساريو إلا “الحلم والوهم”.. والجزائر مهددة بـ”الانفجار”

أكد أحد مؤسسي جبهة البوليساريو، ورئيس منتدى البدائل للدراسات الصحراوية البشير الدخيل، أن جبهة البوليساريو الانفصالية لم يبق منها سوى الحلم والوهم، معتبرا أن “الجزائر لا تتوفر على أي خيار في ملف الصحراء المغربية”.

وقال الدخيل خلال حلوله ضيفا على أولى حلقات برنامج “نبض العمق”، بث مساء اليوم الجمعة على منصات “العمق” المغربي، “لم يبق من جبهة البوليساريو الانفصالية سوى حلم بعض الأشخاص الذين وجدوا ضالتهم في تندوف، وسيطروا على شباب يافع ويسوقون لأنفسهم فقط”.

وأشار القيادي السابق بجبهة البوليساريو، أن الإحصاء الذي قامت به الأمم المتحدة إلى حدود سنة 1997، كشف أن 71 في المائة من الساكنة الصحراوية متواجدة في الأقاليم الجنوبية و25 في المائة منها فقط في مخيمات تندوف، ضمنهم أزيد من 12 ألف عادوا للمغرب، ما يعني أن تندوف بقي فيها ما لا يزيد عن 8 آلاف من الأشخاص المعنيين بالصراع، فضلا عن تواجد عدد من الأشخاص المنحدرين من دول أخرى.

وأكد الدخيل أن “هذه الأقلية، المسيطر عليها من أشخاص منحدرين من المغرب، تعلم جيدا استحالة التقدم في هذا الملف بسبب تواجد فئات أقوى منها في الأقاليم الجنوبية، ولا يمكن لها السيطرة على الأرض سواء باللجوء للعنف أو الديمقراطية، لذلك فإن الحل الوحيد المتبقي لها هو البقاء في تندوف وبيع الوهم”، على حد تعبيره.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الجزائر لا تملك أي خيار في ملف الصحراء المغربية، فهي تمتلك أرضا كبيرة تضم مجموعة من النزاعات الإقليمية سواء مع مالي أو الصومال أو ليبيا أو القبائل، فضلا عما تعانيه من مشاكل داخلية على جميع الأصعدة”، مسجلا أن النظام العكسري الذي يحكم الجزائر بقبضة من حديد، يرفض تغيير أفكاره ومعتقداته التي عفا عنها الزمن، مما يهدد البلد التي تحولت إلى ما يشب برميل برود يمكن أن ينفجر في أي وقت”.

وأشار إلى أن الجزائر لا يمكنها أن تضحي بالصحراويين الجزائريين المتواجدين مع البوليساريو في تندوف، حيث تستعملهم كذريعة في هذا الملف رغم أنها ترفض اعتبار نفسها طرفا في هذا الصراع وتدعي أنها ملاحظ فقط، في تناقض مع تقارير مجلس الأمن والأمم المتحدة، مبرزا أن “الجزائر تدافع عن أمر غير واقعي”.

وعن دور العائدين من المخيمات للدفاع عن القضية، قال الدخيل: “آمنا بحل تصالحي سلمي داخل المغرب. القضية قضية أمة وخير دليل على ذلك الخطاب الملكي الأخير، نبه إلى أن الإشكالية المطروحة هي المنهجية المتبعة، فلا يمكن أن تنتصر في ملف ما إلا بالإقناع، والإقناع لا يتم إلا بوضوح الرؤية وهو ما يحتم دراية شاملة بهذا الملف”.

ومن أبرز مظاهر الدفاع عن القضية، حسب الدخيل، هو “إظهار مخاطر الانفصال وأهمية العيش المشترك في إطار الوحدة والدولة والأمة والواحدة”، مشيرا إلى أن أغلب ساكنة الأقاليم الجنوبية شباب، على اعتبار أن أزيد من 56 في المائة منها هم أقل من 26 سنة، مبرزا أن الخطاب الموجه للجيل الماضي قد لا يقنع الشباب الحالي، مشددا ضرورة أن تمس البرامج التنموية في المنطقة هذه الفئة، وفق تعبيره.

وشدد الدخيل على أن الصحراويين الذين رأوا النور في مختلف مناطق الأقاليم الجنوبية لهم علاقة وطيدة بالمغرب، مشيرا إلى أن أغلب آباء قيادات البوليساريو المتواطئين مع الجزائر كانوا في جيش التحرير قبل أن يصبحوا جنودا في الجيش المغربي ويحيّون العلم الوطني بشكل يومي، مستغربا من تنصل الأبناء من العلاقة مع المغرب رغم التاريخ المشترك مع المملكة المغربية، داعيا لتبني خطاب رصين علمي أكاديمي مبني على الحقائق التاريخية والطموح.

وأكد الأكاديمي ذاته أن المغرب نهج سياسة جديدة منذ تولي الملك محمد السادس الحكم في المغرب، حيث توجه هذا الأخير لعدد من الدول التي كانت تعترف بجبهة البوليساريو الوهمية وشرح لهم حقيقة القضية، قبل أن تتراجع أغلب هذه الدول عن موقفها السابق بفضل تبني سياسة الإقناع والوضوح، من قبيل المكسيك وكوبا وعدد من دول أمريكا اللاتينية.

كما اعتبر الدخيل أن الصحراويون العائدين من تندوف لعبوا دورا أساسيا في تغيير موقف عدد من الدول، من خلال دفاعهم عن الطرح المغربي، وكشف حقيقة جبهة البوليساريو، مشيرا في السياق ذاته، إلى التغيير “الجذري” في الدبلوماسية الموازية منذ سنة 2000، بداية بتعيين سفراء غطوا جميع دول أمريكا اللاتينية بعد أن كانت القارة بأكملها تضم سفيرين فقط قبل ذلك، وهو ما غير موقف 19 دولة، على حد قوله.

كما أبرز المتحدث ذاته، أن الدبلوماسية المغربية، أصبحت متواجدة في جميع أنحاء العالم وهو ما أعطى نتيجة ملموسة، وفق تعبيره، في هذا الملف، مشددا على أن هذه الدبلوماسية أضحت مرفوقة بالإنجازات على أرض الواقع من مشاريع تنموية كبرى اقتصاديا وصناعيا وتجاريا، ما عزز الطرح المغربي، فضلا عن تنظيم عدد من المنتديات والأنشطة الإعلامية التي تؤكد صحة الموقف المغربي.

ونوه رئيس منتدى بدائل للدراسات الصحراوية،  بالمجهودات التي بذلتها الدبلوماسية المغربية لتغيير الموقف الإسباني اتجاه هذا الملف بعد أن كانت عدد من الأحزاب والمؤسسات بها تدافع وتدعم البوليساريو، على حد قوله، بما يناهز 23 ألف مليون يورو سنويا، فضلا عن تغير موقف مجموعة من الدولة الإفريقية لصالح الطرح المغربي.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *