اخبار السودان

خطاب الحقيقة والمسؤولية : رد على الاتهامات الموجهة لـ”تقدم”

زهير عثمان حمد

زهير عثمان حمد

أقول للزميل مزمل أبو القاسم ان كان يحترم عري الزمالة مقام الصحفيين فيما بينهم في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد ، من الضروري أن نعتمد خطابًا نقديًا قائمًا على الحقائق ، مع استبعاد العبارات التحريضية أو التلميحات التي تشكك في وطنية أطراف دون أدلة واضحة. تُحتم علينا المواقف الحرجة الانتباه إلى خطورة نشر اتهامات غير موضوعية قد تزيد الانقسام وتضعف الجبهة المدنية في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد وأهلها في سعيهم نحو السلام والاستقرار.

أولاً : لا يمكن إنكار أن التنسيقيات المدنية ، بما فيها “تقدم”، كانت صوتًا مدافعًا عن حقوق المدنيين والمطالبين بالعدالة ومحاسبة المعتدين على مر السنوات الماضية. إن وصف “تقدم” بالتواطؤ أو التعاون مع قوى محددة هو قفز على الحقائق وخلطٌ غير منصف للأوراق ، لا سيما حين نأخذ بعين الاعتبار التزام التنسيقية بمبادئها المعروفة من الوقوف مع المدنيين.

ثانيًا : عندما يتعلق الأمر بالحق في الدفاع عن النفس ، فليس هناك أي خلاف على مشروعيته ؛ ومع ذلك ، فإن دعوات استخدام السلاح بشكل غير منظم يمكن أن تجر البلاد إلى حالة من الفوضى الأمنية. “تقدم” وغيرها من المنظمات المدنية تحث على استنفاد السبل السلمية والقانونية لحماية المدنيين دون إذكاء العنف الذي يُعرّض سلامة المواطنين للخطر. هدف القوى المدنية هو الضغط السياسي لتطبيق إصلاحات فعلية في أجهزة الدولة وأطر القانون لضمان حقوق المواطنين وأمنهم.

ثالثًا : فيما يخص انتقادات البيان الأخير الذي أدانت فيه “تقدم” اعتداءات المليشيات ، يجب التذكير بأن أي تكتل مدني لا يمتلك قدرات عسكرية ، وبالتالي فإن دوره ينحصر في إدانة الانتهاكات وتوجيه الدعم والمناصرة لقضايا المدنيين. لا يمكن تحميل “تقدم” مسؤولية أكبر من ذلك أو افتراض تواطؤ فقط لأنها لم تصدر بيانًا يتماشى مع الرغبات الفردية لبعض الأطراف.

رابعًا : ادعاء التحالف بين “تقدم” وأي جهة مسلحة يحتاج إلى إثباتات وأدلة دقيقة ، لأن هذا النوع من الادعاءات يزيد من الاستقطاب ويضعف من قدرة القوى المدنية على العمل المشترك. من الضروري توجيه الجهود نحو تشكيل توافق وطني واسع يشمل جميع الأطياف التي تتبنى الحلول السلمية ، بعيدًا عن تهم “الخيانة” والتخوين التي لا تخدم أحدًا.

أخيرًا ، يبقى أن مواجهة التحديات التي تحيط بالسودان تتطلب خطابًا عقلانيًا وطنيًا يبتعد عن إثارة المشاعر السلبية أو الشحن العاطفي غير المبرر. السودان بحاجة اليوم إلى توحيد الجهود والسعي وراء صيغة توافقية تضمن احترام حقوق المدنيين ، ووقف دوامة العنف ، والسير نحو بناء دولة العدالة والسلام والكرامة.
وهذا ما أقوله لك ولكل الزملاء وعسي ربي أن يجعلنا من الرشدين والعقلاء .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *