حرب السودان: المواطن يدفع الثمن … كاريكاتير عمر دفع الله
حرب السودان .. المواطن يدفع الثمن … كاريكاتير عمر دفع الله
و تشابهت كل الشهور،
تشابه الموتى
وما حملوا خرائط
أو رسوماً
أو أغاني للوطن
حملوا مقابرهم
و ساروا في مهمتهم
و سرنا في جنازتهم
و كانت ( فسحة الاحلام )
أضيق من توابيت الرجوع.
التضليل والكذب الفاجر حول نكبة ولاية الجزيرة!
رشا عوض
في البدء ، القلب ينفطر حزنا وغضبا جراء ما يتعرض له مواطنو شرق الجزيرة الابرياء من ويلات ، نسأل الله الرحمة والمغفرة للمغدورين وعاجل الشفاء للجرحى، والادانة المغلظة لمن نفذوا هذه الجرائم البشعة من قوات الد.عم السريع، ولمن خطط ونفذ الفتن القبلية من الاجهزة الامنية والاستخباراتية الكيزانية ، وللجيش الذي قتل مئات المواطنين بقصف الطيران.
الادانة الصادقة والامينة للانتهاكات لا بد ان تكون مصحوبة بالدعوة لايقاف الحرب المنبع الرئيس للانتهاكات واستمرارها لا يعني سوى مزيد من الضحايا، والحرص على سلامة المدنيين يقتضي معارضة تسليحهم لان من حمل السلاح اصبح جزء من القوى المقاتلة في عرف القانون الدولي الانساني، ولا يعقل ان يزايد بقضية الانتهاكات من يعارض السلام ويزرع الفتن ويسلح المواطنين ويزج بهم في مواجهة غير متكافئة مع قوات مدججة بالاسلحة الثقيلة.
اخر حلقات المسخرة والتلاعب بعقول السودانيين اثناء محنة ولاية الجزيرة هاشتاق كيزاني عجيب ولد ميتا باسم: مليشيا تقدم تستبيح الجزيرة !!
هذا كلام الرد عليه يتطلب استلاف لسان بت مجذوب( احدى شخصيات رواية موسم الهجرة الى الشمال وهي امرأة بذيئة سليطة اللسان) !
ولاية الجزيرة تمت استباحتها في المرة الاولى بمخطط استخباراتي بدأ بتسليمها تسليم مفتاح للد.عم السريع عبر غواصة الجيش والاستخبارات العسكرية ابو عاقلة كيكل الذي تحت قيادته ارتكبت افظع الانتهاكات في غرب الجزيرة ( بالمناسبة ما نتيجة التحقيق في انسحاب الجيش من الجزيرة؟)
واستبيحت في المرة الثانية بعد استدعاء كيكل في مسرحية هزلية بعنوان مضلل: استسلام قوات كيكل ! في حين ان هذا الرجل عاد الى الجيش كفرد طريد يجرجر اذيال الخيبة اذ انه لم يسلم الولاية للجيش دون قتال او يفتح طريق تحريرها كما زعمت الابواق الاعلامية الموالية للجيش، بل فتح الطريق لهزائم اضافية للجيش ولحملة انتقامية شرسة وانتهاكات مروعة ضد المواطنين.
لماذا استقبل هذا الرجل استقبال الابطال ومنحه الجيش رتبة لواء؟ ظاهريا هو فاشل ولا شيء يبرر الاحتفاء به ، الا اذا كانت الكوارث التي حلت بولاية الجزيرة مقصودة ومخطط لها ، وكيكل هو اداة التنفيذ منذ البداية وحتى الان! فكانت الاحتفالات باستسلام كيكل و بقدوم الجيش ذريعة لحملات الانتقام ثم فشل الجيش كالمعتاد في حمايتهم ، واثناء استباحة شرق الجزيرة والتنكيل بمواطنيها وتشريدهم بواسطة الجنجويد احتفل الجيش بانتصارات وهمية في السوكي والدندر وابوحجار ، اذ انسحبت منها قوات الد.عم السريع دون قتال ، والسؤال هنا لماذا لم تعط الاولوية للتحرك الى الجزيرة التي تنتهك وتستباح وفي امس الحاجة للانقاذ ؟
يبدو ان الجيش والجنجويد يعملان في تناغم! والجهة الممسكة “بالريموت كنترول” الذي يحركهما معا في بعض الاحيان وليس طول الوقت طبعا هو جهة راغبة في تقسيم السودان!
ولذلك لسان الحال يقول: ليس مطلوبا وقف الانتهاكات في ولاية الجزيرة وغيرها بل على العكس تماما هناك تخطيط محكم لزيادتها وخلق الظروف المثالية لمفاقمتها كما ونوعا على ان يصاحب ذلك توزيع كثيف للسلاح على المواطنين مع التحريض العنصري لتعميق الكراهية على اساس قبلي وعرقي ولتخويف كل الشمال والوسط وتلقينهم سردية ان منبع كل هذه الشرور ليس واقع الحرب وفساد المؤسسة العسكرية وفشلها، وصراع الجيوش المتعددة على السلطة، بل منبع الشر هو هو اهل الغرب( دارفور وكردفان) وفي المقابل تتم جرائم في حق مواطنين مدنيين ينحدرون من قبائل غرب السودان وجنوبه بواسطة المستنفرين وما يسمى بالمقاومة الشعبية كما حدث في ولاية الجزيرة نفسها لبعض سكان الكنابي ، والهدف من كل ذلك دفع المواطنين الى نتيجة ان الحل في الانفصال! وفي هذا السياق نجد التفسير الوحيد للاستهداف الممنهج للقوى السياسية المدنية المنحازة للسلام ! وهو انها تمثل بتنوعها لبنة مهمة في مشروع توحيد البلاد ! يتم اغتيالها بتعليق جرائم الحرب في عنقها بلا ادني حياء! في حين ان “مثلث برمودا” الذي نبعت منه كل هذه الجرائم و الشرور هو الكيزان صناع الفتن العرقية والتجييش القبلي، واصحاب الاذرع الاخطبوطية الامنية والعسكرية في كل مكان، والجيش وجنرالاته العملاء الجبناء، والد.عم السريع وقواته المتوحشة المعتادة على جرائم الحرب والانتهاكات والسلب والنهب والترويع، والقاسم المشترك بين هذه الاضلاع الثلاثة هو الاستخفاف بارواح الابرياء وعدم الاحساس بمعاناتهم!
الانتهاكات في عرف الكيزان والجيش مطلوبة بالحاح لخدمة اجندة تقسيم البلاد وللتكسب السياسي، لذلك جزء و(ليس كل) من انتهاكات الجنجويد يتم عبر غواصات الكيزان والاستخبارات في صفوف الد.عم السريع ، والجزيرة هي المثال الاوضح لذلك اذ تم تتويج كيكل بطلا وفي التلفزيون الرسمى بعد كل الفظائع التي ارتكبت.
والد.عم السريع بالتأكيد يتحمل المسؤولية كاملة عن انتهاكاته المروعة في كل مناطق سيطرته وعلى رأسها ولاية الجزيرة وهي انتهاكات فظيعة تمت ادانتها من كل القوى السياسية والمدنية والحقوقية بدون اي لجلجة، ولكن جحافل النفاق والتضليل والاجرام كعادتها تريد ان تجعل من انتهاكات شرق الجزيرة كرباجا لجلد الخصوم السياسيين للكيزان عبر الايحاء بانهم سبب فيما يجري!
تجد احدهم يكتب معلقا: بعد احداث شرق الجزيرة لن نسمح بان تطأ اقدام الاحزاب ولاية الجزيرة !!
واخر يلعن السياسيين وكان من يقتل وينهب في الجزيرة هم قيادات وعضوية الاحزاب والتحالفات السياسية!
ولا تجد لعنة واحدة للكيزان والجيش وال.دعم السريع!
ولاية الجزيرة المنكوبة وكل ولايات السودان المشتعلة حربا هي ساحة صراع بين اطراف عسكرية طامعة في احتكار السلطة والموارد ، واجساد المواطنين وممتلكاتهم وكرامتهم من وجهة نظر “العقول المدبرة” للحرب مجرد ” حطب مجاني” لاشعال النار التي يطبخون عليها وجبتهم المفضلة وهي “السلطة والثروة”.
ان ما تفعله ابواق الحرب من تجهيل منظم وتضليل منهجي للرأي العام هو جريمة ذبح للحقيقة والمنطق الحاقا بجرائم ذبح البشر في طول البلاد وعرضها.
المصدر: صحيفة الراكوبة