استشهاد الدكتورة سومه محمد بارود
أمد/ الشهيدة / سومه محمد بارود من مواليد مدينة خان يونس بتاريخ 14/2/1964م، تعود جذور عائلتها إلى بلدة بيت دراس المحتلة عام 1948م والتي تم طرد سكانها من أملاكهم وأراضيهم إثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني حيث هاجرت العائلة إلى مخيمات اللجوء والشتات والفقر.
أنهت دراستها الأساسية والإعدادية وحصل على الثانوية العامة الفرع العلمي.
سافرت إلى سوريا والتحقت بجامعة حلب كلية الطب عام 1983م والتي تخرجت منها عام 1990م حاصلة على شهادة البكالوريوس في الطب البشري.
عادت إلى أرض الوطن وعملت في وزارة الصحة الفلسطينية.
الدكتورة / سومه محمد بارود هي عضو المكتب الحركي الطبي إقليم خان يونس.
الدكتورة / سومه محمد بارود الإنسانة التي لم تتوانى عن خدمة أي شخص حتى لو من خارج البلاد عن طريق الواتس والماسنجر.
الدكتورة / سومه محمد بارود المعطاءة صاحبة الابتسامة العريضة والكلمة الطيبة لها وجه مشرق محب للجميع.
كانت أطيب روح وأم عظيمة، كانت عضوه في جيل من الأطباء اللواتي أحدثن ثورة في الطب بالقطاع.
كانت قائدة لعائلتها وأوفت بدورها كأم.
دكتورة / سومه محمد بارود نموذج مشرف للطبيبة الفلسطينية، هي أخصائية نسائية، طيبة خلوقة، قمة في الذوق والأخلاق.
رشحت للبعثة الطبية للحج وكانت من خيرة الطبيبات اللاتي عكست انطباع جيد للطبيبة الحركية الفتحاوية.
مشوار طويل من العطاء والعمل وخدمة الوطن، صرح من العطاء والانتماء، وجه مشرق محب للجميع.
الدكتورة / سومه محمد بارود الراقية المرحة الطيبة المحبة للحياة الأم الصابرة المناضلة.
متزوجة من الدكتور / حمدي بارود ولها من الأبناء (د. مجد لميس عمرو يزن م. دلال).
خلال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على أبناء شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام وتحديداً مساء يوم الأربعاء الموافق 9/10/2024م، است/شهدت خلال قصف سيارة كانت تستقلها في منطقة خان يونس، مما أسفر عن است/شهادها وستة أشخاص أبرياء أخرين.
ارتحلت الدكتورة / سومه محمد بارود إلى العلياء خلال عودتها من واجبها المهني والإنساني.
لقد ظلت الدكتورة / سومه محمد بارود حتى أخر يوم من حياتها ذات مبادئ ومحبة وطيبة وصورة حتى عندما فجرت إسرائيل منزلها قبل أسابيع قليلة.
رحم الله الشه/يدة / سومه محمد بارود (أم عمرو) وأسكنها فسيح جناته.
د. مجد حمدي بارود…
ماما .. كان آخر ما كتبتي لي ( استقريتي في بيتك الجديد ، طمنيني يمة وينك ؟ ) كان لدي الكثير لأحكيه لكِ ، كنت سأقول أنني أود إحضار نباتات زينة في البيت و سجادة جديدة و بعض الستائر و أنني سأبدأ في طلاء الجدران ، وأردت أن أحكي لكِ عن دفء المدينة الجديدة وأنني أبحث عن مدرسة لُعمر وريتا في المنطقة ..
أتذكرين يا ماما كم كنت أشكو لكِ من البيت القديم ، لأنني بكيت في كل زاوية وحيدة و يائسة ، شكوت لكِ أنني ارى وجه بابا في كل ركن ، و لذا ارتأيت أنه من الأفضل أن أترك البيت الحزين و ابحث عن مكان آخر لعلّي أتمكن من البدء من جديد ، و باركتي أنت تلك الخطوة ..
يا ماما يا هُداي و هدايتي ، اهديني ماذا أفعل في البيت الجديد ؟
أستلقي بالساعات أحدق في السقف بلا شعور ، أحيانا أضحك على ما حدث ثم أبكي إلا أن أغفو قليلا ، غفوت و أنا أتخيلك أمامي تقولين ( مالك يمة قومي يا حبيبتي فِزّي اتنشطي خدي بركة اليوم )
في فترة امتحانات كل عام من الجامعة ، عندما كنت أضجر من طول فترة الامتحانات و تفتر عزيمتي ..
أريد أن أشكو منك إليك يا ماما لانك كنت ِمعي إلا أن فتحت باب البيت ثم رحلتي … البيت الجديد يا ماما لن أسمع صوتك فيه أبدا على السبيكر و لن تصلني إشعارات رسائلك .. لا بيت لي إلا أنتي يا سومتي و لا وطن لي من بعدك ..
لا داعي للشكوى .. عندما غفوت و سمعت صوتك تأمريني بفعل شيء مفيد ، كان صوتك واقعيا جدا ، فنهضت و أحضرت السجادة التي كنت سأخبرك عنها و أحضرت نبتة للبيت خضراء و هناك أوراق بتدرج اللون الأصفر … هل أنت سعيدة الآن ؟! راضية عني ؟!
منذ أن أحضرت السجادة و أنا استلقي عليها متخذة وضع الجنين أبللها بدموعي ، أبكيكي بلا توقف .. أبكي أيام لن تعود و أبكي وجهكِ الذي لن تُشرق شمسه على روحي ..
مهندسه/دلال حمدي بارود….
آآآآه يا أمي آآآآه
يا حبيبتي يا مهجة قلبي يا رووحي يا معنى الحياة، أخبروني يا أمي أنك رحلتي عودي يا أمي لأخبرك بما حدث، عودي يا حبيبة قلبي لتواسيني، آآآآه يا أمي وكل الآهات لآخر العمر، رحلتي يا أمي يا أغلى ما في حياتي، يا أم الناس كلها، الدنيا تبكيك يا روح الروح، والله لآخر العمر سأبكيك يا عظييييييمة يا أمي يا حنوووونة القلب، عووودي يا أمي لو لدقيقة لأقبل رأسك ويديك وقدميك، آآآاآه يا حبيبتي تركتي صغيرتك وروحك ثم رحلتي يا طاهرة القلب والروح والجسد يا قلبي يا أمي يا كل الحياة، آآآه يا غاليتي يا نبض روحي يا أمي، والله أني مت برحيلك، ماتت روحي يا أمي لآخر العمر،،،، رحلت زينة الحياة وطعم الحياة وروح الروح رحلتي يما يا مسك فايح يما، والله العمر بكامله غير كاف لأبكيك يا روح روحي، والله أن قلبي غادرني ورحل برفقتك، رفقا بي يا حبيبة القلب والروح والعين، آآآآه يا أمي لآخر العمر يا نبض قلبي يا غاليتي
يا حنُّونتي كما كنت تحبي أن أناديك
ابنتك وصغيرتك ومصغّرك ومدللتك ومشروعك ودلالتك ستعيش على خطاك وستكون كما أحببت
د. محمد رياض زغبر. عميد.كلية الطب جامعة الازهر بغزه…
ننعي الزميله الدكتورة سومة محمد بارود عضو المكتب الحركي الطبي اقليم وسط خانيونس…و رفيقه الحج….تعازينا الحارة من ابنائها وبناتها….و للعاملين في وزاره الصحه الفلسطينيه….انا لله وانا اليه راجعون.
المجد والخلود للشهداء الابرار