اخر الاخبار

ما هو اليوم التالي؟؟؟!!! أمد للإعلام

أمد/ للإجابة على هذا السؤال سأبدأ بسؤال آخر ما هو مقترح بايدن؟
طبعاً تفاجأ العالم بخطاب بايدن وهو يعلن عن المقترح الإسرائيلي؛ والذي أجابت عليه حماس بأنه مقترح إيجابي، وستتعامل معه بإيجابية مطلقة، ومن ثم قامت أمريكا بعرض المقترح على مجلس الأمن الذي صوت عليه من قبل الأعضاء؛ بأربعة عشر صوت بنعم، وروسيا إمتنعت عن التصويت، وبهذا العرض على مجلس الأمن تم تشديد الخناق على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وإلزامهم بالإجابة على المقترح برسالة خطية ومكتوبة، وتم ذلك وأرسلوا للوسطاء، وتم عرضها على أمريكا، و تتضمن الرسالة بعض التعديلات والتأكيد على الثوابت التي ارتكزت عليها حماس والجهاد الإسلامي بفلسطين، وهم وقف إطلاق نار دائم، على الرغم كان مكتوب بالمقترح الاسرائيلي مستدام بدلاً عن دائم، وهنا فرق شاسع بين الدائم والمستدام، ومن بين الفرقات الرئيسية أن الدائم هو عدم تعرض قطاع غزة لعدوان صهيوني مرة أخرى بسبب أو بدون سبب، أم المستدام مرهون بشروط وعوامل، وهو عدم تكرار ما حدث في ٧ أكتوبر مرة أخرى أو إنتزاع سلاح حماس والجهاد والمقاومة في غزة، وعليه كان العدو الصهيوني وراعيته أمريكا يتقنان وضع المصطلحات بدقه، أما الثابت الثاني هو انسحاب العدو من قطاع غزة انسحاباً شاملاً، والثابت الثالث رجوع النازحين لمناطقهم، والثابت الرابع صفقة تبادل الرهائن بالأسرى الفلسطينيين، والثابت الخامس الإعمار، ومن هنا قامت حماس والجهاد الإسلامي بالتعديلات و الإجابة بأن المقترح إيجابي، ولكن هناك بعض الملاحظات أو وجود تعديلات، وكل الملاحظات كانت تشير ما هو اليوم التالي؟؟؟!!!
كل المحلليين والباحثين الأكاديمين الفلسطينيين العرب وخاصة الباحثين في الشأن الإسرائيلي بدؤا يحللون على أساس دراستهم للشأن الإسرائيلي وكانوا دوماً وعلى الإطلاق مع المقاومة الفلسطينية وهذا شيء إيجابي ومتوقع ولكن يشوبه الواقعية، ويحمل جزء من أحلام الباحث والمقاومة الفلسطينية الذي يريدونها، وكذلك الحال عند مؤسسة حكومة العدو الصهيوني ومؤسسات جيش العدو، ومؤسساته الأمنية، ومؤسسات اللوبي المجتمعي الصهيوني؛ كمثقفين وكتاب وسياسيين يمينيين وعلمانيين، الذين اتفقوا على اليوم التالي .. وهو لا لسلاح حماس ولا لسلطة حماس ولا لتمثيل حماس في إعمار غزة، ومن هنا كانت حماس تعلم علم اليقين، كالشمس في رابعة النهار أن الثوابت الأربعة أو الخمسة التي ذكرناها سابقاً، وترددها المقاومة هو شيء بديهي ومتفق عليه من الأطراف جميعاً وهم الوسطاء (مصر وقطر)، أمريكا، العدو الصهيوني، وحماس والمقاومة الفلسطينية، والدليل على ذلك، لم يتم الحديث مطولاً عن البنود الخمسة وتفاصيلها؛ بقدر الحديث عن دقة المصلطحات، كإنسحاب شامل، ووقف اطلاق دائم وليس مستدام كما ذكرت آنفا، وهذا يعني للطرفين وهم:الأول: أمريكا وحليفها العدو الصهيوني، والثاني: حماس وشركائها من المقاومة الفلسطينية أن جوهر الخلاف الحقيقي أن اليوم التالي الذي يعني لأمريكا واسرائيل المخرج السياسي، ولحماس الإنجاز السياسي، وهنا نفصل اليوم التالي للطرفين؛ بالنسبة لأمريكا والعدو الصهيوني أن اليوم التالي هو نزع سلاح حماس وسلطتها وقوتها وإبادتها وإخراجها عن المشهد الفلسطيني، لربما أمريكا تختلف بعض الشيء في تحقيق اليوم التالي، وذلك لحسابات دولية وإقليمية وعالمية وداخلية، و هو الإبقاء على حماس ولكن بدون أجنحتها وهم سلاحها وقوتها وسلطتها، وإبقائها في المشهد الفلسطيني كجزء واقعي في التمثيل من خلال تعديل برامجها، وتخليها عن العنف، والتحول الكامل من حالة جهاد ومقاومة لحالة مقاومة سلمية، مقابل تمثيل جزئي في إدارة غزة، فالإدارة الأمريكية تعي دورها في إدارة حلفائها وأعدائها، وأن اجتثاث حماس يأخذ زمن طويلاً كما حدث في بغداد ودمشق ولبنان لحتى اللحظة، ويؤثر أيضاً على برامجها السياسية والإقتصادية وحلفائها من العرب والذي أضحت غزة عبء ثقيل وكبير في المنطقة وحائل بين إعلان التطبيع والتحالف معها، فالكل عند العدو الصهيوني متفق على اجتثاث حماس، فهو لا يكترث كثيراً لحسابات أمريكا في إدارة الموقف ومن هنا برز التحدي بين لوبيات مكونات العدو الصهيوني، وعلى الأخص مؤسسة الجيش والأمن للعدو وبين الأحزاب اليمينية التي اتفقت على أن ما قامت به حماس ليس مجرد نزهة أو نزوة؛ لهذا يجب أن يكون العقاب اجتثاثها وحرق الشعب الفلسطيني وتدميره وتهجيره، وهذا كان واضحاً على ألسنة قادتها بن كفير وسموترش، في المقابل بن غنتس ولابيد يدركوا جيداً أن اجتثاث حماس لن يكون بالسهولة كما يدعي اليمين المتطرف وذلك بزمن قياسي، فهو يحتاج لليوم التالي، وهو ترويض حماس من خلال نزع سلاحها وإضعافها في مقابل رجوع الرهائن و إبرام إتفاق كما فعلت مع مصر، ومع منظمة التحرير الفلسطينية، ولهذا يؤمن معسكر بن غنتس أنه لابد من وجود شريك في الإتجاه الآخر لإستعادة الأمن القومي للعدو الصهيوني، وذلك من خلال إبرام معاهدات وصفقات على أساس حفظ أمن العدو في المنطقة وعلى حدوده، ومن هنا كان دور أمريكا في إدارة اللعبة للضغط على اللوبي اليميني الصهيوني وكلهم صهاينه ولكن بمستويات مختلفة وعقليات متفاوته، فهنا كان الإيعاز من أمريكا بإستقالة بن غنتس من حكومة الطواريء رغم لعبة نتن ياهو بتحرير أربعة من الرهائن قبل استقالته؛ ليشكل ضغط عليه بعدم الإستقالة، ولكن أمريكا في إعتقادي هي الأكثر إدراكاً من العدو الصهيوني اليميني المتطرف في إدارة الأزمة والموقف والمتمثل بنتن ياهو وحلفائه من الأحزاب اليمينية الأخرى والممثلين في الحكومة الأساسية وهم سموترش و بن كفير، وحزب الحراديم وتنظيم بن التلال، على الرغم أن قناعتي أن ما يقام او يفتعل داخل كيان العدو هي لعبة توزيع الأدوار، وأن نتن ياهو جزء منه بل لاعب أساسي في اللعبة، وكيف؟ وهو الذي سمح بتدفق الأموال على غزة وازدياد قوة حماس والمقاومة الفلسطينية في عهده!! في إعتقادي إن هذا الأمر كان معداً ومدروساً ومخططاً له وذلك لإنتاج اليوم التالي .. ومن هنا جاء دور أمريكا وإدارة اليوم التالي وهو الذهاب إلى مجلس الأمن والإيعاز باستقالة غنتس والإعلان عن المقترح الإسرائيلي ورمي الكرة الملتهبة في حضن حماس والمقاومة، بالإجابة بنعم للمقترح الإسرائيلي الأمريكي على أساس تحقيق كل شروط وبنود حماس والمقاومة؛ مقابل نزع السلاح وعدم العودة ل٧ أكتوبر والإندماج في العملية السلمية؛ لتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة وتحقيق مشروع الشرق الأوسط في المنطقة، وبذلك تكون أمريكا أرضت جميع حلفائها العرب، وكذلك وأستوعبت الكثير من لوبيات العدو الصهيوني، وحصر اليمين المتطرف في الزاوية لأن شرطه غير واقعي وغير متساوق مع سياسة إدارة أمريكا في المنطقة، وغير مقبول دولياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً؛ باجتثاث حماس والمقاومة المسلحة في غزة عن الخارطة الفلسطينية والعربية، وذبحها كما يريد اليمين الصهيوني المتطرف، ولكن معنى اجتثاثها في الفكر الإداري لأمريكا، هو عن طريق تعديل السلوك والمسار وذلك بترويضها ودمجها في عملية السلام، والضمان المستدام بعدم الرجوع ل٧ اكتوبر جديد، وهنا يتحقق هدف إدارة أمريكا لمشهد إنتهاء الحرب لعام ٢٠٢٤ بمشاركة الكثير من مكونات العدو الصهيوني، وبهذا تعمل وتسعى الإدارة الأمريكية على وقف النزيف الإقتصادي والعسكري والسياسي الداعم لقاعدتها في الشرق الأوسط، ووقف ابتزاز نتن ياهو لأمريكا وأوروبا بأنه يخوض حرباً أمميةً بالوكالة عن دول أوروبا مقابل الدعم الإقتصادي والحربي له ولدولته المزعومة بالمنطقة، وأن ما يطلبه من اجتثاث حماس عن الخارطة على طريقة اليمين المتطرف وإئتلافه هو الأصوب، وليس بن غنتس وأمريكا هو الصواب والأصوب للمشهد القادم خشية من مداهمة حماس لأوروبا واحتلالها له وقتل مجتمعاته والسيطرة عليه كما يزعم، لهذا شبهة حماس والمقاومة في عقل الصهيونية بداعش، وأن الصهيونية الصليبية هي أمل أروبا في قيادة العالم نحو الخير واجتثاث الشر القادم من الشرق أي حماس، وهذا ما عبر عنه في خطاباته، وعلى ما تقدم هذا هو معنى اليوم التالي بالنسبة لأمريكا وهو الهيمنة والسيطرة من خلال فتح باب السلام العادل والشامل وإستيعاب المخالفين ودمجهم تحت مظلة القوة الناعمة المهيمنة في المنطقة، أما بالنسبة لمكونات العدو الصهيوني، والذي انقسم إلى قسمين قسم مع إدارة أمريكا كغنتس والذي استوعب اللوبي العلماني معه، واليمين الصهيوني المتطرف الذي يعزز قراراته من خاخامات الصهيونية وذلك كما جاء في التلمود وحكماء بنو صهيون قتل وذبح العرب، أما بالنسبة لحماس والجهاد والمقاومة الفلسطينية إن ما تم بداية من ٧ أكتوبر هو لم يحدث في تاريخ العالم الإسلامي، ولكنه تم في زمن النبي محمد صلوات الله عليه عندما كادوا له وأرادوا أن يمكروا ويغدروا به، فأمر بقتل وسبي وأسر اليهود؛وجاء ذلك كله بعدما اتفق مع زعماء بني خيبر،فخانوا العهد وأرادوا قتله وهو خارج من حصنهم، فلربما جال بخاطر حماس أن تفعل ذلك تأسياً بسيرة النبي صل الله عليه وسلم رُغم لو كان التفكير بذلك يكونوا ارتكبوا خطأ فادحاً وجسيماً ومخالفاً لما قام به نبينا محمد صل الله عليه وسلم، فهو كان قوياً وهو الذي يصنع التحالفات من أجل المسلمين، كما أنه لم يبدأهم إلا بعد غدرهم وخيانتهم، أو أنها لم تدرك حجم ماقامت به وانعكاساته على العدو الصهيوني وحلفائه في المنطقه وعلى رأسه أمريكا، وهي جزء من الحلف الصهيوأمريكي، أو أنها كانت تعتقد أن ما ستقوم به هو تمهيد لوعد الآخرة واستدعاء عباد لنا، وهنا استدعاء ليس في زمانه ومكانه، لأن مجيء عباد لنا هو من الغيبيات، ومن خلال متابعتي وفهمي للواقع أن ذلك لن يتم إلا على قاعدة بناء المجتمع بناءاً إيمانياً حتى يتحقق عنصر عدم سلوك العدو مسلك أن يكون له سبيل على المؤمنين هذا أولاً، وثانياً الإستعداد والجهوزية بإعداد خطة طواريء وإدارة أزمات الناس الذي غرقت لأخمص قدميها بعد معركة الطوفان، فالأمر أنتج أزمات كبيرة وهائلة وفاقت توقعات البشر، وبإستذكارنا أيضاً لما قالته حماس، وهو عدم جهوزية العدو الصهيوني لعملية كبيرة وأن المقاومة ستلعب على أساس استنزاف قدرات العدو، والتحرك الفوري لحلفائها الإستراتيجيين في المنطقة كإيران وحزب الله والحوثيين وبعض الدول الإسلامية في ضرب كيان العدو بالعمق، ولكن كانت الممحكات العسكرية للمحور مع العدو الصهيوني ضمن قواعد لعبة عدم تفاقم قواعد الاشتباك التي عَوَلَت عليها حماس والمقاومة، وكذلك راهنت على عدم قدرة العدو لدخول غزة والغرق في كثبانها، والعدو غير مهيأ لحرب استنزاف طويله، وكذلك على قوة الردع الذي تمتلكه المقاومة، كما راهنت على متغيرات ادراماتيكية لتكون حرب عالمية يكون طوفان الأقصى جزء من إستدعاء الأمة العربية والإسلامية للدخول في القتال ضد العدو الصهيوني؛ لأنه كيان هش على قول قادة حماس والمقاومة، ولكن حماس والمقاومة صدمت بعد عدة أشهر خاصة بعد دخول خانيونس، وعندما تغيرت وجهات النظر لإدارة الموقف الأمريكي الصهيوني مع اليمين الصهيوني المتطرف، وهنا ظهر المحللين والباحثين ليعطوا الأمل للمقاومة وهو بسرد الإختلافات داخل العدو الصهيوني وعرض التسجيلات للرهائن وهي تدعو نتن ياهو للذهاب الفوري لعقد صفقة التبادل، مما شكل لوبي ضاغط من أهل الرهائن في داخل كيان العدو، وسرد بعض المواقف لإقتراب سقوط نتن ياهو، وإستقالة بن غنتس، والمراهنة على الورقة الأقوى وهي الرهائن، وعدم وصول العدو لهم، واللعبة قائمة بين المقترحات والصفقات وتأجيلها مقابل التدمير الشامل والكامل والدائم والمستدام لمكونات الشعب الفلسطيني، وأن العدو قد هُدِّدَ من قبل أمريكياً بعدم اجتياح رفح، وعدم احتلال خط فلادلفيا والمعبر، والحفاظ على النازحين، والكل في غفلة من اللعبة الماكرة بين أمريكا والعدو الصهيوني، فتم تصفية الشمال وتحويلها لمناطق منكوبة والمجازر قائمة شمالاً وشرقاً وجنوباً، فكم من مجزرة أُرتكبت بالليل والنهار وعلى مرآى العالم والتدمير مستمر، و قام صراع بين جمهورية مصر العربية والعدو الصهيوني وخلاف كبير بعدم احتلال المعبر وخط فلادلفيا وتركيا أعلنت بعد ستة شهور من المجازر بوقف التجارة مع العدو، والمسرحية واللعبة قائمة وأمريكا تدير إدارة الأزمة بكل إحترافية للوصول إلى اليوم التالي؟؟!! من خلال حصر المجتمع الغزي في منطقة الخدمات الإنسانية والتي لم تكن بمنأى عن المجازر والقتل؛ والتي مثلت تلك المنطقة الإنسانية لحجب المساعدات الغذائية و الصحية وخدمات البنية التحتية؛ في ظل إستخدام نموذج خان يونس، وهو التدمير من بيت لبيت في ظل تداول المقترحات والصفقات؛ أصبحت غزة بمعظمها مناطق منكوبة، وهذا جزء من إدارة أمريكا للأزمة و إسترضاء الجزء الأكبر من مكونات العدو الصهيوني وإشفاء غليله مما حدث له في ٧ أكتوبر، بما فيهم خاخامات اليمين الصهيوني المتطرف، وتشديد الخناق على غزة وسكانها وخلق حالة جديدة من إدارة المعونات، بعدما تم السيطرة على معبر رفح وإحتلاله، وإنهاء إدارة وزارة التنمية في غزة التي كانت تستلم المعونات في السابق، وانتاج مناديب مصادق عليهم من طرف العدو بإسم الوكالة، وتحجيم دور العمل الشرطي لحماس من خلال ضرب الأفراد والمركبات لهم، وذلك كله ضمن الخطة الأمريكية لإدارة اليوم التالي وإنضاجه وإنتاجه، وعليه أنصح المقاومة وقيادتها بأن البقاء على ما هي عليه، ونحن كسكان غزة جزء منه، بأنه مخالف لكل ما جاء في السياسة الشرعية، فالمراهنة بأن قتل أكبر عدد ممكن من شعبنا من نساءٍ واطفالّ وشيوخٍ وشبابّ بسلاحِ العدو الصهيوني، وأنه يصب في رصيد المقاومة للدخول لبوابة المجتمع الدولي والإعتراف بحماس دولياً، أعتقد أنه يجانبه الصواب ويخالف الواقع العالمي، فاليوم التالي قد بينته في مقالي هذا من خلال لعبة أمريكا وإدارتها للأزمة، فإسرائيل أكبر قاعدة عسكرية لها في المنطقة، ولم ولن تقبل أمريكا بإضعافها والإعتداء عليها وإنهيارها في المنطقة وهي جوهر مشروع الهيمنة في المنطقة وإنتاج مشروع الشرق الأوسط، فمن أول ساعة من ٧ اكتوبر وموقف أمريكا بمؤسساتها الحكومية والعسكرية والأمنية مع ما يفعله العدو الصهيوني في غزة، وهي راعية الحرب ولأن غزة صغيرة جغرافياً ومنحسرة عسكرياً، وحماس والمقاومة موجودة في بعض الكيلومترات وأن محور المقاومة لم يغزو ابنتها المدلله إسرائيل كما أشيع من قبل، فهي أدركت بأن اللعبة تدار بسياسة وليست بشن حرب شاملة بحلفها الأطلسي في المنطقة، كما فعلت في العراق وحرقت بغداد، وإنها ما زالت على الحياد وهي التي تخوض التفاوض؛ لأنها تعلم أن هناك في حلفها الصهيوني متشددون؛ ولا يعنيهم إدارة أمريكا بقدر تلبية رغباتهم الصهيونية في إدارة الأزمة والحرب؛ القائم على استمرار الحرب والقتل والتدمير لكل فلسطيني في غزة، وبالتالي هذا يعارض جوهر الفكرة لإدارة أمريكا للمنطقة، والعالم القائم على مبدأ الديمقراطية، و التي استطاعت أن تغير الكثير من مجتمعات راديكالية إلى مجتمعات لبرالية من خلال مبدأ الديمقراطية القائم على قاعدة الإنتخابات، من هنا الإختلاف بين أمريكا الصهيونية والصهيونية اليمينية المتطرفة؛ فأمريكا الأكثر دراسة للحركات الإسلامية وتعي مبدأ الاخوان المسلمون في الوطن العربي القائم على الدخول للسلطة من خلال الإنتخابات والسيطرة على المجتمعات من خلال توسيع فكرها، وهنا أذكر القاريء بما أعلنه القائد إسماعيل هنية، بتأكيده على ثوابت حماس والمقاومة بإنهاء الحرب؛ ثم أَتبع كلامه بأن يكون إدارة اليوم التالي من خلال ثلاثة أمور وهي:
١. قيادة موحدة تحت مظلة م.ت.ف.
