الحرب مابين استسلام كيكل وفراسة البيشي
الشعاع الساطع
الحرب مابين استسلام
كيكل وفراسة البيشي
نقول للفرحين بانتصار اي طرف من اطراف الصراع الدائر مابين الجيش والدعم السريع منذ١٥ ابريل ٢٠٢٣م وحتي اليوم لاتفرحوا كثيرا !!
وان استسلام كيكل لايقرا عندي بمعزل عن اغتيال البيشي والذي ظهر في عدة صورة مشتركة مع كيكل بسنجة احداهما بداخل مكتب الوالي !!
وفي تقديري ان استسلام كيكيل اومقتل البيشي سيؤثر في الصراع المسلح المستمر حتي الان !!
ان لم نقل ان نتائج وتفاصيل كل ذلك ربما تعقد الصراع الي ماهو اسوأ او مايعرف بثقافة الالتفافات الداخلية !!
وربما تذهب بنا النتائج بعيدا عن مسارات الحلول !!
ان ما رايته من فرحة خلال استسلام كيكيل اشعرني وكأن المستسلم هو حميدتي بذات نفسه!!
ام ان ذلك يمثل بداية احتفال بتوقيع اتفاق سلام عاجل مابين الجيش والدعم السريع لطالما ان الأخير هو من رحم القوات المسلحة !!
وماعلمنا ان الرحم نكارة لما انتجت علي مر العصور والدهور !!
ولكنني ايضا لم افرح وانا اري شعبي المكلوم والمجروح بهذا الوضع!!
واي شعب هذا انه هو الشعب السوداني المغلوب علي امره منذ اول يوم في الحرب وحتي تاريخه!!
وكم كان قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان صادقا بوصفه الدقيق الذي نتفق معه فيه حينها انها ( حرب عبثية)!!
كان ذلك قبل أن يتم تغيير المسمي الي ( حرب الكرامة) اسم يتماشي وذهنية البلابسة المحكوم علي حكمهم بالاعدام عبر الانتفاضة الشعبية المروية بدماء الشهداء منذ توريت ١٩٥٥م وحتي اخر قطرة دم سقطت من شهيد اوجريح!!
ان الفرحة التي يحلم بها شعبنا ونود ان نشاركه اياها!! ومن حق الجميع ان بفرح حينها الا من ابي هو فرحتنا بوطن يسع الجميع وبناء دولة الحقوق والواجبات ودولة المواطنة الحقة ودولة (القانون) !!
التي يتساوي فيها الجميع لذلك فإن الحرب الدائرة الان لاتمثل الا اهواء من صنعوها من عبدة السلطة والدرهم والدينار ومردة القتل والسحل وانتهاك حقوق الاخرين في سلوك اجرامي لاتقره اي دولة تجاه شعبها فلقد كان ظالمة لشعبنا منتهكة لحقوقه مفرقة لجماعاته !!
ولانه من حق اي شعب ان يحلم بالرفاه والمشاركة الفاعلة في صناعة دولته واستراتيجياتها وكل ذلك بغرض البقاء والديمومة!!
شريطة أن لا تكون دولته مختطفة لاي فئة او جماعة او مرهونة الارادة لاي طرف (دولة) او (اقليم) او وصاية غير مكتوبة باللغة الرسمية للدولة ولكنها متوارثة سرا وعرفا !!
عليه فإن صفنا دوما ينحاز الي ايقاف الحرب كخط مستقيم يضمن اول مايضمن لشعبنا حق الحياة والاستقرار!!
ثم ضمان محاسبة ومحاكمة كل من اجرم في حق شعبنا أمام محاكم عادلة ومستقلة الي جانب بناء مؤسسات الحكم المستقلة لا المستغلة!!
وهب ان كيكيل المستسلم يمثل حاكم الجزيرة من قبل الدعم السريع قد سلم نفسه كما اكدت المعلومات الصادرة من مؤسسة الجيش والفيديوهات المتناقلة !!
وكل ذلك محاط بالتكبير والتهليل فهل معني ذلك أن الجزيرة قد تحررت وسلمها كيكيل تسليم مفتاح بمثل مااستلمها من احمد الطيب؟!
وهذا الاخير قد خضع تحقيق صوري ثم اختفت نتائجه مع الايام ولماذا يحاكم لطالما ان الغازي كيكل الان محل احتفاء !!
ان الحرب الدائرة الان هي مجرد عنوان وصراع بغرض العودة للسلطة مابين مجموعتين من (البلابسة) تظن وهما انما السودان (ضيعة خالصة لحكمهم ) ويجب الا يفكر اي شخص في الحديث عنه باستقلالية الا وهو خائن وعميل انها اوصاف لاتزال تبحث عن شخوصها الحقيقيين وهم كثر !!
ونحن لانعرف تعريفا لخيانة الشعب اكثر من ان تصنع له كل ادوات الخراب والقتل وتعمل علي تجييش الجميع بغرض خدمة مصالحك في السلطة !!
واذا ماقدر لك ان تغادرها بامر الشعب احلت الدولة الي جحيم!!
فالسودان وبتاريخه الذي يتجاوز ال٧٠٠٠ سنة لم يشهد خرابا بمثل ماشهده من خلال تجربة الإسلاميين في السلطة!!
ففي٣٠يونيو ١٩٨٩م قطعوا طريق اتفاق الميرغني قرنق والذي لم يتضمن كلمة (حق تقرير المصير ) واعلنوا حربا جهادية توعدوا فيها روسيا وامريكا بدنوء العذاب انتهت بانفصال اعز جزء من الوطن جنوبه عن شماله في ٢٠١١م والغريب في الامر حقا ان عشقا يتنامي الان لروسيا وغرام لم ينقطع ابدا لامريكا !!.
وعندما انفصل الجنوب ظنوا حينها انهم قد ظفروا بمابقي من الوطن !!
حتي نهضت دارفور كمخلب قط اقلق مضاجعهم فقرروا صناعة(الجنجويد ) كترياق ضد كل من يحاول الاقتراب من سلطتهم !!
فلم يفلحوا برغم الذهب والبترول وسياساتهم الخاطئة من انتاج استقرار بالاقليم الملتهب !!
وانتهي بهم الامر ان ذهبت قضية دارفور للمحافل الدولية وعرضت قياداتهم الي محكمة (لاهاي) لويس مورينو اوكامبو والمطالبة بتسليم الجناة للمحكمة عبر ضغوط دولية عنيفه سدت امامهم جميع طرق الهروب وحدت من حركتهم !! حتي ان احدهم لايطمئن للذهاب لقطع (الجمار) الا تحت حراسة مشددة !!
فعمدوا علي توقيع اتفاق الدوحة وتقسيم الاقليم ولكنه دون جدوي !!
وضاقت عليهم الارض بما رحبت فقننوا الدعم السريع عبر التعديل الدستوري والقانون بالبرلمان دورة د.الفاتح عزالدين المشهور بربربة ٢٠١٧م!!.
وتباروا في تقديم الخطب اثناء عملية التعديل والاجازة محذرين كل من تسول له نفسه بالحديث السالب عن الدعم السريع بالويل والثبور وعظائم الامور !!
ولكن الاقدار كانت لهم بالمرصاد ان انفجرت ثورة ديسمبر المجيدة ٢٠١٨م والقت تجربتهم في مذبلة التاريخ بحكم شعبي قاسي اخبرهم ان شعب السودان المسكون بالثورات لايرحم ولايغفر ولاينسي وهو الان يتنسم اكتوبر الاخضر ولنا مقال معد لاكتوبر !!
وليتهم ذهبوا بكرامتهم لتصحيح اخطاءهم!!
ولعل اكبر ماساعد علي سرعة عودة نشاطهم قلة حيلة احزاب (قحت )فانقلبوا عليها عبر انقلاب ٢٥اكتوبر٢٠٢١م !!.
وظلوا كذلك متمسكين بالدعم السريع وضد هتافات الثورة (الجيش للسكنات والجنجويد ينحل) !!
غير ان الدعم السريع والذي شب عن الطوق وعي الدرس واصبح متمردا علي تعليماتهم وباحثا عن استقلاليته وهاربا عن قبضتهم الحديدية!!
لذلك لم يكن أمامهم الا ان يشعلوها حربا ضده احالت الوطن الي رماد ثم استعطفوا الناس وهم مغلوبين علي امرهم وغير مدركين لحقيقة الامر من فعل ذلك بوطننا !!
انهم البلابسة كيف لا واذ هم المؤسس الحقيقي للدعم السريع وصانع الازمات مجتمعة !!
وتحت ظل هذه الغفلة اصطف حولهم من اصطف الا القلة المدركة لفاعائلهم الشنعاء!!
ظلت تنظر الي حربهم بمنظار الوعي الوطني!!
لذلك لايمكن أن نفرح لفرحهم الكذوب او نرقص رقصة (العجكو ) نتيجة استسلام كيكيل او حتي اذا بلغ بالمستسلم ان يكون حميدتي وهيهات هيهات لاجن ولاسحرة بقادرين علي ان يلحقوا اثره !!
وسيظل السؤال قائما هل سيستلم حميدتي ام ان مطالبات (القوات المشتركة) بمزيد من السلطة وملاسنات محمد العطا وياسر العطا ستولد خطا جديدا !!
وسيظل الفرق مابين فراسة البيشي وهو ابن عمنا وقد اختار طريقه بكامل حريته ومضي فيه بقاناعاته حتي الممات و كيكل الذي اختار الاستسلام فرقا شاسعا وان كان يحدث نفسه بغرض البقاء طويلا في الحياة !! ونحن في دنيا لاتدوم لاحد !!
….وياوطن مادخلك شر…
عمرالطيب ابوروف
٢٠ اكتوبر ٢٠٢٤م
المصدر: صحيفة الراكوبة