اخبار السودان

أفلام ملهمة من سينمات بنات السودانية , اخبار السودان

 

من قلب الصمت الذي يعم مجتمعات الأشخاص الصم في السودان، تظهر “رندا”، الأم الصماء التي لا تعرف الاستسلام. وسط مجتمع يغلب عليه تجاهل هذه الفئة، تسعى جاهدة لتوفير حياة كريمة لأطفالها وأسر مجتمع الصم النازحين.

بورتسودان _ التغيير

رحلة رندا، التي يعرضها فيلم “أنا هنا”، تأتي ضمن مشروع سينمات بنات، الذي يسعى إلى تسليط الضوء على تجارب النساء السودانيات وتوثيق قصصهن الملهمة، وابراز التحديات اليومية التي يواجهونها.

ووفق القائمين على المشروع فان ما يُميز سينما بنات، استخدام الهواتف المحمولة في تصوير الأفلام، وهو نهج جديد يفتح المجال أمام الجميع لدخول عالم السينما بموارد بسيطة ولكن بأفكار قوية.

فيلم “تكنان”

على سبيل المثال، فيلم “تكنان” هو جزء من هذا المشروع، ويقدم قصة نفيسة أحمد إبراهيم من شرق السودان، التي أسست جمعية نسائية تحمل اسم “تُكنْان” أي “المعرفة”، يروي الفيلم كيف نجحت نفيسة من تمكين النساء من حولها عبر تعليمهن مهارات حياتية مهمة مثل صنع الخبز والعطور، وتعليمهن الحناء، بالإضافة إلى توفير حضانة مؤقتة للأطفال، هذا الفيلم الوثائقي القصير يجسد الدور الريادي للمرأة السودانية في بناء مجتمعها وتعزيز التغيير الاجتماعي.

فيلم “أنا هنا”

أما الفيلم، الثاني في سلسلة “سينمات بنات”، أنا هنا” نشاهد رندا وصديقتها بخيتة مع أعضاء جمعية “أيادي ناطقة” وهم يوحدون جهودهم لإنشاء مظلة للأطفال وأسرهم. بروح إبداعية وعزيمة لا تلين، يستعرض الفيلم العقبات التي تواجه الأفراد الصم وضعاف السمع، ويأخذنا في رحلة تمزج بين التحديات والأمل.

فيلم “أم الفقراء”

الفيلم الثالث في المشروع هو “أم الفقراء”، والذي يروي قصة رشا وسارة، وهما امرأتان تجمعهما الإرادة والأمل لتقديم خدمة صحية في مسيد الشيخ الطيب، يتناول الفيلم التحديات التي تواجههما أثناء تنظيم هذا اليوم الصحي، من المنتظر أن يعرض الفيلم في 24 أكتوبر الجاري.

تجربة فريق سينمات بنات

التجربة في سينمات بنات كانت تجربة شخصية ملهمة للمشاركات، كما تذكر تسابيح حسين، واحدة من المشاركات، عبرت في صفحة المشروع بفيسبوك، عن مدى السعادة التي شعرت بها خلال هذه الرحلة، اكتسبت تسابيح مهارات في التصوير والمونتاج في فترة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وهي مهارات قد تتطلب سنوات لدراستها، أبدت تسابيح إعجابها بمدى التعاون والأخوة التي جمعتها بزميلاتها في المشروع، وهو شعور مشترك بين جميع المشاركات اللواتي يعتبرن أنفسهن الآن مرآة لمجتمعهن.

رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة السينما في السودان، خاصةً فيما يتعلق بتكلفة الإنتاج وعدم دعم الحكومات المتعاقبة لهذا المجال، الا ان شروع سينمات بنات وجد تجاوبًا واسعًا سواء على وسائل التواصل الاجتماعي و الأوساط الإعلامية المختلفة.

نالت التجربة إعجاب الكثيرين بفضل قدرتها على تقديم قصص مؤثرة وواقعية باستخدام أدوات بسيطة مثل الهواتف المحمولة، مما فتح الباب أمام الكثير من النساء للتعبير عن تجاربهن بطرق غير تقليدية.

وتفاعل الجمهور مع الأفلام التي قدمها المشروع لم يكن مجرد إعجاب بالقصص، بل كان تأييدًا واضحًا للرؤية التي يسعى المشروع لتحقيقها، على المنصات الاجتماعية، شهدت الأفلام مناقشات موسعة وحوارات بناءة حول القضايا التي تناولتها، مثل تمكين المرأة وحقوق الفئات المهمشة في المجتمع السوداني، بعد أن كانت أدوار النساء محصورة في إطار محدود، و أدوار نمطية وثانوية.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *