إبراهيم سليمان
كم هو عار أن يتظاهر الإنسان ضد من يدعوا لوقف الحرب؟ وكم هو مخزي أن يشتم المرء من يدعو إلى السلام؟ إن لم يكن الإنسان صاحب حنجرة تجارية ، الدعوة للخير والدعوة للشر عنده سيّان ، في الحقيقة ، أن يفعل ذلك مجرد من الإنسانية ، وليس بإنسان على الإطلاق.
لا شك أن أصحاب العقول من الشعوب الأخرى ، قد اندهشوا من مشهد الذين تظاهروا بتشنج ضد زيارة الدكتور عبدالله حمدوك ، أمام تشاتام هاوس في وسط لندن خلال الأسبوع الماضي ، مؤيدين للحرب ومساندين لحكم العسكر. فكيف يجرؤ من يدعوا إلى استمرار الحرب ، ويؤيد الخراب والدمار لمقدرات بلده ، أن يجاهر بذلك علناً في عاصمة البلد الرائد في الحكم المدني ــ الديمقراطي؟ لو لا “تجارية” التظاهرات! وقد وصف هذا الحدث الشاذ في مضمونه ، بأنه يتناقض بشكل فج مع روح مدينة لندن المناهضة للحرب منذ أمد بعيد.
أما الشعب السوداني ، الذي خبر “الكيزان” وعرفهم معرفة حقيقية ، فالغرابة إلا يفعلوا ذلك ، بالأصالة أو بالإنابة ، تجاه الخطر الداهم بمستقبلهم السياسي ، والذي يشكله الدكتور عبدالله حمدوك ، بتحركاته الإقليمية والدولية الثابتة ، لإنهاء الحرب التي أشعلوها ، لاستعادة السلطة ، والإفلات من عقاب الفساد والإجرام المركب.
وبعكس ما أشتهى الأشرار، تلك التظاهرة المحدودة ، من شرذمة غوغائية ، والتي انتهجت الشتم والبذاءة ، استفذت قطاعات عريضة من الجالية السودانية بالمملكة المتّحدة ، المحبة للسلام ، الطوّاقة للحكم المدني الديمقراطي ، فتدافعوا بحشود ضخمة ، لتلتف وتحتفي بالدكتور حمدوك ووفده المرافقة من قيادات “تقدم” ورب ضارةٍ نافعة ، ولابد للحق أن ينتصر ، وإن طال الزمن.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة
