المسيرة الخضراء بين التفوق الديبلوماسي والحقد الكبراني
تتسم ذكرى المسيرة الخضراء لهذه السنة بنكهة خاصة، فهي الذكرى التاسعة والأربعون لانطلاقتها التي أطلقها الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، وكانت لحظة حاسمة كسرت الحدود الإسبانية الوهمية في جنوب المغرب.
وفي الوقت نفسه، امتلأت قلوب كبرانات جارتنا الشرقية بالحقد والحسد، فركبت دابتها العجوز وحملت سيفها الصدئ لمحاربة المملكة المغربية عبر إنشاء شرذمة من المرتزقة جلبتهم من بعض الدول التي تشاركها الحقد والكراهية للمملكة. وبلغ الحقد حينها إلى حد شن مرتزقة “البوليساريو”، بتمويل ودعم من الجزائر، حربًا ضد المغرب، ليتلقوا دروسًا في كيفية عقاب من يمس وحدتنا الترابية.
ومنذ ذلك الحين، يلجأ المغرب إلى الحلول القانونية عبر المنظمات الدولية، متجنبًا المزيد من الحروب والتوترات. في الوقت نفسه، أصبحت جارتنا الشرقية مهووسة بالمغرب، متجاهلة الوضع الاجتماعي والاقتصادي المزري الذي يعيشه شعبها الشقيق.
وكلما حقق المغرب نجاحات دبلوماسية جديدة، وكسب مزيدًا من التأييد لمقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية الذي قدمه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عام 2007، زاد فتيل الحقد والكراهية من قبل الجزائر، التي تناست ما قدمته المقاومة المغربية من تضحيات لأجل استقلالها، والتاريخ شاهد على ذلك.
وكما أشرت، تميزت هذه الذكرى بالنجاح الكبير للدبلوماسية المغربية في المحافل الدولية، حيث حصل المغرب على اعترافات عديدة بصحرائه، وفتحت بعض الدول قنصلياتها في الأقاليم الجنوبية، وما زالت الاعترافات تتوالى، متزامنة مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية. إن هذا النجاح يدل على حكمة جلالة الملك، الذي يتابع هذا الملف برزانة وحكمة.
ستظل المسيرة الخضراء محطة هامة في تاريخ المغرب، فقد جمعت شمل التراب الوطني، ونأمل أن تستمر الدبلوماسية المغربية الحكيمة في استرجاع ما تبقى من المدن والجزر التي لا تزال تحت الاستعمار الإسباني، مع إيلاء مزيد من الاهتمام لمطالب الشعب المغربي، الذي يستحق كل الخير في بلد الخير.
المصدر: العمق المغربي