اخبار السودان

أين الجيش ..!

صفاء الفحل

 

عصب الشارع
صفاء الفحل

نحن بكل تأكيد نرفض وبشدة الطريقة البربرية والمجازر التي يقوم بها الدعم السريع في مواجهة المواطنين العزل والنساء والأطفال وكبار السن ولكننا في ذات الوقت لا نعتقد بأن الإدانة والشجب والبكاء والعويل وحده يكفي لإيقاف جرائم القتل المشاع تلك في العديد من قري منطقة الجزيرة ولابد أن يكون هناك (تحرك) واقعي وعقلاني لإيقاف تلك المجازر التي لاتزال مستمرة ولا يلوح في الأفق حل منطقي لإيقافها بل ويدعوا البعض لصب الزيت علي النار والمطالبة بتسليح شباب تلك المناطق رغم أن هذه النقطة تحديدا وهذا التسليح الذي تم بلا تدريب كافي كان السبب الرئيس لهذه المجازر حيث اتخذته الدعم السريع زريعة للقول بأنهم وبكل تأكيد لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مجموعة تحمل السلاح في وجههم وان هؤلاء الضحايا من الأبرياء كانوا نتاج التسليح العشوائي الذي تم خلال الفترة الماضية حيث تم تسليحهم والدفع بهم دون تدريب كافي بينما يحتمي الجيش الذي صرفت المليارات علي تدريبه بالمدن الكبيرة وتتواجد قواته بالمدن البعيدة عن المواجهة (القضارف كسلا بورتسودان عطبرة الشمالية) ويطالب من المواطن الذي لا يجيد فنون القتال حماية نفسه

وحتى الانتصارات المحدودة التي حدثت خلال الفترة الماضية تبنتها مليشيات المجموعات التي تقول بأنها تحارب بجانب القوات المسلحة من بقايا كتائب العهد البائد (الاسلوسياسية) بالإضافة إلى بعض مليشيات الحركات الدارفورية تحت مسمي القوات المشتركة ومشاركة الطيران المصري فأين هي القوات المسلحة التي ارتكزت عليها (اللجنة الأمنية) في انقلابها على الحكومة المدنية وتقود كل هذا العبث باسمها على اعتبار أنها (الوصية) على هذا الشعب وامن وسلامة الوطن والمواطن

المنطق والواقع يقول بأن هذه (المجموعات) بكافة مسمياتها والتي تقول بأنها تقف (خلف) القوات المسلحة هي التي يجب أن تكون ب (الخلف) داخل المدن الكبري لتعمل علي تحقيق النظام والاستقرار وتسيير حياة الناس هناك بينما علي افراد القوات المسلحة التي ظل الشعب يدفع لها من دمه لسنوات طويله أن تخرج لتكون في (الواجهة) وان يكون كل هؤلاء الشهداء من المدنيين الذين سقطوا من (أفرادها) فالواجب والقسم الذي ادوه يحتم عليهم القتال لحماية الكرامة والعرض والموت في سبيل ذلك لا تسليح المواطنيين ودفعهم للقتال بدلا عنهم في اغرب معادلة بين الجيش والشعب لا توجد إلا في هذا الوطن المنكوب بجيشه

لابد لنا بعد انتهاء هذه الحرب العبثية وهو أمر بكل تأكيد حتمي فلا توجد حروب في العالم استمرت الي مالا نهاية علينا ليس فقط المطالبة بإعادة تكوين القوات المسلحة لتصبح قوات قومية قوية تعمل حقيقة على حماية الأرض والعرض والنظام الدستوري، بل علينا حتى المطالبة بتغيير كلمات السلام الجمهوري التي فقدت معناها تماما لتصبح

نحن (شباب) الغد درع الوطن
أن دعي داعي الفداء لن نهون
بدلا عن (جند) الله جند الوطن
وهذا التمجيد الذي بلا معني للجيش والذي ظللنا نردده كالبلهاء منذ الاستقلال وحتى اليوم .. ستنتهي الحرب وسيتغير الكثير بإذن الله
والثورة مستمرة
والقصاص ات لامحالة
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *