اخبار الأردن

موسم الزيتون.. قصص من الكروم و”مزراب” الذهب الأخضر…


الوكيل الإخباري
  تفوح رائحة زيت الزيتون البلدي من شبابيك الأردنيين، رائحة الزيت والزعتر ومخلل الزيتون بأنواعه الأخضر والأسود وبأطباق متنوعة اعتاد عليها المواطنين في هذا الوقت من كل عام مثل الزلابيا والمكمورة.

اضافة اعلان


موسم قطف ثمار الزيتون ينتظره الكثيرون صغاراً يلهون في الكروم ، وكباراً الذين يعتبرون بحلوله عادت بركة الدنيا وسرت في عروق الأرض تبشيرا باقتراب الشتاء ودفئ البيوت، تخرج الجموع مع صوت أذان الفجر وبزوغ شمس النهار إيذانا ببدء القطاف فتحضر القصص على “مفرش” الزيتون وتغص الذكريات تحت الأغصان المتشابكة فهي فرصة لاستذكار الماضي والحنين إلى أيام الآباء والأجداد.


تعج الكروم في هذا الموسم بتوجيهات الآباء ودندنة الشبان بأغانٍ تحاكي جيلهم وصيحات الصغار ولهوهم، تلك الجموع التي تجتمع تحت شجرة فرغوا من قطف ثمارها وجمعها بأكياس “الخيش” من أجل تناول الطعام ويتسابق الأطفال بعدما فرغت طاقتهم وتحضر الأطباق المتنوعة فيحل مخلل الزيتون الذي تم تحضيره من ثمار الموسم الحالي ويكون له نكهة طيبة بعد التعب
يتعاون اثنان هناك على حمل “شوال” غص بثمار الزيتون، وآخر يمسك بمسلته ليخيط “الشوالات” في صور تجسد اجمل معاني التعاون والتكافل بين أفراد الأسرة في موسم الزيتون استبشارا بحلول الخير والبركة وسط دعوات الآباء وآمالهم بأن يكون حصاد الموسم أفضل من الموسم السابق، ويتسابق الصغار ويتفاخرون بمن يجمع في علبته العدد الأكبر من حبات الزيتون.


بعد الظهيرة يكاد التعب قد نال من الجميع، مرت ساعات عدة منذ الفجر وانتصفت الشمس وسط السماء، لكن ما يهون عناء القطاف هو تلك الأشجار التي فرغت منها العائلة وتلك الحبات التي تلمع بين اليدين مبشرة المزارعين بأنها ممتلئة بالزيت، وبعد برهة من الظهيرة تحضر وجبة الطعام “الدسمة” فقد تكون تلك الوجبة هي المنسف أو المقلوبة أو المسخن وهي وجبات اعتاد الأردنيين على تناولها في كروم الزيتون.


صور التكافل والتلاحم لا تتوقف هنا، بل يتعداها حتى يشارك الأقارب والأصدقاء على مبدأ “الفزعة” بالقطف وسط تبادل للطرائف والحكايات، فلا يكاد حي أو شارع في الأردن لا تجد فيه أشجار الزيتون بكثافة، وفزعة الأقارب تقلل التعب وتخفف الحِمل حتى يفرغوا من آخر شجرة في الكرم أو “حوش” البيت.


يتسابقون في النهاية بعد “تحميل” أكياس الزيتون في مركبة النقل للتوجه نحو المعصرة لعصر الزيتون والحصول على الزيت، فالعائلات تعتبره كنزها الثمين وهو أساس مونة الشتاء، يراقب الأردني بعين الحبيب ثمار الزيتون وهي تُفرغ أمامه إيذانا بعصرها، فتبدو الحبات لامعة مثل الذهب بعد غسلها ورائحتها زكية داخل العجانات أثناء طبخها وصولا إلى عصرها فتجده ينتظرها بشوق كبير عند المزراب فيتناول حينها كأسه ويشرب الزيت وتجد آخر يغمس رغيف خبز الساخن بالزيت مباشرة  تلك هي الأجواء التي اعتاد عليها الأردنيون في موسم الزيتون.





















مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *