اخر الاخبار

محاولة للتفكير؟! أمد للإعلام

أمد/ هناك فرق شاسع بين البطولة والسياسة، بين الشهادة والسياسة، بين أنك ستدخل الجنة لأنك من الذين صدقوا وصمدوا وقاتلوا….. وبين السياسة. لا علاقة بين هذه القيم الايمانية والسياسة.

السياسة مقدمات ونتائج، معطيات ووقائع على الارض، اهداف تتحقق على الأرض وليس في السماء.

الخلل في التفكير الفلسطيني العربي هو الخلط بين هذه القيم النبيلة وبين السياسة، بل استخدام هذه القيم في التغطية على هزائمنا وموتنا وقهرنا.

الإيمان بهذه القيم البطولية والاخروية والعمل من أجل تحقيقها ايمان فردي، افراد يختارون هذا الطريق ليصلون إلى مبتغاهم عند الله أو ليخلدهم التاريخ، هذه طريقهم للوصول إلى الله، لكنها ليست طريق وهدف الشعب، تستطيع أن تصل إلى الله بطرق مختلفة كما هو معروف، المجتمع يبحث عن تحقيق أهدافه على الأرض لكي يعيش لا ليموت.

هدف الشعب التحرر والبناء والتقدم والأعمار بعد التحرير، وكل القيم الإنسانية النبيلة التي يسعى اليها الأنسان على وجه المعمورة.

لا يمكن فرض قيم الفداء والتضحية والشهادة على كل المجتمع، هذه عملية انتحارية جماعية، لن تكون لها أي فائدة على الأرض، لن نجني منها اي هدف من اهدافنا، هدف النضال الحقيقي هو إنقاذ الإنسان من الواقع الذي يعيش فيه…

على الصعيد الفلسطيني هدف نضالنا التحرر والدولة، بالتأكيد ليس هدفنا تسجيل بطولات والموت في سبيل الله، رغم أن ذلك يحدث في سياق العملية النضالية، وليس هدفا للعملية النضالية بحد ذاتها، هدفنا الحياة وليس الموت.

لذلك يجب أن نكرم شهدائنا ونعتز بتضحياتهم دون أن ندعو المجتمع ليكون الموت، دون هدف، هو طريقه وامنيته، ودون ان نقامر بحياة الشعب وواقعه ومستقبله ونزج به في اتون موت لا يريده ولا يقدر عليه ولا يحقق من هذا الموت أي من أهدافه الوطنية أو الاجتماعية.

هل من العدل أن ندعو المدنيين العزل الى مواجهة وحش الاحتلال باسم المقاومة والصمود، هل يستطيع المجتمع المدني القيام بهذه المهمة، هل يستطيع المدنيين ويقدرون علي هذه المهمة في ظل ظهرهم العريان وواقعهم الاليم ، هل هذه مهمة المجتمع ام فصائل المقاومة، ما هي نتيجة أن ندعي أن كل من تبقى في الشمال يرفع شعار البقاء او الموت، أن الاستعداد للموت والتضحية دافع للعمل وليس هدفا بحد ذاته. يجب الا نضع شعبنا بين خياري الموت أو الاستسلام، هناك خيار المقاومة وفق واقع ومقدرة الشعب وقوة الاحتلال وواقعه.

لقد تم تضليل فكر المجتمع الفلسطيني وتشويش تفكيره بادعاء أن الموت أسمى امنياته، امنية كل الشعب وليست امنية افراد منه، وأن النتائج لا علاقة لها بالمقدمات.

لا لتقديس الموت وجعل الشهادة أمنية للشعب، لا لترك الشعب يموت وتدمر حياته باسم التضحية والفداء، مهمة المقاومة الحقيقة حماية الشعب من بطش الاحتلال وتحقيق أهدافه في التحرر والاستقلال.

نطرح هذه الفكرة ونحن نرى شعبنا يتعرض للقتل والمجازر وتدمير حياته ومستقبله دون حماية، ودون المقدرة الدفاع عنه الا النواح والحسبنة وشتم العرب والعجم، ودون توفير له أدنى مقومات الصمود، ودون هدف واضح أو بمعنى أدق هدف واقعي يمكن تحقيقه، لقد ظلمنا أنفسنا وشعبنا بالشعارات التي نرفعها….. والانكى من ذلك أن معظم أصحاب الشعارات ممن يضعون رجليهم في مياه باردة وينتظرون الحلقة القادمة من المسلسل…

نحن لا نعيب على الذين يؤمنون بهذا الطريق ويتخذونه وسيلة لهم لتحقيق هدفهم في الدنيا والآخرة، لكن لا نقبل أن يزج هؤلاء الشعب في هذا الطريق الانتحاري ويدعون في نفس الوقت أن الشعب صامد وراضي بموته وجوعه وقهره؟!

طبعا، سيواجه هذه الفكرة ادعاءات واتهامات كثيرة، معروفة وممجوجة، اقلها التخوين والتكفير؟!
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *