اخبار السودان

حتى يكون  لنا مايسمى  “وطني السودان أحب مكان وأعز مكان”

عمر الحويج

كما ظللت أردد في مقالاتي باستمرار لدرجة إزعاج بعض الأطراف التي  أحترمها يردون لي ، خلف  أقبيتهم السرية كأخوة أعزاء ، دون إحراجي “طيب ما نحن عارفين” ، وأنا أقول في علنية دون إحراج للآخرين ،  لقد بنيت كل تحليلاتي السياسية ، منذ إنقلاب اكذوبة إنحياز العسكر للثورة ، في  11 / 4 /2019م ، على الوجود الحضوري الشرس ، للإسلاموكوز والجنجوكوز وأعني بهم (الدعم السريع وقيادة العسكر الكيزانية)  أكرر وأزيد وأزايد ، أنهم ليسوا أكثر من جيفة واحدة وأنقسمت نصين ، وتوأم سيامي ملتصق  ، بين حيَّتَّين شريرتين ، خرجتا من قمقم رحم الفكر الظلامي . ومع هذا ، لازلت على قناعة تامة أنهما التوأم الذي تحول إلى التوأم الأعداء ، وليسوا الإخوة الأعداء فقط ، فهم ألصق مما يتصور المرء ، وأبعد كثيراً مما يتخيل بشر ، أو ينتجه تحليل سياسي حصيف ومصيب .

ولأوضح أكثر ، فالطرفين في الأصل الوراثي خُلِّقا ، من جينة وراثية واحدة ، نجدها وقد خرجت من جلباب أبيهم الراحل شيخهم الترابي ، ومن ثوب الأمهات ، ذوات  اللون والشكل والتسمية ، لبسنه “ليس ثوب زفاف إنما ثوب حداد” كل من أخوات نسيبة ورهطهن . حتى وصلن قوناتهن ..!! .

 كان ذلك ، بدءاً منذ أمهن الأولى ، مجهولة الإسم والهوية ، حتى السفيرة ، والمحققة قوية الشكيمة ، قوية العين والجرأة الحنكية ، التي أجلست جنرالات اللجنة الأمنية ، الذين هم ذات مجلس السيادة الحاكم بأمره ، أبركتهم بكل جلالة قدرهم وعلو شأنهم ، ورتبهم العالية المتعالية ، تحت حِجرِها إن لم نقل تأدباُ تحت حذائها ، وأستجوبتهم صاغرين  “كما إستجواب ذلك الناجي مصطفى ، لصاحب تلك الرتبة العالية .. مطاطئ  الرأس والمراس” فالأولين لم ينكروا ولم يتملصوا من الفضيحة ، بل حتى لم ينبسوا ببنت شفة لإسترداد كرامتهم المهدرة وإن غطوا عليها فيما بعد بريحها الفاحت ، ومن ثم حاولوا إستردادها بلغتهم الإجرامية ، جرعة كاملة عند اللزوم ، فحازوها بما يلزم ، في حرب الكرامة ، فكانت وبالاً وخراباً للبلاد والعباد . من أتحدث عنها حتماً خبرتموها أظنكم ، فهي الإسلاموية ، حتى النخاع ، الأولى في الإنقاذ التي نجحت بقدرة القادر ، على القفز بالزانة الوظيفية إلى مداها الأعلى بفعل التمكين ، آخرها لقب “السفيرة عزيزة” آسف والإسم سالم ، بل أعني السفيرة سناء حمد .

وحسب العلم الحديث فإن الخلية قابلة للإنقسام وقد إنقسموا بقانون السماء والطبيعة الفزيائية ، فتفاصلا وأنفصلا ، بقانون السياسة ومسالكها المصلحية والإقصائية والثقافية والعنصرية ، وفجَّـرا في الخصومة ، وأمتلأ كل منهما ، حقدا وضغينة ، حين فاجأتهما ديسمبر العظيمة ، في بدايتهم تفرقوا شللاً وأفراداً في الفضاءآت القارية “فيما بعد  اعتلوا  الفضائيات العربية” بجانب مسميات لخلايا حزبية متعددة ومتناحرة .

كان أهمها فصيل القصر البشيري ، الذي تميز برغبته ، التي لا تحدها حدود في العودة المتلهفة للسلطة ، وبدأت رحلة رغبته المحمومة هذه ، بمحاولته الأولى ،  بإجهاض الثورة ، التي شرع فيها وهي وليدة يومها ، بإدعاء لجنته الأمنية أكذوبة الإنحياز لثورة الشعب ، كما كان يدعي ، بخدعة لا أخلاقية مغلفة ،  وكأنهم شرفاء الجيش السوداني ، في زمانه الأنظف وجوداً ووطنية ، الذين وقفوا “وإن كان أبداً إلى حين” مع شعبهم في صف الثورات التي أنجزها الشعب السوداني في تاريخ نضالاته الطويلة ضد الدكتاتوريات المستبدة مدنية كانت أم عسكرية ، وتوالت بعدها مؤامرات العودة إلى السلطة ، وما بينها من طازج ومستور ، إنقلابات إنتحارية وأخرها الحرب العبثية .

أما الفصيل الآخر فهو فصيل المنشية الذي حار به الدليل “فأتفرنقوا” أيدي سبأ ، ولكن أعظمهم وأحيلهم “تقرا صاحب حيلة”صنعوا ثم إبتدعوا ثم تجمعوا وإخترعوا ، فيما يسمى (بمستشارية القائد محمد  حمدان حميدتي) تراهم في أحاديثهم الفضائية ، لا يهربون حتى من إنتماءَاتهم الظلامية ، ومن بعدها العنصرية حتي القبلية والإثنية. وهم المجموعة التي خرجت ، كما قلنا من جلباب الترابي ومن مخلفات بالوعات المؤتمر الوطني ومن ثم الشعبي ، ومن ثم إلى الدعم السريع ، وإليه ساقوا ، محمد حمدان دقلو من نقطة ضعفه ، لا أقول من إذنيه كما السائر ، وإنما من طموحاته ، وحلمه برئاسة حكم السودان المنكوب بهم جميعاً ، ومنازعة صَفِّيه ونديمه البرهان في حلم أبيه ، وما في “حد أحسن من حد” ، هذا بسلاحه ومسلحيه براؤون ، وذاك بسلاحه ومسلحيه جنجودون ، فأوهموه أنهم سيحققون له حلمه ووعدوه ، بعد أن يرفع شعارات ثورة ديسمبر بأكملها ، بما فيها حتى “الجنجود ينحل” . ومن خلفه جنده المدججة أشاوس ، يرهب بها أعداؤه وأعداء حلمه والدين ، هو لهذا الغرض المطلوب منه تنفيذه ، والباقي عليهم هم جماعة المستشارية ، في توضيب ديمقراطية خاصة به ، بالسلاح مخجوجة ومحروسة ، تأتي به للرئاسة بما يفوق نسبة ال 99% المحتكرة لديمقراطيات بؤساء العالم المنهك ، التي يشكلها عسكر الإستبداد خاصة ، في عالمنا الشرق أوسطي ، كل ذلك رغم معرفة مستشارية حميدتي ذي جوع بطونهم ، من هم جند الدعم السريع ، الذين تربى جلهم على النهب والغنيمة ثم القتل والتشريد ثم الإغتصاب دون تدرج إنساني وظيفي ومهني ..!! . وللمستشارية بالغ العزاء ، لا عزاء للتابعين والتابعات بعد أن غادر قائدهم بشعِره متردم ، وديمقراطيتهم المخجوجة لاحقاً ، وهاجر إلى قبيلته وقبليته العنصرية .

ماذا أقول غير الولوج إلى داخل الكهف المظلم بذاته وقدراته ، وأعني الضلع الثالث للفاعلين في مسرح الأحداث الدموية ، دون الشعب المفعول به ، الجارية في بلادنا الحبيبة  أنهاراً وسيولاً ، من الدماء والنزوح والتشرد . وأعني بها “تنسيقية تقدم” ، وبقدر مافي فمي من مياه ، ابتلعها مؤقتاً ، لأن هذا  “ماوقته كما يواسي البلابسة بعضهم البعض”  ، فسوف إعترف لها بحقها المعلوم ، فقد واجهت ببسالة تحسد عليها ، بديلاً عن ثوار وثائرات الثورة ، وصدروهم وظهورهم عارية ، وشالوا شيلتهم وتحملوا ، البذاءة والقباحة واللؤم بالسب والشتم وإغتيال الشخصية ، التي كالها أطراف نعم للحرب ، في سعيهم لإستعادة السلطة ، وإن كانوا يعنون مع تفدم ، ثوار ديسمبر على عينة إياك أعني وأسمعي ياجارة  ، فالتنسيقية في مجملها وهي بالصدق كله الوطني داخلها ، فهي حقيقة ، تقف مع وقف الحرب ، وإن كان ذلك بطريقتها الإنفرادية الزعامية الإقصائية ، دون خيانة قطعاً ، التي ستعيق مسعاها لا بد ، وهذا ما لانريده لها ، فلتغير مساعيها ، فأهلها يموتون ، يشردون ، ينزحون ، يجوعون ، وهذا ما لم يكن في الحسان او يخطر على البال الشعبي ، فلنساعد في وقف الحرب ونحن متحدون ، وأنتم تعرفون أين توجد وكيف تولد ومع من تتشكل ، حتى تكون ، وحدة قوى ثورة ديسمبر فائمة لا هائمة ، فهي الطريق السالك والضامن ، لإنتصار الوطن والمواطن ، وعلى الجميع الهنا والهناك الجذري والناعم ، الصامت واللاهي ، والشجاع الصابر وحتى الخائف من الموت سنبلة . عليهم جميعاُ تسهيل عملية ولادة الوحدة ، بإستثناء ليس الوطني وحده ، وإنما كل من دق معه الطبول مبايعاً أو مخادعاً ، وحتى أصحاب التحليلات الفطيرة ، التي ضربها تحت الحزام ، خاصة تلك التي تدعي وتنسب الثورة لها ، وليس لغيرها ، ومن ثم كل أنتهازي وصولي ، ساهم بقصد حتى لو ضئيل ،  باشعال هذه الحرب العبثية اللعينة ، ومن يطالب بمواصلتها حتى الدحر النهائي لآخر جنجويدي حتى لو تمرحلت لمائة عام ، تزحف سلحفاة ، من شارع لشارع ومن عمارة لعمارة ومن زقاق لآخر .

 لاحل لوقف الحرب إلا وحدة قوى الثورة ، المطلوبة لذاتها في هذه المرحلة الحرجة ، والواجب إكمالها دون تعسرات وتعقيدات ، تجعل من ولادتها قيصرية الخروج ، فقط الشعار المطلوب الآن لوحدة قوى الثورة ، هو شعار وقف الحرب لا غير ، وإن فشلنا “فلا سودان” أما المتبقي من خلافات الإستعصاء والإغصاء ، المتأصلة في جسد الكيانات بأنوعها فهي “ملحوقة” حين ديمقراطية “راجحة وعائدة” ، حتى يكون لنا ، مايسمى بوطني السودان أحب مكان ، أعز مكان  .

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *