اخبار السودان

شجرة الخروب المؤتمر اللا وطني !

أبية الريح

في متاهات الصراع يقف “الكيزان” حاملين أطماعهم التي لا تُسكن ، متذرعين بشعارات زائفة عن الدين والوطن ، بينما الحقيقة تُشيطن أفعالهم كما يُشيطنون كل من نادى بالسلام ووقف نزيف الدماء. حركة الإسلاميين بمؤتمرهم الوطني وسلطتهم الطاغية تجلت كعربة حديدية تتغذى على رماد بيوت الفقراء وتبتلع ضوء النهار من أعين المظلومين.

لقد عمل الكيزان منذ نشأتهم على تغليف مطامعهم الفردية برداء من الدين، ليقلبوا الحقائق ، ويستبدلوا الهمم بالخُدَع ، حتى لم يعد المواطن السوداني يدرك أين ينتهي كلام السماء وأين يبدأ طمع الأرض. بتقنية عالية من التلون ، جعلوا من الإسلام ذريعة لملء جيوبهم ، فأصبحت الدين والدولة لديهم كالزيت والماء ، لا يختلطان أبداً ، إلا حين تنزلق المصالح ليكون كل شيء ممكنًا.

“إنهم يبيعون الله للناس ، وهم أعداؤه”. كذلك الأمر في السودان ، حيث استخدموا أسماء الله وشرائعه ، ليزينوا بها أشجارا من حديد ، ممدودة فوق الجماجم ، وكأنها تقف شاهدا على تواطؤهم في سحق أحلام الشعب.

في هذا الصراع المرير ، لا يملك الداعي إلى السلام إلا صوتًا يتردد بين الجبال العارية، فيكبره “الكيزان” ليكون تهمة جديدة يُضاف إلى كُتب الكفر والشرك التي ينسجونها حول كل من يجرؤ على الدعوة للسلم. هذا التكتيك ليس إلا نهجاً من نهوجهم في رسم العدو من الداخل ؛ لأن السلام يشكل كابوسًا يفقدهم أدوات الترهيب والتحكم.

“الخطر الأكبر الذي يهدد الحرية ليس العدو الخارجي ، بل السلطة المتسلطة من الداخل”. وهذا ينطبق بشكل مدهش على الكيزان ، حيث لا يرون في السودان إلا فريسة لمطامعهم ، لا مساحة لسلام حقيقي ، وكأن السلم عدوان على نفوذهم.

تختزل الحكاية صورة “الكيزان” كصورة شجرة (الخروب) في أسوأ تجلياتها ؛ بلا ثمار تروي ولا ظل يُستظل به ، بل جموع من المنتفعين يتقاسمون البلاد كما تقاسموا دماء الأبرياء وأحلام الشباب. في السياق هذا القول : “تسقط الأمم حين يتوارث الجلادون المائدة وينهشون الوطن”. يكشف حقيقة النهج التسلطي الذي يسرق البلاد ، ويقتات على دماء الناس وأرواحهم.

ختاماً:
صباح بلا كيزان!! لم يعد في جعبة هؤلاء غير صدى التهم البالية ، ولا منطق يبرر عبثيتهم ، إلا هربا إلى الأمام ، و بعد قليل لن يجدوا اي مواطن سوداني يقبل بأن يستخدم كوقود لنيرانهم الخبيثة.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *