هكذا يخطط الاحتلال لتغيير خريطة الشرق الأوسط
لم يعد الكيان الصهيوني المحتل يخفي خططه، بشأن إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط، بما يخدم مصالحه والدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الرئيسي للحرب الشيطانية ضد الإنسانية.
فقد أقرّ رئيس الوزراء في الكيان المحتل، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الإثنين، أمام الكنيست، بأن استراتيجيته الحالية تقوم على حرب هجومية، قائلا: “لقد انتهينا من التحرك الرئيسي ضد حماس وتحركنا شمالا”، في إشارة إلى العدوان على لبنان لتصفية كل قادة “المقاومة الإسلامية” في المنطقة.
وهنا أقرّ نتنياهو، ولأول مرة، باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الشهيد إسماعيل هنية، في قصف لمقر إقامته أثناء زيارة للعاصمة الإيرانية، طهران، نهاية جويلية الماضي، بحيث رفضت “إسرائيل” الاعتراف بتصفيته، إلى حين تصريحه بذلك أمس.
وذكر نتنياهو أيضا، أن “إسرائيل” قضت على الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وكذلك القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، وهو ما فندته الحركة في عديد المرات، مؤكدة أنه حي يرزق ويمارس مهامه بكل عزيمة وثبات، فقد أكد القيادي، أسامة حمدان، في تصريحات صحفية، أن الحركة لا تخفي أنباء من يستشهدون لديها.
وبتطرقه إلى الهجوم الذي شنته بلاده على إيران، السبت الماضي، قال نتنياهو: “ألحقنا أضرارا جسيمة بأنظمة الدفاع الإيرانية وقدرتها على إنتاج الصواريخ الموجهة نحونا. نحن في خضم حرب النهضة.. نخوض حربا تغير وجه الشرق الأوسط”.
وتابع نتنياهو: “إستراتيجيتنا تفكيك محور الشر ومنع إيران من الحصول على سلاح نووي جديد، نحن في بداية حقبة تاريخية جديدة.. لن أستسلم ولن أتخلى عن تحقيق هذا الهدف المركزي. إن وقف البرنامج النووي الإيراني في مقدمة أولوياتنا، ولأسباب واضحة لا أستطيع أن أشارككم جميع أعمالنا وخططنا في هذا الصدد”.
إن حديث نتنياهو، أمس، أكد مرة أخرى أن مشروعه في منطقة الشرق الأوسط لا يقوم فقط على الصراعات العسكرية أو السياسية، بل سيتوسع نحو التحالفات الإقليمية، ويتغلغل في الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية، بما يعزّز النفوذ الإسرائيلي.
وهنا كشف مجرم الحرب عن سعيه لتوقيع مزيد من اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، عقب نهاية الحرب، وقال: “أطمح لمواصلة العملية التي بدأتها قبل بضع سنوات لتوقيع اتفاقيات أبراهام التاريخية، وتحقيق السلام مع المزيد من الدول العربية”.
وتابع رئيس وزراء الكيان المحتل: “هذه الدول، ودول أخرى، ترى بوضوح الضربات التي نوجهها لمن يهاجموننا، محور الشر الإيراني، ويتطلعون، مثلنا، إلى شرق أوسط مستقر وآمن ومزدهر”.
والأكيد أن التطبيع، أحد أسلحة المشروع الصهيوني، الذي يبقى هدفه الأسمى تجسيد خرافة “إسرائيل الكبرى”، التي لا تتوقف حدودها عند فلسطين، بل تمتد إلى عدة دول بما فيها السعودية.
للتذكير، فإن العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، منذ السابع أكتوبر 2023، خلّف إلى حد الآن أكثر من 43 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، ونزوح 1,9 مليون شخص، ما يمثّل 85 بالمائة من سكان القطاع، وهو ما يضع الكيان الصهيوني، اليوم، أمام جريمة التطهير العرقي في حق الشعب الفلسطيني، في ظل حديث إسرائيلي داخلي عن إعادة استيطان القطاع، بعد طرد وتهجير سكانه الأصليين.