اخبار المغرب

كلفت 490 مليون.. ظهرا ينقل قصص مغاربة دفنوا أحياء وتعرضوا للتعذيب في تندوف

في إطار فعاليات المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ24 احتضنت قاعة العروض الكبرى في قصر الثقافة والفنون، أمس السبت، عرض الشريط السينمائي “قصة وفاء”، للمخرج المغربي علي الطاهري، الذي ينافس هذه السنة إلى جانب مجموعة من الأعمال السينمائية ضمن فئة الفيلم الروائي الطويل.

ويعالج الفيلم قصة “ماجد” شخص ذو إعاقة اختطفه البوليساريو خلال حفل زفاف في طانطان، وجرى احتجازه في تندوف لمدة 20 عاما، حيث تحمل التعذيب والاستجوابات دون أن يتخلى عن وطنيته، وظل حبه لزوجته ثابثا، بمساعدة بعض الصحفيين، كشف ماجد عن الفظائع التي عاناها في المخيمات، مما أدى إلى تحريره، وانتصر وفاؤه لوطنه وحبه.

وفي هذا الإطار، قال الفنان محمد ظهرا الذي أدى بطولة الفيلم وأشرف على تنفيذ إنتاجه، إن قصص “قصة وفاء” حقيقة استوحاها من حكايات مغاربة التقى بهم في مناسبة جمعت الفنانين المغاربة في فرنسا، مشيرا إلى أنه استمع إلى الكثير من القصص الواقعية وأعجب بشدة بحكاية رجل ودع زوجته على أمل اللقاء بها بعد 20 يوما قبل أن تنقلب حياته إلى جحيم ويعود لها بعد 20 عاما.

وأضاف محمد ظهرا، في تصريح لـ”العمق”، أن كتابة الفيلم التي أشرف عليها رفقة الصحفي إسماعيل طه استغرقت 6 أشهر، وتطلب منه القيام بضبط المادة التاريخية بالتعاون مع مصطفى أحصال والدكتور سبويه، والمادة القانوني مع رشيد حقيقي وضبط المادة السياسية مع رحال المكاوي.

وكشف ظهرا، أن فيلم “قصة وفاء” كلفه 490 مليون سنتيم، حصل منها على دعم من المركز السينمائي بقيمة 380 مليون سنتيم، واضطر إلى إضافة 110 مليون من ماله الخاص لتغطية باقي تكاليفه، لافتا إلى أنه لا يعتبر أنها مغامرة بقدر ما هي واجب تجاه الوطن، وفق تعبيره.

وتابع ظهرا، أن الهدف من فيلم “قصة وفاء”، هو تسليط الضوء على الخرق السافر لحقوق الإنسان من طرف الجارة الغربية، وذلك من خلال تعذيب رجل من ذووي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى أنه تعرض لمجموعة من الصعاب خلال التصوير بسبب ظروف الاشتغال الصعبة في العمل.

وأوضح ذات المتحدث، أن تصوير الشريط السينمائي الجديد الذي يعرض لأول مرة، تم في منطقة محاميد الغزلان على بعد 50 كيلومترا فقط من مخيمات تندوف، وجرى الاستعانة بممثلين صحراويين على دراية بالواقع الصعب الذي يعيشه المغاربة المختطفون هناك من أجل إعداد ديكور يحاكي الواقع.

واعتبر ظهرا، أن موضوع اختطاف المغاربة في مخيمات العار، ليس جديدا في الأعمال الفنية المغربية، إذ سبق تناوله لكن بطريقة سردية، مشيرا إلى أن الجديد يكمن في أنهم حاولوا تجسيد معاناة التعذيب والاغتصاب ودفن الأحياء من أجل ايصال الصورة بشكل دقيق.

وأردف، أن جيل آواخر التسعينات والألفين لا يملكون معلومات كافية عن موضوع الصحراء المغربية، ومن شأن هذا الفيلم وغيره أن يطلعهم على أن هناك مغاربة تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب للحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة، ولرفع منسوب الوطنية لديهم، حسب تعبيره.

وأوضح محمد ظهرا، أن اقتناص فيلم “قصة وفاء” لجائزة ما في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ24 ليس هاجسا بالنسبة إليه، بقدر ما أسعده التفاعل والإشادات الكبيرة التي حظي بها بعد انتهاء عرضه من العديد من الفنانين والنقاد وصناع السينما، مضيفا أن حصوله عليها سيحفزه على القيام بأعمال بجودة أعلى، وعدم حصول ذلك سيدفعه للاشتغال أكثر من أجل تحقيق ذلك مستقبلا، حسب قوله.

من جهته، قال الفنان طارق الخالدي، إن أي ممثل مغربي اطلع على سيناريو فيلم “قصة وفاء” كان سيوافق على المشاركة فيه حتى دون مقابل مادي، لأن قصته مكتوبة بشكل جميل جدا وستبقى وثيقة تاريخية للأجيال القادمة ومرجعا للعالم لمعرفة ما يقع من تجاوزات لا إنسانية في حق المغاربة في مخيمات العار.

ولفت الخالدي، في تصريح لـ”العمق”، أن الفيلم يسلط الضوء على بعض قصص الاختطاف التي عاشها مغاربة الثمانينات في الأقاليم الصحراوية ونقلهم إلى تندوف والرابوني حيث تعرضوا للتنكيل والتعذيب ولجميع أشكال الخرق السافر لحقوق الإنسان.

وزاد ذات المتحدث، أن مشهد أمين الناجي الذي عبر في نهاية الفيلم عن ندمه لخيانة وطنه ونصحه لابنه بالهرب من تندوف والعودة للمغرب هي من أكثر المشاهد التي أثرت فيه لأنها لخصت قصص العديد من الأشخاص الذين غُرر بهم ولم يستطيعوا بعد ذلك العودة إلى أرض الوطن.

وأبدى الفنان المغربي، سعادته بالتفاعل الكبير مع العرض الأول للفيلم في ثان أيام المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، مشيرا إلى انعزالهم في الصحراء لفترة طويلة والسجون التي صُور بها العمل كانت تشعرهم بالرهبة ما انعكس ذلك على جودة الآداء، وفق تعبيره.

https://www.youtube.com/watch?v=8dGx9pJvje4

من جانبه، قال المخرج علي الطاهري، إن فيلم “قصة وفاء” هو أول عمل روائي طويل في مسيرته الفنية، وقرر من خلاله خوض تحدي جديد تمثل في اعتماده على فنانين ألفهم الجمهور المغربي في الكوميديا وجعلهم يجسدون أدوارا درامية ويبدعون فيها.

وأضاف علي الطاهري في تصريح لـ”العمق”، إن الممثلين الذين جسدوا شخصيات عصابات البوليساريو مغاربة صحراويون يعرفون خبايا تندوف، وساعدوه وفريقه في مجموعة من الأمور من أجل جعل الفيلم قريبا من الواقع حتى في مسألة الديكور الذي تم بناؤه خصيصا من أجل الفيلم وهدمه بعد ذلك.

وأشار ذات المتحدث، إلى أنه تأثر بقصة العمل بعدما أطلعه على تفاصيلها الفنان محمد ظهرا، فقرر المشاركة فيه لأنه آمن به، لافتا إلى أن مشاركته في المسابقة الرسمية في المهرجان الوطني بمثابة جائزة له ولا يفكر كثيرا في مسألة اقتناصه لأي جائزة بقدر ما يسعى إلى وصوله إلى قلوب الجمهور المغربي.

 

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *