1687 وفاة في حوادث المرور منذ بداية 2024
رغم إقرار تعديلات جذرية على القانون المنظم لحركة المرور بالبلاد، يشمل تشديد العقوبات على المخالفين ومضاعفة الغرامات المالية على السائقين والمارة، إلا أن حوادث الطرق لا تزال تشكل هاجسا للسلطات، حيث سجلت المديرية العامة للحماية المدنية حصيلة معتبرة لإرهاب الطرقات تجاوزت الـ 1600 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري، أي بمعدل أكثر من 5 وفيات يوميا.
تعرف شبكة الطرقات عبر الوطن مجازر بالجملة في السنوات الأخيرة، لأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى العنصر البشري نتيجة عدم احترام مسافة الأمان، الإفراط في السرعة، الإرهاق، وعدم التركيز عند السياقة حسب المصالح الأمنية.
ووفق معطيات المديرية العامة للحماية المدنية، فإن آخر أرقام حوادث المرور تعتبر “كارثية” هذه السنة، حيث لقي 1687 شخصا حتفهم ابتداء من 1 جانفي إلى غاية 30 أكتوبر 2024، فيما أصيب 69334 آخرون بجروح من بين 56721 حادثا مروريا و98433 تدخلا لأعوان الحماية المدنية عبر ولايات الوطن.
ولعل من الحوادث المأساوية المسجلة هذا العام، نذكر الحادث الدامي الذي وقع بحر الأسبوع الماضي بالبرمة الحدودية، 430 كلم عن ولاية ورقلة، والذي أسفر عن وفاة 11 شخصا وإصابة شخص آخر بجروح، عقب اصطدام حافلة صغيرة لنقل العمال تابعة لإحدى الشركات، بشاحنة ذات مقطورة بالمنطقة المسماة “بيران”.
وتحيلنا هذه المجزرة المرورية إلى الكثير من الحوادث المشابهة التي سُجلت في طرقاتنا في الفترة الأخيرة، منها تسجيل 5 وفيات وإصابة 4 آخرين إثر الحادث المميت الذي وقع في الطريق الوطني رقم 50 الرابط بين ولايتي تيندوف وبني عباس، بالضبط على بعد حوالي 70 كلم عن بلدية أم العسل، الشهر الماضي.
ولا تزال ولاية بجاية تتذكر المجزرة المرورية، التي شهدتها شهر مارس الماضي قرية بيزو ببلدية أقبو باتجاه بجاية، إثر اصطدام شاحنة وسيارة، ما تسبب في مقتل سبعة رجال وامرأة.
وفي واقعة أخرى، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في حادث مرور مميت وقع منتصف الشهر الماضي، على مستوى الطريق الولائي 202 الرابط بين بلديتي ورقلة وأنقوسة.
وفي التفاصيل التي باتت معتادة، وقع الحادث، حسب مصالح الدرك الوطني، إثر اصطدام عنيف بين دراجتين ناريتين، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص بعين المكان، فيما أصيب شخص رابع بجروح نقل على إثرها إلى مستشفى محمد بوضياف بمدينة ورقلة.
ووفق تصريح للمكلف بالإعلام والاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية الملازم كريم بن فحصي، فإن أغلب حوادث المرور المسجلة وقعت بعد الاصطدام المباشر والانحرافات بسبب السرعة المفرطة.
وشدّد الملازم بن حفصي على ضرورة تضافر وتنسيق الجهود مع كل الشركاء للتكفل بكل الإخطار الناجمة عن حوادث المرور، من خلال تعزيز العمل الميداني لغرس السلوك الوقائي والتربية المرورية عند عامة المواطنين، خاصة ونحن نمضي قدما إلى موسم الشتاء.
وأضاف أن الجميع يعلم أن السياقة في الأجواء الماطرة تختلف عن الأجواء الصحوة، مما يدفع ببعض سواق المركبات إلى الوقوع في فخ الحوادث المرورية، سواء كانت انحرافات أو انقلابات للمركبات أو اصطدام تسلسلي أو اصطدام مباشر بين مختلف للسيارات.
لذلك “توصي المديرية العامة للحماية المدنية إلى علم كافة السواق بضرورة توخي الحيطة والحذر، والرفع من درجة المسؤولية، سيما من خلال إخضاع المركبة للصيانة الدورية، ناهيك عن الابتعاد كل البعد عن المجازفة والمخاطرة والمشاحنة والتجاوز على الخط المستمر، والتجاوز داخل الأنفاق والمنعرجات المغلقة، مع ضرورة احترام إشارات المرور، وتطبيق قانون المرور بحذافيره”.