زيارة ماكرون للمغرب إقرار بانهيار أطروحة الانفصال وبنجاعة ديبلوماسية المغرب
اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش ورئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، عبد الفتاح البلعمشي، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المقررة اليوم الاثنين إلى المغرب، إقرار بفشل أطروحة خصوم الوحدة الترابية المغربية وبنجاعة الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس.
وقال البلعمشي في تصريح لجريدة “العمق” إن الإقرار الفرنسي مؤخرا بمغربية الصحراء والزيارة المرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون، “لابد أن تزكي وتدفع إلى تثبيت الموقف الفرنسي من مغربية الصحراء والسيادة الكاملة للمغرب على ترابه”.
كما شدد على أن الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي التي ستنطلق مساء اليوم الاثنين إلى العاصمة المغربية الرباط بدعوة من الملك محمد السادس، “تحول الضغط كاملا على الديبلوماسية الجزائرية وسياستها الخارجية، ومعها أيضا جبهة بوليساريو الانفصالية”.
وعدد أستاذ العلاقات الدولية التحولات التي شهدها ملف الصحراء المغربية منذ مرحلة الحرب وبعدها وقف إطلاق النار، إلى غاية اعتراف مجموعة من الدول بمغربية الصحراء، مؤكدا أن رصد التطورات يظهر أننا “أمام استراتيجية متداخلة ومتكاملة في الدفاع عن القضية الوطنية”.
وأبرز البلعمشي أن “قضية الصحراء عرفت تطورات ومرت من العديد من المراحل منذ حرب الصحراء إلى وقف إطلاق النار عام 1991، ثم إلى تحديد الهوية والمبادرات التي كانت تهدف إلى حل النزاع الإقليمي المفتعل، ثم إلى أن وصلنا عام 2007 حيث اقترح المغرب الحكم الذاتي الذي يعد الآن الأرضية الوحيدة والورقة التفاوضية والدبلوماسية المطروحة لحل النزاع”.
وتابع “بعد ذلك يمكن أن نلاحظ أن هناك مرحلة مفصلية، وهي سنة 2016 عندما وضع الملك محمد السادس الثوابت والتوجهات ومرتكزات جديدة للسياسة الخارجية في كلمته بمناسبة انعقاد القمة المغربية الخليجية، والتي أتت أكلها مباشرة بحيث انضم المغرب في 2017 إلى القارة الإفريقية وعاد إلى الفضاء المؤسساتي للاتحاد الإفريقي”.
وسجل المتحدث ذاته “توقف كولسة خصوم الوحدة الترابية داخل أجهزة الاتحاد الإفريقي”، مضيفا أن المرتكزات الجديدة للسياسة الخارجية أفرزت “افتتاح العديد من القنصليات العامة بمدينتي العيون والداخلة، وأيضا إقرار مجموعة من الدول بمغربية الصحراء سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو بعض دول الاتحاد الأوروبي، ثم فرنسا مؤخرا ودول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة وأكثر من نصف دول القارة الإفريقي”.
ويرى البلعمشي إلى أن “هذا الزخم وهذه المكاسب التي تعرفها القضية الوطنية تجعلنا أمام توازن إقليمي جديد بشمال إفريقيا”، مشددا على أن هذا الزخم لصالح المغرب، “يوازيه ويواكبه التطور في سياسات المغرب في إفريقيا، والبنية التحتية التي هيأها حتى أصبح شريكا لابد منه لأي سياسة دولية سواء في علاقته الثنائية أو متعددة الأطراف خصوصا في الفعل الاقتصادي في إفريقيا”.
وخلص رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إلى وجود مبادرات وصفها بـ”الاستراتيجية” مثل “مبادرة ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي وفتح عوامل جديدة في الاقتصاد العالمي، وأيضا مأسسة الدول المطلة على المحيط الأطلسي”.
المصدر: العمق المغربي