الصهاينة للعالم.. أنظروا نحن نبيد غزة
ما يحدث اليوم في قطاع غزة وخاصة في شمال القطاع، غير مسبوق أمام أنظار العالم وبموافقة الدول الكبرى وتواطؤ أنظمة عربية مطبعة وأخرى غير مطبعة، يرتكب الإرهاب الصهيوني أحد أبشع المجازر في التاريخ الحديث، حيث يحاصر القطاع ويرتكب يوميا حمام دماء يذهب ضحيته مئات الشهداء والجرحى وما يحدث في جباليا ومشروع بيت لاهيا ما هو إلا صورة مصغرة لما حدث ويحدث منذ أكتوبر 2023.
تم تصوير استشهاد يحى السنوار من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من الدول الشريكة في الإبادة الصهيونية في غزة، على أساس انتصار على الإرهاب، وتواترت مواقف زعماء هذه الدول المشيدة بمقتله واعتبرته فرصة للسلام وإعادة إطلاق مفاوضات وقف إطلاق النار، وعلى أساس ذلك يتوجه وزير خارجية الولايات المتحدة إلى أنتوني بلينكن إلى الكيان الصهيوني لمناقشة إعادة إطلاق المفاوضات، لكن ولا أحد منهم التفت إلى المجازر التي تقترفها دولة الإرهاب الصهيوني بقطاع غزة.
فخلال 48 ساعة الأخيرة، استشهد 84 شخصا وجرح أكثر من 150 آخرين أغلبهم أطفال بمشروع بيت لاهيا في محافظة شمال غزة، خلال استهداف مربعات سكنية، واستشهد 33 آخرين وجرح العشرات في استهداف مركز لأماكن سكنية بجباليا التي تعاني من حصار مطبق ويمنع على سكانها التحرك من أماكنهم بما فيهم الأطقم الطبية في مشاهد لم تعشها الإنسانية في التاريخ الحديث. وأكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السبت، أن الفلسطينيين يعانون “أهوالا تفوق الوصف” في شمال قطاع غزة المحاصر.
وقالت منسقة الشؤون الإنسانية بالإنابة، جويس مسويا، في منشور على منصة إكس “أخبار مروعة من شمال غزة، حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون أهوالا تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية”. مضيفة “يجب أن تتوقف هذه الفظائع”، وأضافت “الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض ويمنع عناصر الإنقاذ من الوصول إليهم”.
تابعت مسويا “لقد تم تهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسرا، كما بدأت الإمدادات الأساسية تنفد وضربت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى”.
كل هذه الفظاعات لا تحرّك ساكنا لدى القيادات الغربية وخاصة التي طالما شكّل ملف حقوق الإنسان رأس أولوياتها وكانت المبرر الذي تدخلت عبره في بلدان الشرق الأوسط والبلدان الإسلامية والبلدان التي تهدد مصالحها وزرعت بها الفوضى، لكن حين يتعلق الأمر بفلسطين وبصنيعتها “إسرائيل”، فإنها تغضّ الطرف بل هي شريكة في الإبادة.
فالدول الغربية وفي مقدمتها الولايات، لا تفعل أي شيء من أجل وقف حمام الدم في غزة، بل بالعكس تساهم في تقتيل الفلسطينيين بتزويد جيش الاحتلال بما يحتاج من الأسلحة والذخائر ولا يشكّل عليه أي ضغط بخصوص الجرائم التي يرتكبها.
والاحتلال الصهيوني يسعى لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من غزة، بعيدا عن أعين العالم، من خلال استهداف الصحفيين وقطع شبكات الاتصالات حتى لا تخرج أي صورة أو معلومة حول ما يقترفه من إبادة.
آيرين خان، مقررة حقوق الإنسان للحق في حرية الرأي والتعبير، قالت في لقاء لها مع صحافيين بمقر الأمم المتحدة، بأن “أي صراع في الآونة الأخيرة لم يهدد حرية التعبير مثلما يجري الآن في الحرب في غزة”.
وأوضحت آيرين خان والمكلفة بتعزيز وحماية هذا الحق على مستوى العالم: “نادرًا ما رأينا، وهذا ما يزعجني، أنماطًا واسعة النطاق من القيود غير القانونية والتمييزية وغير المتناسبة من قبل الدول والجهات الفاعلة الخاصة على حرية التعبير كما نراه في النزاع في غزة”.
وأضافت أن التقرير يوثّق القيود الشديدة على انتهاكات حرية التعبير الناشئة عن الصراع، بما في ذلك قتل الصحافيين في غزة وسحق الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم وإسكات الفنانين والعلماء.
ولفتت خان الانتباه إلى الهجمات الشديدة على وسائل الإعلام في غزة، ولكن أيضًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وأشارت إلى القتل المستهدف والاحتجاز التعسفي للصحافيين والتدمير الشامل للمرافق والمعدات الصحافية في غزة ومنع الوصول إلى وسائل الإعلام الدولية وحظر قناة الجزيرة الإخبارية وتشديد الرقابة داخل الكيان والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت إن هذه الإجراءات “تبدو وكأنها تشير إلى استراتيجية للسلطات الإسرائيلية لإسكات الصحافة الناقدة وعرقلة توثيق الجرائم الدولية المحتملة”. وعلى الرغم من أن القتل المتعمد لأي صحافي يعد جريمة حرب، إلا أنه “لم يتم التحقيق بشكل صحيح في أي جريمة قتل لصحافي في العام الماضي أو في السنوات السابقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو مقاضاة مرتكبيها أو معاقبتهم”، مشيرة إلى أن “الإفلات من العقاب في إسرائيل أمر مطلق”.