اليحيا: «إعلان الكويت» وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في أمن الحدود
أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا أن ثمة حاجة كبيرة اليوم إلى جهود إقليمية ودولية مكثفة من أجل مواجهة ظاهرة الإرهاب بكل أشكالها، وتعدد تسمياتها، مع تأكيد أن الإرهاب لا يمثل ديناً أو مذهباً أو وطناً بعينه، مطالبا ببذل الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يهدد الجميع.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس، عقب الانتهاء من المؤتمر الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب»، بمشاركة وزير الخارجية الطاجيكي، سيراج الدين مهر الدين، إذ اعتبر اليحيا أن «إعلان الكويت» وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في أمن الحدود».
واضاف «استكملنا عقد أعمال المؤتمر الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود مرحلة الكويت من عملية دوشانبي»، وذلك في إطار استكمال عملية دوشانبي لمكافحة الإرهاب وتمويله، التي أطلقتها طاجيكستان في عام 2018. وقد كان المؤتمر منصة محورية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي بشأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب وتمويله، وفرصة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة ومناقشة سبل مواجهة التهديدات الناشئة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب».
اليحيا: نحتاج إلى جهود دولية مكثفة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته
«إعلان الكويت»
وبين اليحيا انه تم في ختام المؤتمر اعتماد «إعلان الكويت» بشأن أمن الحدود وإدارتها، والذي عكس المناقشات والرؤى، ووجهات نظر المشاركين، ويمثل الإعلان وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود.
وأكد أن هذه الاستضافة تأتي انطلاقاً من حرص دولة الكويت على دورها الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، ودعم كل الجهود الأممية والإقليمية للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن الدولي والإقليمي.
وأشار اليحيا الى انه تم إجراء مباحثات مستفيضة حول آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، ومختلف القضايا المحورية والرئيسية في منطقتنا، التي تشهد أحداثاً وتطورات مهمة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتواصل، حيث جاءت على رأس هذه المباحثات قضية تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري، مؤكدين أهمية دعم الجهود الدولية في التصدي للجماعات الإرهابية وكل العوامل التي تغذي الفكر المتشدد، والعمل على مكافحته وتجفيف منابع تمويله، حيث أصبح التطرف الفكري والإرهاب آفة العصر التي تنافي كل القيم والتعاليم الإسلامية والإنسانية، إيماناً منا بمحاربة الفكر بالفكر، واقتلاع آفة الإرهاب من جذورها، ونبذ الكراهية بكل أشكالها، كما اتفقنا على ضرورة توحيد هذه الجهود من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأكد اليحيا أن السبيل إلى الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار يتطلب استمرار الجهود الجماعية في محاربة الإرهاب وجماعاته المُجْرِمَة، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتناقض مع كل الشرائع السماوية والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وزير خارجية طاجيكستان
من جانبه، قال وزير خارجية جمهورية طاجيكستان سراج الدين مهرالدين، خلال المؤتمر، إن مرحلة الكويت من عملية دوشانبي تكتسب أهمية خاصة من حيث توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من آسيا الوسطى.
وأضاف مهر الدين أن ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وخاصة من آسيا الوسطى وإفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم، ناقشوا على مدى يومين القضايا الملحة المتعلقة بضمان أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب والتحديات العالمية الأخرى.
وأشار الى أن المؤتمر اعتمد «إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها»، مما يعد دليلا على تطلع المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمكافحة التهديدات والتحديات الحديثة.
وأكد الوزير أن بلاده تولي اهتماما خاصا لتعزيز وتطوير التعاون الدولي وتطرح باستمرار مبادرات تهدف إلى اتخاذ إجراءات مشتركة ومنسقة لجميع البلدان والمنظمات الدولية المهتمة.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة الفعالة لممثلي إدارات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والجيش في الدول الأعضاء بالأمم المتحدة «مما يخلق الظروف المواتية لمواصلة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التهديدات الحالية للأمن العالمي».
وتوجه بالشكر إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، على استضافة هذا المؤتمر المهم، معربا في الوقت ذاته عن تقديره لرئيس طاجيكستان، إمام علي رحمان، على قيادته ودعمه لجهود الأمم المتحدة المستمرة لمكافحة الإرهاب.
فورونكوف: صعوبة بالتوافق على مسمى الإرهاب وهناك مفاوضات لتعريف محدد
المكتب الأممي لمكافحة الارهاب
من جهته، قال وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الارهاب فلاديمير فورونكوف، إنه في إطار الجهود الدولية التي تبذلها الامم المتحدة في مكافحة الارهاب جمعنا خلال اليومين الماضيين أكثر من 500 مشارك و26 وزيرا ومسؤولين كبارا و39 ممثلا عن منظمات دولية واقليمية و24 منظمة من المجتمع المدني.
