غياب سياسات موجهة للشباب خلال العقد الماضي أدى إلى اليأس والهجرة
أكد وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، أن غياب سياسات عمومية شاملة وموجهة للشباب على مدى العشر سنوات الماضية، أي خلال حكومتي البيجيدي، قد أدى إلى استشراء اليأس في نفوس الشباب المغربي ودفعهم نحو اتخاذ خيارات سلبية تهدد مستقبلهم.
وأضاف بنسعيد خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، الثلاثاء، أن هذه الحالة من الإحباط جعلت الكثير من الشباب يتخذون مسارات سلبية، مضيفا: “هل يعقل أن طفلا يبلغ من العمر 12 سنة يفكر في الهجرة في الوقت الذي كان يجب أن يكون في المدرسة”.
وتابع موجها حديثه إلى إحدى البرلمانيات عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية: “عندما نتحدث عن الحلم المغربي، يبدو أن ذلك لا يروق لكم، وهذا حقكم وقد يعكس توجها سياسيا، نحن لا ندّعي أننا حققنا هذا الحلم، بل ندافع عن فكرة أن الشاب المغربي يستطيع أن ينجح في وطنه”.
وأضاف بنسعيد أن في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يدافع الجميع عن الحلم الأمريكي بغض النظر عمن يكون في الحكم، سواء الديمقراطيين أو الجمهوريين. وتابع قائلا: “يحق لكم الانتقاد وطرح التساؤلات حول مدى تقدمنا في تحقيق هذا الحلم، ولكن من المهم أن يكون هذا النقد إيجابيا وبنّاء، مما سيدفع الحكومة وأغلبيتها للعمل بجدية أكبر لتحقيق طموحات الشباب”.
وأشار المتحدث إلى أن سبب اليأس الذي يشعر به الشباب المغربي هو عشر سنوات من السياسات العمومية التي لم تركز بشكل كاف على احتياجاتهم. وخاطب البرلمانية عن العدالة والتنمية قائلا: “الدراسات حول السياسات العمومية الموجهة للشباب لم تؤتِ ثمارها في عامي 2021 و2022، والآن تلقون باللوم عليّ، بينما النتائج الفعلية للتدبير الحالي ستظهر آثارها على الشباب في عامي 2026 و2027، وعندها يمكنكم محاسبتي”.
وشدد المسؤول الحكومي على ضرورة الدفاع جميعا عن “الحلم المغربي” أغلبية ومعارضة، ليس من أجل الوزير أو الحزب الذي جاء منه، بل من أجل الشباب والوطن، مضيفا أنه عندما جاء للوزارة كان دائما الإشادة بالمشاريع والأنشطة الناجحة لأسلافها مثلا الوزير الاتحادي الكحص.
واسترسل بنسعيد موضحا: “عندما نتحدث عن جواز الشباب، فإنه مشروع قمنا بتفعيله وجاء ضمن برنامجكم الانتخابي. ألم تدركوا حينها أن هناك نقصا في البنية التحتية بالمناطق القروية؟ لقد كنّا، ونحن في المعارضة، ننتقد هذا الغياب، وطالبنا بإقامة دور شباب متنقلة تصل إلى القرى”.
ومضى مستطردا: “هل نتوقف عن العمل بسبب نقص البنيات التحتية؟ نحن واعون بالتحديات في العالم القروي، ولا نقول إن كل شيء يسير على ما يرام. بل نسعى لتنفيذ وعودنا، وقد اقترحت مختلف الأحزاب، سواء في الأغلبية أو المعارضة، هذا المشروع ضمن البرنامج الحكومي”.
وأضاف أن استراتيجية الشباب التي نوقشت سابقا لم يتم تخصيص ميزانية لها من عام 2015 إلى 2021، مضيفا: “وجدنا وثيقة استراتيجية جيدة ومفصلة، واستفدنا منها، فعملنا على تفعيل جوانبها الإيجابية”، مؤكدا أن جواز الشباب يأتي في إطار التنسيق بين عدة قطاعات، منها الصحة والتعليم والداخلية والمجالس الجهوية، بهدف التصدي للتحديات الكبرى المرتبطة بالتنقل والتشغيل في العالم القروي.
المصدر: العمق المغربي