٢. حكومة وطنية تشمل جميع الفصائل الفلسطينية والمشاركة فيها.
٣. الانتخابات العامة لكافة الشعب الفلسطيني رئاسية ومحلية.
إذن أمريكا تعي اتجاهات وأدراكات ومسلكيات حماس لليوم التالي؛ بأنها تسعى لأن تكون جزء من قيادة الشعب الفلسطيني وإدارة سلطته وسلوك مسلك الانتخابات للدخول إلى المجتمع الدولي وإعطائها الشرعية وهي تقاتل من أجل ذلك لآخر رمق عندها، وأمريكا مستعدة لذلك، وحماس أعتقد مستعدة لذلك، ولكن أمريكا شرطها بدون سلاح ولا قوة عسكرية وهذا متفق مع لوبي بن غنتس و لابيد ومخالف للوبي اليميني المتطرف في داخل العدو الصهيوني الذي يسعى ويقاتل من أجل رفض حماس للمقترح ويستمر بمخططه الذي أعده بمنأى عن أمريكا وهو الإستمرار بالحرب وخنق حماس واستنزافها على طريقة بغداد ومن ثم تهيأة مخاتير أو رجالات بتزكية صهيونية لإدارة غزة وإفشال دمج حماس في م.ت.ف والتحلل الأوروبي والأمريكي من مشروع حل الدولتين، والذي كان نتن ياهو على رأس إفشاله وهذا جزء من مخطط اليمين الصهيوني المتطرف وبفتوى من حاخاماته، وإنهاء دور اليساريين العلمانيين كحزب العمل الذي يخالف سياسة اللكود منذ نشأته والذي كان طرفاً في اتفاق أسلو، وإدارة مشروع الكيان من خلال التوصل لحل الدولتين وبناء أمن الكيان الصهيوني بإحلال الإتفاقيات الدولية، والعمل على إستقراره؛ كما حدث مع مصر في اتفاق ومعاهدة كام ديفيد للسلام، وإفشال عودة السلطة لإدارة غزة والضفة، ولهذا ألخص المشهد بأن التصور الأمريكي لإدارة الأزمة والموقف؛ هو الذي سينجح كما نجح مع السادات وبيجن، ونجح مع الزعيم الراحل ابوعمار رحمة الله عليه كرئيس ل م.ت.ف ورابيين كرئيس وزراء حينها، وسينجح مع حماس بإندماجها في م.ت.ف وتحقيق الشراكة على مشروع فلسطيني سياسي ركنه الأساسي المقاومة السلمية والنضال السياسي وخاصة أمام إعترافات من دول أوروبية بحل الدولتين، وتكليله بالإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، فباعتقادي أن الوحدة الفلسطينية والتي تشمل جميع الفصائل الفلسطينية فتح وحماس والجهاد والجبهتين الشعبية والديمقراطية وباقي الفصائل على مبدأ المقاومة السلمية والنضال السياسي على أساس حل الدولتين هو المقبول لدى الإدارة الأمريكية وأروبا، والعمل أمريكياً على تهيأة فريق من كيان العدو كغنتس، أو إنتاج
لوبي صهيوني جديد أو انتاج يساريين جدد يؤمنوا بمشروع حل الدولتين، فالتاريخ له شواهد ومعيار أمريكا لإدارة موقفها من الأزمة مستدام في إنتزاع القرار دولياً والإبقاء على حالة الهيمنة الأمريكية على العالم عالمياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *