اخبار السودان

بعد 18 شهراً.. ما زال الانتصار العسكري بعيد المنال

بعد مضي أكثر من 180 يوم على اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، يتأكد يوما بعد يوم أن هذه الحرب لا منتصر فيها وأن الخاسر هو الشعب السوداني عبر إجباره على النزوح واللجوء واستخدام سلاح الجوع كأحد أدوات الحرب وتدمير البنيات الأساسية للدولة السودانية وإهدار ثرواته الطبيعية والاقتصادية.

مصالح ضيقة تسببت في اندلاع الحرب

ونوه العميد أمن معاش هاشم أبورنات، عضو القيادة المركزية للضباط والجنود المتقاعدين (تضامن)، إلى أن هذه الحرب تم وصفها منذ بدايتها بالعبثية وهو توصيف واقعي لأن هذه الحرب لم تنتج سوى الدمار والخراب في البلاد. واعتبر الضابط الرفيع المقاعد من جهاز الأمن في حديث لراديو دبنقا أنه كان متاحا تفادي هذه الحرب لولا المصالح الذاتية والمصالح الشخصية ومصلحة حزب سياسي ضيق الأفق في تفسيره لمصالح السودان. وأضاف أن كل هذه الأسباب قادت إلى استحالة تحقيق نتيجة حاسمة في هذه الحرب لأن الصراع يدور حول مصالح شخصية ومصالح مرتبطة بهذا الحزب السياسي.

وفي تعليقه على استمرار القوات المسلحة في تكوين المليشيات واستخدامها في الحروب المختلفة، اعتبر العميد أمن معاش هاشم أبورنات أن الجيش ما زال يعمل بنفس المنهج القديم الذي كان يتبعه نظام عمر البشير عبر سياسة فرق تسد التي أدخلت النعرات القبلية والإثنية والعرقية الأمر الذ جعل القوات المسلحة نفسها جزءا من هذه الصراعات. وأشار أن تجربة قوات الدعم السريع التي انقلبت على الجيش ما زالت تتكرر، حيث تواصل قيادة القوات المسلحة جلب الإثنيات المختلفة من أجل الاستعانة بها وليس هناك أدنى تفكير في تشكيل قوات مسلحة واحدة.

استخدام المليشيات يدخلنا في حلقة شريرة

ووصف عضو القيادة المركزية للضباط والجنود المتقاعدين في حديث لراديو دبنقا أن هذه المسلك أصبح تمثيلية مكررة وممجوجة ويدخل البلاد في حلقة شريرة عبر استيعاب فئة واستبعاد أخرى وتكرار هذا المسلك الأمر الذي سيصل إلى نقطة لا تسمح فيها الإمكانيات بمواصلة تشكيل المليشيات. وشدد على أنه في نهاية سيصل الجميع إلى نتيجة واحدة هي ضرورة أن تتوقف هذه الحرب رغم العناد ورغم الإصرار من قبل أصحاب المصالح الضيقة والشخصية.

ومضى العميد أمن معاش هاشم أبورنات قائلا إنه بعد توقف الحرب ستبقى مشكلة وجود قوات كبيرة ومختلفة وغير محددة المهام، حيث من غير المستبعد أن يتمرد أي طرف منها (مني، جبريل، كيكل، الخ) وستكون لكل طرف مطالبه وأفضل دليل على ذلك المطالب التي يتم التحدث عنها هذه الأيام عن مطالبة عدد من الحركات بنسبة 50% من الكيكة عند تشكيل الحكومة الجديدة في بورتسودان. ويعني ذلك أن هذه اللعبة ستستمر وسيحاول كل طرف تثبيت وضعه باستخدام هذا السلاح.

وتوقع القيادي بالقيادة المركزية للضباط والجنود المتقاعدين في حديث لراديو دبنقا أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق بين جميع الأطراف، ستبقى مشكلة عويصة تتعلق بجمع السلاح وفي توحيد أفكار الأطراف المختلفة وأن هناك مشكلة عويصة أيضا في إرضاء كل هذه الأطراف بحيث تصبح جزءا من السودان الموحد والعمل مع الآخرين لبناء جيش موحد. وشدد على ضرورة التفكير بعمق في هذه المعضلة والتي يستحيل حلها في المرحلة الحالية.

دبنقا

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *