اخبار السودان

إيران وحرب السودان

طلعت محمد الطيب

طلعت محمد الطيب

جاء في الاخبار مؤخرا أن شركة “قشم فارس” للطيران ، ظلت تقوم بشحن اسلحة ومسيرات من نوع مهاجر 6 وقذائف مدفعية إلي مطار بورتسودان بواسطة طائرات شحن إي بي فاب وذلك طوال الاشهر الماضية. وشركة قشم فارس تقع ضمن قائمة الحظر الأمريكية بسبب دورها من قبل في نقل اسلحة إلي سوريا. وربما نتذكر إسقاط احد جنود الدعم السريع طائرة ايرانية بدون طيار قبل اشهر في امدرمان.
من الواضح اذن أن إيران تدفع بقوة بإتجاه إطالة أمد الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية وتغري الجيش ومليشيات الكيزان بالاستمرار في هذه الحرب اللعينة ورفض كل دعوات التفاوض لإنهاء الحرب وعودة الناس إلي حياتهم الطبيعية في السودان.
هذا يقودنا إلي تأمل طبيعة العلاقات بين الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي وربما أسباب التقارب والتعاون بينهما رغم الخلافات المذهبية التي ذهبت إلي حدود تكفير بعضهما البعض!.
أهم اختلاف بين الإثنين ربما يبرز في وحدة الإسلام السياسي الشيعي بسبب وجود ما عرف ب “ولاية الفقيه” في المذهب الشيعي الاثني عشري حيث يظل المرشد الأعلي في إيران ينوب عن الإمام الغائب لحين عودته ولو بعد مئات السنين!. وبهذه الولاية يصبح المرشد الحالي علي خاميني هو المتصرف الاوحد في شئون الشعب الايراني وهو الواسطة بين الله والشعب. ولاية الفقيه اذن تضع كل السلطات في يد رجال الدين الشيعة خاصة المرشد الأعلي ، وله الكلمة النهائية في كلما يتعلق بشؤون الدولة ومؤسساتها رغم وجود رئيس وزراء وبرلمان.
بينما الإسلام السياسي السني يفتقد إلي ذلك ، وهذا ما جعل تنظيم الإخوان المسلمين ومنذ التأسيس ، يتمسك بدولة الخلافة في تركيا وضرورة العودة إليها من أجل وحدة الصف و”مركزية القرار” علي الاقل في العالم السني.
إيران تحتفظ لنفسها إذن بقيادة العالم الشيعي وهذا ما يفسر قوة نفوذها ودورها في خلخلة الأمن والاستقرار في منطقه الخليج والجزيرة العربية والهلال الخصيب.
ولكن إيران وبسبب هذه الميزة تتطلع إلي قيادة كل العالم الإسلامي بسبب افتقاد الإسلام السياسي السني الي وحدة القرار السياسي.

ربما يعتقد الكثير من الناس أن الدعم الإيراني للجيش له علاقة بالعداء للولايات المتحدة واسرائيل أو أنه يأتي من باب التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع. لكن هل ذلك وحده يمكن ان يفسر مساعدة إيران للبرهان رغم ان الاخير كان قد وافق علي التطبيع مع إسرائيل وهو الذي كان حتي الأمس ينسق عملية إرسال جنود سودانيين لمحاربه الحوثيين في اليمن؟! .
أن محاولات إيران لدعم آخر معاقل الإخوان المسلمين في العالم السني بعد أن هدد الدعم السريع سلطتهم ، ليس بدافع الحرص علي الإسلام السني أو فقهائه ، أذ لم يسلم حتي الخلفاء الراشدين وزوجات النبي من إساءات الشيعة لهم ، كما نعلم جميعا.
لذلك فإن هذا الدعم وتلك المساعدات الايرانية السخية التي نراها اليوم ليست لها علاقة بالدين ، فهو أمر سياسي في نهاية المطاف إذ يصب في هدف ايران المتعلق بخلخلة المنطقة ونسف الإستقرار حتي تسود هي وتتزعم العالم الإسلامي ، إنه طموح دونه خرط القتاد.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *