اخبار المغرب

حسن المودن يحاضر بكلية الناظور

ألقى الأستاذ والناقد المغربيّ حسن المودن، أمس الخميس، محاضرة افتتاحية في موضوع “كيف نَدرُس الأدب نفسانيا؟”، من تنظيم ماستر “أصول الخطاب الأدبي والنقدي ومرجعياته”، بقاعة النّدوات التّابعة للكلية متعددة التخصصات بالناظور.

وفي كلمته بالمناسبة رحّب الأستاذ علي صديقي، منسّق ماستر “أصول الخطاب الأدبي والنّقدي ومرجعياته”، بالأستاذ المحاضر، مشيرًا إلى إسهاماته الرّائدة في مجال دراساته النقدية المتعلّقة بموضوع التّحليل النفسي للأدب؛ كما أكّد أن المحاضرة تندرج في إطار الأنشطة والنّدوات والملتقيات العلمية التي دأب الماستر على تنظيمها لفائدة الطلبة وكافة المهتمّين بهذا المجال.

وتحدّث المودن، في المحاضرة التي ترأسها الأستاذ عبد الغني حسني، عن بدايات تطبيق التحليل النفسي على الأدب، مؤرّخًا لهذه البداية بالرسالة التي أرسلها سيغموند فرويد إلى صديقٍ له سنة 1898، وتضم أول تحليل نفسي للرواية (رواية المرأة القاضية للكاتب السويسري كونراد فرديناند ماير).

وأبرز الأستاذ المحاضر تطوّر العلاقة بين التحليل النفسي والأدب، التي نتجت عنها إشكالات وتساؤلات عرضها مع البقاء في خانة السؤال الذي صاغه عنوانا لمحاضرته: “كيف نَدرُس الأدب نفسانيا؟”، وهو لا يقصد، حسبه، تبيان منهج أو طريقة محددة يطبقها الناقد أو المحلل النفسي على الأدب، وإنما كيف نظر التحليل النفسي إلى الأدب عبر مراحله التاريخية.

وقسم المودن هذه الدّراسة إلى ثلاثة أقسام: دراسة لاوعي المؤلف، ثم دراسة لاوعي النص، وأخيرا دراسة لاوعي القارئ. فالتحليل النفسي، حسب المحاضر، “شأنه شأن باقي المناهج النقدية مرّ من هذه السيرورة في تعامله مع الإبداع؛ فكانت البداية مع المؤلف، كما هو الحال مع المناهج السياقية التي تعنى بحياة المؤلف وظروفه التي أسهمت في إنتاج النص”.

ثم بعد ذلك صوب التحليل النفسي اهتمامه، يضيف المحاضر، تجاه النص، “كما فعلت المناهج النصية من قبيل البنيوية وما تفرع عنها”، وزاد: “وأخيرا تنبه التحليل النفسي إلى أنه أغفل، هو الآخر، القارئ أو متلقي النص، فحاول استدراك الأمر بالاهتمام بلاوعي القارئ”.

وانتقل حسن المودن بعدها إلى الحديث عن “الانتقال الذي عرفه التحليل النفسي بوصفه تطبيقا على الأدب إلى كونه مستفيدا من الأدب الذي أصبح يطبق على التحليل النفسي”، مبينا أن المحلل النفسي والناقد الفرنسي بيير بيار أول من تساءل عن إمكانية تبادل الأدوار بين التحليل النفسي والأدب، وقلب موازين القوى في هذه العلاقة التي كانت، لأكثر من قرن من الزمن، علاقة أحادية تسير في اتجاه واحد؛ فيما اتّجهت اهتمامات المحاضر إلى المناداة بعكس هذه الأدوار في النقد العربي.

وتابع الأستاذ ذاته حديثه عمّا أسماه “التحليل النفسي والنقد التدخلي” الذي يتدخل في لحظة من لحظات التاريح قصد تصحيح بعض الأخطاء، مبرزًا الإشكالية المهمة المتعلقة بمركزية عقدة أوديب، التي يرى أنها لا تحتل إلا مركزا ثانويا خلف عقدة أعمق هي عقدة الأخوّة.

وتساءل المودن في ختام محاضرته: “هل نسلم بما خلص إليه فرويد بشأن مسرحية هاملت لشكسبير؟ هل فعلا عقدة أوديب هي محور المسرحية الشكسبيرية، وحكايتها الإطار تبدأ بقتل كلاوديوس أخاه الملك هاملت؟”، مشيرًا في الختام إلى أن ذلك هو التدخل نفسه الذي حاول من خلاله جاك لاكان تصحيح “الخطأ” الذي ارتكبه معلمه الأول سيغموند فرويد.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *