أمهات يذكّرن بحاجيات “ذوي الهمم”
السبت 26 أكتوبر 2024 03:19
قالت مجموعة من أمهات “ذوي الهمم” بمدينة تارودانت والمناطق المجاورة لها إنه “لم يعد هناك متسع للصبر على التجاهل والتهميش وقلة الرعاية التي يتلقاها أطفالنا المرضى، ولم يعد في مقدورنا السكوت عن المماطلة التي تقابل بها حاجياتهم”.
وعن المشاكل التي يعاني منها “ذوو الهمم” أشارت الأمهات، في تواصل مع هسبريس، إلى “عدم توفر أخصائية نطق تابعة لمركز الترويض بلاسطاح بصورة ثابتة ومستمرة،، إذ تقطع الأمهات مسافات طويلة ومتعبة ليصدمن بعدم وجود الأخصائية بالمركز، التي تحضر يوما وتغيب شهرا”، و”عدم توفر مركز التوحد بلاسطاح على أدوات وتقنيات حديثة وألعاب ذكاء لتطوير المهارات وتحفيز الأذهان”.
وورد ضمن المشاكل أيضا “عدم توفر المركز على وسائل نقل تسهل عملية التنقل التي تلخص جحيم المعاناة لدى الأمهات، خصوصا القاطنات خارج المدينة”، و”تأخر الاستفادة من حصص الترويض، إذ تتباعد المسافة بين حصة وأخرى”، إضافة إلى أنه “حين تسجل الأم طفلها في المركز لا تتم المناداة عليها للاستفادة من حصص الترويض إلا بعد شهور من الانتظار، وهو ما يمثّل إهمالا مجحفا في حق هذه الفئة المصنفة في خانة الاضطرابات الذهنية النمائية”.
وأكدت الأمهات أن “المدينة على شساعة مساحتها لا تتوفر على فضاء خاص بهذه الفئة، من أجل تطوير مهاراتها الذاتية وقدراتها العقلية”، إضافة إلى أنها “تفتقر إلى أخصائي نفسي خاص بأطفال التوحد، فليست كل أم لديها القدرة على التنقل إلى مدن أخرى للاستفادة من حصص هؤلاء الأطباء والمختصين التي تصل تكلفة الواحدة منها إلى 500 درهم، ثم مصاريف السفر”.
ونبّهت المشتكيات إلى ضرورة “توفير مرشدين تربويين وأخصائيين لتطوير الذات وذوي الخبرات في مجال التربية الخاصة، كي يوفروا للأمهات حصصَ تلقين وتدريب بأثمان رمزية أو مجانا، وحصصا تساعد الأم على معرفة كيفية التعامل مع طفلها داخل المنزل”، موردات أنهن “في أمس الحاجة إلى جلسات دعم نفسية، وجلسات لتبادل الآراء والاقتراحات، وجلسات تشاركية تتيح لكل أم الاستفادة من تجارب أخريات نجحن في محاربة سلوكات معينة لأطفالهن”.
كما شددت الأمهات على أهمية “تخصيص تكوينات من طرف وزارة التربية الوطنية لأساتذة التعليم مادامت بنود إدماج الطفل التوحدي في الصفوف الدراسية تم تفعيلها، خاصة أن عددا من الأساتذة يجهلون أساليب التعامل الخاصة بهذه الفئة، ما يعرضها لمزيد من التهميش والتقوقع والانعزال داخل الأقسام المدرسية”، و”توفير الرعاية الصحية والعناية الطبية داخل المستشفيات، عبر توفير بطاقات خاصة بهذا الاضطراب يتم الإدلاء بها عند الحاجة لتسهيل فرص التطبيب والاستفادة من الحملات العلاجية عند الاستشفاء”.
كما قالت أمهات ذوي الهمم إن “هذه المشاكل الأساسية تتشارك فيها معظم الأمهات، وتحتاج إلى إيجاد حلول استعجالية في أقرب فرصة ممكنة”، مع التأكيد على “ضرورة اعتماد حلول ملائمة وفعالة عوض اللجوء إلى الحلول الترقيعية التي تزيد الطين بلة”.
المصدر: هسبريس