وأضاف أن «هذا هو الموتمر الرابع رفيع المستوى الذي تنظمه الامم المتحدة كجزء من عمليات دوشانبي بالتعاون مع طاجكستان واعضاء دوليين آخرين، يعتبر احد الموتمرات الدولية الـ 15 التي نظمها مكتبنا لفترة ماضية بهدف تعزيز التعاون العالمي في مجال مكافحة الارهاب».
وتابع «هذا المؤتمر يطلق مرحلة الكويت من عمليات دوشانبي والتي تفتح افاقا جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين مناطق اسيا الوسطى وجامعة الدول العربية وافريقيا وجنوب اسيا».
وذكر «من الصعب وجود توافق على مسمى الارهاب وهذا يؤدي الى ارتباك كبير جدا ولكن اريد ان اشدد ان هذا ليس دور الامانة العامة للأمم المتحدة للتوصل الى اتفاق بخصوص هذا التعريف وهو دور الدول الاعضاء».
وتابع أن «النقاش هذا يكون خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والنقاش لايزال مستمرا وهناك مفاوضات للتوصل الى تعريف للارهاب، وما يعنيه من حيث المقاربة العالمية وهو نقاش صعب ويجب ان يكون هناك تعريف واضح ومحدد لمفهوم الارهاب».
وقال «مازلنا في المرحلة الاولى من مباحثات دوشانبي ونحن نحاول ان نقيم كل هذه الأمور من خلال النقاشات وبرامج بناء القدرات التي يتم تنفيذها من قبل مكتب مكافحة الارهاب اضافة الى مساهمة الكثير من الدول الاعضاء في برامج مكافحة الارهاب وتطبيقه في 84 دولة وهو يتطور بشكل سريع».
وأشار الى أن هناك برنامجا يتم تنفيذه في مجال امن الحدود في 28 دولة حاليا وهذا يركز على بناء القدرات، مضيفا «في السابق كانت تقام جميع برامج دوشانبي في اسيا الوسطى والان تم تطبيقه في الشرق الأوسط».
حفل استقبال على شرف المشاركين في المؤتمر
أقام وزير الخارجية عبدالله اليحيا حفل استقبال على شرف وزراء وكبار مسؤولي الدول والمنظمات الدولية المشاركة في أعمال المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود مرحلة الكويت من عملية دوشانبه» الذي انعقد في البلاد بالتعاون مع جمهورية طاجيكستان ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب خلال اليومين الماضيين.
«إعلان الكويت»: حماية مصالح الأجيال بتحقيق «مستقبل خالٍ من الإرهاب»
• أهمية الدور الحاسم للتعددية في التصدي للتطرف المهدد للعالم وتعزيز أمن الحدود
• دعم اتفاق الأمم المتحدة لتنسيق مكافحة الآفة العالمية والتعاون مع المنظمات ذات الصلة
أكد «إعلان الكويت» الصادر في ختام المؤتمر رفيع المستوى الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود مرحلة الكويت من عملية دوشانبي»، أمس، ضرورة تعزيز التعاون على جميع المستويات الدولية والإقليمية لمواجهة التحديات الأمنية الحدودية.
وجدد المشاركون في «إعلان الكويت» الصادر في ختام المؤتمر، الذي استضافته الكويت برعاية أميرية سامية على مدى يومين الالتزام بتنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب وميثاق المستقبل، إضافة إلى جميع قرارات مجلس الامن التابع للأمم المتحدة ذات الصلة والمبادئ والقواعد اللاحقة التي نص عليها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وغيرهما من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما أعرب المشاركون في المؤتمر عن تأييدهم للمبادئ والإجراءات ذات الصلة المبينة في ميثاق الأمم المتحدة للمستقبل التي اعتمدتها الجمعية العامة في 22 سبتمبر 2024 والتي تهدف إلى حماية احتياجات ومصالح الأجيال الحالية والمقبلة بما في ذلك معالجة دوافع الإرهاب، مجددين تأكيدهم على السعي إلى تحقيق «مستقبل خال من الإرهاب».
وإذ أشاد «إعلان الكويت» بـ «إعلان دوشانبي» بشأن التعاون في مجال أمن الحدود وإدارتها من أجل مكافحة الإرهاب ومنع حركة الإرهابيين، أكد أهمية الدور الحاسم للتعددية في التصدي للتهديد العالمي للإرهاب وتعزيز أمن الحدود.
مواصلة تعزيز تبادل المعلومات لتحديد الشبكات الإرهابية وأنشطتها ومنع التطرف
إجراءات موحدة
وشدد الإعلان على أنه «لا يمكن لبلد بمفرده أن يتصدى للإرهاب»، حيث يسمح التعاون متعدد الأطراف باتخاذ إجراءات منسقة وموحدة بما يكفل تمكين الجهات الدولية والإقليمية والمحلية المعنية من تبادل المعلومات الاستخبارية والخبرات والموارد من أجل مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره مكافحة فعالة.
وأعرب عن دعم اتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب الذي يهدف إلى تعزيز العمل المشترك داخل منظومة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الدعم المقدم إلى الدول الأعضاء بناء على طلبها بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية ذات الصلة.
تنفيذ استراتيجيات شاملة ومتكاملة لأمن الحدود وإدارتها للحد من الإرهاب
منع التطرف
وجدد الإعلان التزام المشاركين بتعزيز التعاون المتعدد الأطراف والإقليمي والثنائي للتصدي للتهديد الذي يشكله الإرهاب والجريمة المنظمة عبر الوطنية ومواصلة تعزيز تبادل المعلومات لتحديد الشبكات الإرهابية وتمويلها وأنشطتها ومنع التطرف المؤدي إلى العنف وتعزيز قدرات الأمن الداخلي والتعاون القضائي وتعزيز الأطر القانونية وتحسين إجراءات أمن الحدود من خلال إدراج عناصر مكافحة الإرهاب في الاستراتيجيات الوطنية.
وشدد المشاركون على أهمية تعزيز الآليات الدولية والإقليمية والوطنية لأمن الحدود لمنع تحركات الإرهابيين والمقاتلين الإرهابيين الأجانب والاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة والمواد المتصلة بأسلحة الدمار الشامل والاتجار بالبشر وكذلك التراث الثقافي والمنتجات المهربة الأخرى التي تسهم في تمويل المنظمات الإرهابية.
وأكدوا أهمية تنفيذ استراتيجيات شاملة ومتكاملة لأمن الحدود وإدارتها للحد من الإرهاب وأن تتضمن مشاركة الحكومة بأكملها والمجتمع بأسره بما في ذلك المجتمعات المحلية والمجتمع المدني وجماعات النساء والشباب والقطاع الخاص.
وأعرب «إعلان الكويت» عن القلق إزاء تدهور الحالة الأمنية في منطقة الساحل الإفريقية، داعيا إلى تقديم الدعم الدولي للتصدي للتحديات التي تواجه الدول المتضررة.
وأقر المشاركون بوجود فجوة بين القدرات والتنسيق ومتطلبات البنى التحتية التي تمثل عقبات رئيسة أمام الإدارة الفعالة لأمن الحدود، مشددين على التزامهم بتعزيز جهود بناء القدرات وتقديم المساعدة التقنية والتدريب المحدد لموظفي الحدود وتحسين مهاراتهم الفنية.
فجوة في القدرات ومتطلبات البنى التحتية التي تمثل عقبات أمام إدارة فعالة لأمن الحدود
حقوق الإنسان
وجددوا الالتزام بدعم القوانين الدولية لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية وقوانين اللاجئين في جميع الإجراءات الأمنية.
وأكدوا التزامهم بضمان امتثال جميع إجراءات مكافحة الإرهاب وتنفيذها بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين مع مراعاة الممارسات الجيدة المعترف بها دوليا، داعين إلى العمل على وضع مؤشرات ونقاط مرجعية موحدة لتتبع التقدم المحرز وإجراء التعديلات اللازمة فورا.
وبينوا أنه لضمان إحراز تقدم مستدام في إدارة أمن الحدود والتعاون على مكافحة الإرهاب فإنهم يرحبون بتنظيم مؤتمر رفيع المستوى لأمن وإدارة الحدود في نيويورك في يونيو 2026 إلى جانب استعراض تنفيذ نتائج مرحلة الكويت من (عملية دوشانبه)، مشيرين إلى التزامهم بمواصلة تعزيز الدعم الدولي والإقليمي المقدم إلى البلدان المتضررة في إفريقيا في مجال مكافحة الإرهاب والنظر في تنظيم أنشطة مستقبلية لعملية «دوشانبه» في المنطقة.
إنشاء فريق خبراء بإدارة الحدود لتبادل الخبرات ومواجهة التحديات الأمنية
مواجهة التحديات
وأكدوا أهمية إنشاء فريق من خبراء إدارة الحدود من الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والشركاء الدوليين لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات داخل المناطق وفيما بينها وتعزيز الحلول المبتكرة لمواجهة التحديات الأمنية الحدودية وتعزيز التعاون بين فريق الأمم المتحدة المعني بإدارة الحدود مع خبراء أمن الحدود من الدول الأعضاء لتنسيق مكافحة الإرهاب والاستفادة من الخبرات الفنية في مواجهة التهديدات الناشئة.
ولفتوا الى أهمية إنشاء دليل شامل من الممارسات الجيدة على المنصة الالكترونية لاتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب يضم التجارب الناجحة في مجال إدارة الحدود من جامعة الدول العربية وآسيا الوسطى وإفريقيا ورابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) لتيسير تبادل المعارف وبناء القدرات على الصعيد العالمي.
وطلب المشاركون من حكومتي الكويت وطاجيكستان بتقديم هذا الإعلان إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لضمان توزيعه على الدول الأعضاء.
المصدر: جريدة الجريدة