حصار إنساني : رفض السلطات السودانية زيارة وفد الأمم المتحدة لجنوب وشرق دارفور ..!!؟؟
في خضم الأحداث الدامية التي يشهدها السودان ، تتجلى مأساة جديدة تعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني ، خاصة في المناطق النائية والمحرومة ، ففي خطوة أثارت استياءً واسعًا ، منعت السلطات السودانية في بورتسودان وفدًا أمميًا رفيع المستوى ، برئاسة نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للسودان ، من زيارة ولايتي جنوب وشرق دارفور، وطالبته بمغادرة البلاد، هذا الإجراء التعسفي ، الذي يأتي في ظل حرب أهلية طاحنة دمرت البنية التحتية وشتت الأسر ، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ، فحجب المساعدات الإنسانية عن المدنيين الأبرياء ، وعرقلة جهود الإغاثة ، هو جريمة لا تغتفر ، لم تتوقف تداعيات هذا القرار عند حدود منع الوفد الأممي من أداء مهمته النبيلة ، بل تجاوزت ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور ، فولاية جنوب دارفور، على سبيل المثال ، كانت تعاني أصلاً من نقص حاد في الخدمات الأساسية ، مثل المياه النظيفة والصحة والتعليم ، ومع هذا القرار ، زادت معاناة السكان ، الذين باتوا محاصرين بين نيران الحرب ونقص الإمدادات الطبية والغذائية، حيث أثارت هذه الأزمة ردود فعل غاضبة من قبل مختلف الأطراف ، سواء داخل السودان أو على الصعيد الدولي ، فقد استنكرت الحكومة المدنية في جنوب دارفور هذا الإجراء التعسفي ، ووجهت اتهامات مباشرة للسلطات في بورتسودان بمحاولة عرقلة جهود الإغاثة وتجويع المدنيين ، كما أصدرت بيانًا شديد اللهجة ، أكدت فيه على أهمية زيارة الوفد الأممي لتقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع وتقديم المساعدات اللازمة ، تطرح هذه الأزمة العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار التعسفي ، هل هو محاولة لتغطية على الانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية في دارفور؟ أم هو جزء من استراتيجية عسكرية لتجويع المدنيين وإجبارهم على الاستسلام؟ أم هو ببساطة تعبير عن استهتار بحياة المدنيين وتجاهل معاناتهم؟ مهما كانت الدوافع ، فإن هذا القرار يمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لإنهاء الأزمة في السودان وتحقيق السلام والاستقرار ، كما أنه يضع علامة استفهام كبيرة حول جدية المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السودانية وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، وأخيرا إن ما يحدث في السودان اليوم هو مأساة إنسانية تتطلب تضافر الجهود الدولية لإيجاد حل سياسي عادل ودائم للأزمة ، كما يتطلب الأمر الضغط على السلطات السودانية لوقف العنف واحترام القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ، فالشعب السوداني يستحق أن يعيش في سلام وكرامة ، بعيدًا عن الحروب والصراعات .. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي : أقف اليوم ، وأنا أحمل على عاتقي مسؤولية كاتب ، أكتب لكم عن العاصفة التي تعصف ببلادي الحبيبة السودان ، منذ أن اندلعت شرارة الحرب في الخامس عشر من أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين ، وأنا أراقب بأسى شديد ما يحدث لبلدي وشعبي ، الحرب التي لا تبقي ولا تذر ، التي دمرت كل ما هو جميل ، وشردت الملايين من ديارهم ، لقد كانت الحرب بالنسبة لي كالصدمة الكهربائية التي توقظني من سبات عميق ، لم أعد أستطيع أن أسكت أو أن أتجاهل ما يحدث حولي ، أي صحفي حقيقي هو من يتحدث باسم المظلومين ، ويكشف الحقائق، ويواجه الظلم ، حسنا ، منذ اليوم الأول للصراع ، وكنت أكتب وأكتب ، أحاول جاهداً أن أوصل صوت الحقيقة إلى العالم ، كنت أكتب عن الدمار الذي لحق بالمدن والقرى ، عن المعاناة التي يعيشها المدنيون ، وعن الانتهاكات التي ترتكب بحقهم ، كنت أكتب عن قصص الشهداء والجرحى ، وعن قصص النازحين واللاجئين ، ولكني سرعان ما اكتشفت أن مهمتي ليست سهلة ، فالحكومة كانت تسعى بكل قوة إلى إخفاء الحقيقة ، وتشويه صورة ما يحدث على أرض الواقع ، كانت تفرض رقابة شديدة على الإعلام، وتعتقل الصحفيين ، وتغلق المواقع الإخبارية ، لقد شعرت وكأنني أعيش في زمن مضى ، في زمن النظام البائد الذي كان يمارس نفس الأساليب القمعية ، كنت أتذكر كيف كان نظام عمر البشير يحجب الحقائق ، ويكذب على الشعب ، ويقمع كل صوت معارض كنت أتذكر كيف كان يغلق مرارا مكتب بي بي سي في السودان ، وكيف كان يعتقل الصحفيين ويضربهم ويعذبهم، ولكنا قررنا ألا نستسلم ، فالصحافة هي سلطة رابعة، وهي صوت الشعب ، ومهما كانت الظروف صعبة ، فإننا سنظل نؤدي واجبنا ، وسنظل نكتب الحقيقة، مهما كانت التكلفة ، عن نفسي ، لقد كتبت مقالات عديدة انتقدت فيها الحكومة على سياستها الإعلامية ، وحذرت من خطورة التكتم على الحقيقة ، لقد شبهت النظام الحالي بنظام الإنقاذ البائد ، وقلت إن التاريخ يعيد نفسه ، ولكنني لست وحيدًا في هذه المعركة ، هناك الكثير من الصحفيين الشجعان الذين يعملون في الظل ، وهم يواجهون نفس التحديات التي نواجهها ، هؤلاء الصحفيون هم أبطال حقيقيون ، وهم يستحقون كل التقدير والإعجاب ، إنني أؤمن بأن الحقيقة ستنتصر في النهاية، وأن الضوء سيطرد الظلام ، وأن السودان سيتجاوز هذه المحنة ، وسيعود إلى سابق عهده من الأمان والاستقرار ، ختامًا ، أقول : إنني فخور بكوني سودانيًا ، وأنا أؤمن برسالتي ، وسنظل نكتب ونناشد العالم أجمع أن يقف إلى جانب الشعب السوداني ، وأن يدعمه في نضاله من أجل الحرية والكرامة..
I am proud to be Sudanese, and I believe in my message. We will continue to write and appeal to the whole world to stand by the Sudanese people and support them in their struggle for freedom and dignity
وعلى قول جدتي: “دقي يا مزيكا !!”.
خروج: “استيقاظ من الموت : حكاية مروعة تهز عالم الطب في أمريكا !!” ففي قلب ولاية كنتاكي الأمريكية ، حيث يسود هدوء الريف وسكينته ، وقعت حادثة مروعة هزت المجتمع الطبي بأكمله ، وأثارت تساؤلات عميقة حول أخلاقيات الطب وسلامة المرضى إنها حكاية أنتوني توماس (تي جي) هوفر ، الرجل الذي استيقظ من الموت، بدأت القصة في أكتوبر من عام 2021م ، عندما نقل هوفر إلى مستشفى بابتيست الصحي بعد تعرضه لجرعة زائدة من المخدرات ، وسرعان ما أعلن الأطباء عن وفاته الدماغية ، وطلبوا من عائلته الموافقة على التبرع بأعضائه ، وافقت العائلة ، مؤمنة بأنها بذلك تحقق أمنية شقيقهم وتمنح الحياة لآخرين ، ولكن المفاجأة الصادمة كانت بانتظارهم ، فبعد بدء عملية استئصال الأعضاء ، استيقظ هوفر فجأة من غيبوبته ، ليكتشف أن الأطباء كانوا على وشك إنهاء حياته ، كانت هذه الصدمة كفيلة بهز العالم ، وتحويل قصة هوفر إلى قضية رأي عام ، رواية شقيقة هوفر ، دونا رورر ، تكشف عن تفاصيل مروعة حول ما حدث، فبعد أن لاحظت بعض الحركات في عيني شقيقها ، شككت في إعلان وفاته الدماغية ، ومع ذلك ، تم تجاهل شكوكها ، وتم المضي قدماً في إجراءات التبرع بالأعضاء ، تلك اللحظة التي استيقظ فيها هوفر على طاولة العمليات كانت كفيلة بتغيير مسار حياته وحياة عائلته ، فقد أصبح هوفر رمزًا للخطأ الطبي ، ودليلًا على أهمية التحقق من جميع الاحتمالات قبل اتخاذ قرارات مصيرية مثل إعلان الوفاة الدماغية ، أثارت هذه القصة غضبًا واسعًا ، ودفعت السلطات إلى فتح تحقيق في الواقعة ، كما أدت إلى إعادة النظر في الإجراءات المتبعة في مجال التبرع بالأعضاء ، وتسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من الشفافية والرقابة ، لتكون الدروس مستفادة : تترك قصة هوفر العديد من الدروس المستفادة. فهي تذكرنا بأهمية الحياة البشرية ، وضرورة احترامها حتى اللحظة الأخيرة ، كما تؤكد على ضرورة وجود آليات رقابية صارمة في المجال الطبي ، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء الفادحة ، أخيرًا ، تسلط هذه القصة الضوء على أهمية الثقة بين الطبيب والمريض وعائلته ، فالمريض له الحق في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة ، وفي الوقت نفسه ، له الحق في معرفة كل التفاصيل المتعلقة بوضعه الصحي ، واتخاذ القرارات المناسبة بشأن علاجه، إن قصة هوفر ليست مجرد حادثة فردية ، بل هي ناقوس خطر يدق لتحذيرنا من مخاطر الاستعجال في اتخاذ القرارات المصيرية ، وضرورة الحفاظ على كرامة الإنسان في جميع الظروف ، ولكن هناك أسئلة ستظل مفتوحة : ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث؟ كيف يمكن بناء علاقة مبنية على الثقة بين الأطباء والمرضى وعائلاتهم؟ ما هي المسؤولية الأخلاقية والقانونية للأطباء في مثل هذه الحالات؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير تظل مطروحة على الساحة ، وتستدعي منا جميعًا التفكير بعمق في قضايا الحياة والموت والأخلاقيات الطبية ، وكيفية بناء نظام صحي أكثر عدالة وأمانًا..
#أوقفوا الحرب
ولن أزيد ،، والسلام ختام.
المصدر: صحيفة الراكوبة