التساقطات تثير الفرح بقرى أزيلال
شهدت المناطق الجبلية بإقليم أزيلال، بداية الأسبوع الجاري، تساقطات مطرية وثلجية مهمة، أنعشت الأمل لدى الفلاحين وسكان القرى الجبلية الذين عاشوا فترة طويلة تحت وطأة أزمة المياه الحادة التي أثرت سلبا على حياتهم اليومية وعلى الزراعات المحلية. وقد شكلت هذه الأمطار بادرة خير لموسم زراعي قد ينقذ هذه المناطق من تداعيات الجفاف القاسية.
وتعدُّ هذه التساقطات طوق نجاة للفلاحين الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الأمطار لري محاصيلهم وتربية مواشيهم، وهي مصادر رزق أساسية لمعظم الأسر في هذه المناطق النائية.
وقد تفاقمت معاناة الفلاحين بسبب التراجع المستمر لمنسوب المياه الجوفية على مدى السنوات الأخيرة؛ مما جعلهم يواجهون تحديات قاسية تتعلق بالموارد الحيوية، في ظل ظروف معيشية صعبة تهدد الاقتصاد القروي الذي يعتمد في جوهره على المياه.
وفي هذا السياق، أكد عمر أوزياد، وهو فاعل مدني مهتم بقضايا سكان الجبل في أزيلال، أن هذه التساقطات جاءت “كرحمة للساكنة المحلية”، التي تعاني منذ فترة طويلة من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب نتيجة الأزمة المتفاقمة.
وأعرب الفاعل المدني المهتم بقضايا سكان الجبل في الإقليم سالف الذكر عن أمله في أن تساهم هذه الأمطار في التخفيف من مختلف الأعباء التي تثقل كاهل الفلاحين.
وأشار أوزياد إلى أن هذا التحسن المائي قد يؤدي أيضا إلى انخفاض في أسعار الخضروات والأعلاف وفي توفير الكلأ للمواشي؛ وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجابا على أسعار اللحوم والألبان في الأسواق المحلية، ويساعد على تخفيف الضغوط الاقتصادية التي ترهق الأسر القروية في الإقليم.
ومع توقعات بموسم زراعي أفضل، شدد المتحدث ذاته على ضرورة استثمار هذه الأمطار بشكل فعال، موضحا أن الوقت قد حان لتفعيل سياسات مائية مستدامة يمكن أن تضمن تأمين المياه للسكان والفلاحين على حد سواء، خاصة في المناطق الجبلية التي يشكل فيها توفير المياه عنصرا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين ظروف العيش.
يجدر بالذكر أن إقليم أزيلال، مثل العديد من المناطق الأخرى في المملكة، قد تأثر بشكل كبير بالتغيرات المناخية التي أسفرت عن تراجع كميات الأمطار السنوية وازدياد فترات الجفاف؛ مما كان له أثر بالغ على الموارد المائية، سواء الجوفية أو السطحية. وأدى هذا الضغط المتزايد على الموارد المحدودة إلى تفاقم أزمة المياه في مناطق جبلية عديدة بالإقليم.
المصدر: هسبريس