هل نحن كنا بحاجة ضرورية لتنفيذ 7 أكتوبر لنجعل قضيتنا تملأ الكون؟
أمد/ هل نحن كنا بحاجة ضرورية لتنفيذ 7 أكتوبر لنجعل قضيتنا تملأ الكون؟
للإجابة على السؤال أقول لو تتبعنا مسيرة الثورة في وجود الاتحاد السوفيتي سابقا كم انضم للثورة الفلسطينية المعاصرة ثوريون و مقاتلون من أنحاء العالم إيماناً بأنها قضية عادلة مثل اليابان وايطاليا وجميع الدول العربية من عراقيين مثل علي البياتي و مغاربة وتوانسة ومصريين ولبنانيون مثل الأسير حسين خليفة ومنشد الثورة الفلسطينية حسين منذر والجراحة السينغافورية البريطانية سوي تشاي أونغ وألفت كتاب من بيروت إلى القدس والطبيب كريستوفر يانو (يوناتي كندي) والمخرجة السينمائية مونيكت ماورير والكاتبة والطبيبة بولين كاتنغ والقائد الأردني نايف حواتمه ونائبه قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عراقي الجنسية، الذي انضم لصفوف الثورة منذ تأسيسها في ستينيات القرن الماضي كان التنضمام للثورة ليس نتيجة لدوافع عاطفية، بل كان نتيجة وعي وتفكير رصين والايمان بعدالة قضيتنا الفلسطينية،
ومن أبرز المتضامنين مع الثورة، كان الايطالي فرانكو فونتانا، الذي انضم للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. أطلق على نفسه اسم (جوزيف ابراهيم) وقاوم ما يزيد على 20 عاما في صفوفها، توفي سنة 2015، والمطران السوري هيلاريون كابوتشي، الذي قضى 4 سنوات في سجون الاحتلال، وإلييتش راميريز سانشيز من فنزويلا، صاحب مقولة “أنا ثوري محترف في خدمة حرب تحرير فلسطين” عُرف بانضمامه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ومن أشهر الشهداء العرب؛ ميلود بن ناجح، من تونس، وخالد أكر، من سوريا، انضما للجبهة الشعبية القيادة العامة ونفذا “عملية الطائرة الشراعية” أواخر 1987 قُتل فيها ستة من جنود الاحتلال، في قرية الخالصة شمال شرق صفد.
وفي الإطار الاعلامي، ما أن يفتح قارئ أعدادا من مجلة “فلسطين الثورة” (لسان حال منظمة التحرير الفلسطينية) أواسط الثمانينيات سيقرأ “المحرر المسؤول بيانوتس بسخاليس”، وهو صحفي يوناني (قبرصي) مناصر لحقوق الشعب الفلسطيني، انخرط في صفوف الثورة، وساهم بمهارته في التصوير والتحرير الصحفي ليعمل مديرا للمجلة.
ويُعرف من غير الفلسطينيين الباحث المصري “سمير غطاس”، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية. حمل اسم “محمد حمزة” خلال انخراطه في حركة فتح وعمله كأبرز مساعدي الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” نائب القائد العام لقوات.
ويصعب الحديث عن الثورة الفلسطينية دون الوقوف أمام الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، هناك 18 أسيرا عربيا، جميعهم من الأردن، لا يزالون في سجون الاحتلال حتى الآن، بعضهم حُكم عليهم بالسجن مدى الحياة، واللبناني سمير قنطار عام 1979، وقضى 29 عاما في سجون الاحتلال، وكان في السجن أسرى عرب من مصر، ولبنان، والأردن، وسوريا، والسودان، والعراق، والمغرب، والجزائر، وتونس، والسعودية، وليبيا، وغيرهم.
وعلى سبيل الحصر اليوناني ميخائيل بابا لازارو الذي انضم لحركة “فتح” وتعرض للتعذيب على يد السجانين الإسرائيليين، وتوفي في السجن، والياباني كوزو أوكاموتو وصدقي المقت من سوريا، وموسى نور من السودان.
وعلى ماسبق حدثني أحد الاصدقاء وهو طالب دكتوراة في بلجيكا وكان يتنقل من دولة لدولة وهو متلحف بالكوفية، فإذ بعجوز تنادي عليه قالت له انت من بلد ياسر عرفات، استنادا منها على كوفية الزعيم الراحل أبوعمار.
إن ما قمت بسرده هو توثيق لوقائع قامت بها الثورة الفلسطينية المعاصرة وما هو إلا دليل على ان قضيتنا جابت أرجاء المعمورة، وكل العالم يعي قضيتنا الفلسطينية وأنها تحتاج إلى حل وإنهاء حالة الصراع في الوطن العربي والإسلامي، وكل العالم يتطلع لحل قضيتنا لولا اختلاف موازين القوة واستغوال النظام الدولي وحلافائه؛ وإدراك الثورة الفلسطينية للمتغيرات السياسية القاسية التي مرت بها قضيتنا والوصول لحل الدولتين، وأذكر القوم أن اليمين المتطرف لم يرق له حل حزب العمل والاتفاق مع م.ت.ف وكان رئيسها الزعيم ياسر عرفات، وكان رئيس الوزراراء حينها اسحاق رابين، وقام طالب يهودي يميني متطرف اسمه ايجال عمير باغتيال رابين حينها لعدم إيمانهم باعطاء الشعب الفلسطيني دولة على أرض ال67.
فمنذ الاتفاق كان اليمين الصهيوني المتطرف غير راض على الاتفاق ولا على حل الدولتين وإفشال مشروع حل الدولتين، وهنا يكمن طرح السؤال لماذا عمل نتن ياهو على افشال حل الدولتين وإنهاؤه؟ وعدم السماح لرجوع السلطة الفلسطينة لقيادة غزة؟ ولا يتفاوض مع ممثلي الشعب الفلسطيني م.ت.ف بالشراكة مع فصائل المقاومة الفلسطينية وترتيب البيت الداخلي وانجاز مشروع حل الدولتين بعد حرب تشرين 2024؟؟!!
الجواب: إن أي مشروع يحقق أبسط طموح الشعب الفلسطيني واستقلاله ولو كان على حدود ال67 بنسبة 22.7 من أرض فلسطين، ومن هنا تتشكل العقلية اليمينية الصهيونية المتطرفة في تقليص المشروع ونسبة الأرض الذي سيستفيد منها الشعب الفلسطيني، ومن هنا تشكلت صفقة القرن لاستكمال دور التطبيع العربي والاسلامي، ورسم خريطة جديدة للشرق أوسط، وتوسيع الحالة الاقتصادية للعدو الصهيوني، وإحلال جيوسياسي جديد بداخل قطاع غزة منفصل عن الضفة، وتأمين الشمال و تفريغ السكان ومسح الأراضي وإنتاج الخط الفاصل، وإنهاء مشروع حل الدولتين وانتاج مشروع مقزم مسخ على أرض قطاع غزة باحتلال خط فلادلفيا والمعبر وعودة الأوربيين على المعبر، وإنهاء سلاح المقاومة واستبداله بقوة شرطية مدنية مع دخول العدو متى شاء لقطاع غزة.
ومن هنا أحذر القوم وأخشى مما لا يحمد عقباه، والقبول بالتقسيم الجغرافي لدويلة بغزة، وعلينا النزول عن الشجرة والتنسيق بين كافة ممثلي الشعب الفلسطيني، ونقف صفا موحدا ضد ممارسات العدو البغيض بكافة أشكالها من دمار وتقزيم مشاريعنا، والذي أدت به للاستفادة من حالة الانقسام و الانفصام الداخلي الذي كانت نكبة حقيقية في تراث الشعب الفلسطيني، والذي أوصلتنا لم نحن عليه الآن من تشريد كامل للشعب الفلسطين وتدمير كلي له.
معرفتي بالعقلية الصهيونية وطريقة إدارتها لحرب7 أكتوبر 2024 هي طريقة عملاتية تخضع للتقييم والتقويم وانتاج أكبر قدر ممكن من الانجاز غير المعلن عنه في بداية الحرب ومعياره أمن دولتهم المزعومة، وتقليص نسبة الاراضي من جانبنا، والابقاء على حالة الانقسام الجيوسياسيي والمجتمعي، وتطوير دولتهم من خلال المنح المقدمة لهم بتلوريونات الدولارات وتقديم الأسلحة المتطورة لهم، لأنهم حليف استراتيجي في المنطقة لن يقبلوا حلفائهم وهم القوى العظمى في العالم لسقوط كيانهم المزعوم ليكونوا جزء من الوطن العربي وبهذا يتحقق حلمهم بمشروع الشرق أوسط الذي نادى له نتن ياهو في أول خطاب له بعد 7 أكتوبر وقبول دولة الكيان كجزء رئيس من الوطن العربي…