رقم مبالغ فيه
يراهن وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، على مضاعفة صادرات صناعة السيارات في المغرب 6 مرات لتصل إلى 90 مليار دولار سنوياً خلال السنوات الأربع المقبلة مع إدماج منظومة بطاريات المركبات الكهربائية بصناعة السيارات التقليدية وقطع غيارها، بحسب ما نقلته صحيفة “اقتصاد الشرق” عن الوزير.
وفي هذا السياق، قال المحلل الاقتصادي، محمد جدري، إن الرقم الذي أشار إليه وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، رقم مبالغ فيه، رغم أن صناعة السيارات في المملكة المغربية هي قصة نجاح أساسية، إذ تمكن المغرب اليوم من تصنيع حوالي 700 ألف سيارة في أفق تصنيع مليوني سيارة سنة 2030.
وأضاف جدري ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن القطاع خلق أزيد من 250 ألف منصب شغل في أكثر من 250 مصنع في مختلف الجهات، كما مكن من تحقيق نسبة اندماج محلي بلغت أكثر من 64%، بالإضافة إلى رقم معاملات يصل إلى أكثر من 15 مليار دولار.
وقال المتحدث ذاته إن قطاع السيارات هو القطاع التصديري الأول في المملكة المغربية، لكن هذا لا يعني تحقيق رقم معاملات يصل إلى 90 مليار دولار خلال الأربع سنوات المقبلة، مؤكدا أن ذلك “أمر فيه شيء من المبالغة”، وأن رقم المعلاملات لن يتجاوز 35 مليار دولار حتى وإن تمكن المغرب من مضاعفة عدد السيارات المصنغة لتصل لمليوني سيارة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن رؤية المملكة المغربية المبنية وفق النموذج التنموي الجديد، تهدف إلى رفع قيمة الناتج الداخلي الخام للمملكة من 130 مليار دولار إلى 260 مليار دولار في أفق 2035، والمغرب اليوم حقق حوالي 140 مليار دولار، مضيفا أن الوصول إلى الرقم الذي أعلنه الوزير يستلزم العديد من الاستثمارات خلال مدة أكبر من 4 سنوات.
وكان رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قد قال إن الصناعة الوطنية بالمغرب تضاعفت في عهد الملك السادس، مشيرا إلى أن المملكة استطاعت خلال سنة 2023 تصنيع أزيد من 570 ألف سيارة، وهو ما يمثل صناعة سيارة في كل دقيقة، مبرزا أن المغرب أصبح أول منتج للسيارات السياحية على صعيد القارة الإفريقية، والمصدر الأول للسيارات الحرارية إلى الاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن المملكة ضاعفت صادراتها من السيارات بين 2021 و2024.
جاء ذلك في كلمة لأخنوش، الأربعاء الماضي، خلال ترأسه أشغال الدورة الثانية لليوم الوطني للصناعة، المنظمة بمدينة بن جرير تحت رعاية الملك محمد السادس، بمبادرة من وزارة الصناعة والتجارة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، تحت شعار “تدشين عهد صناعي جديد تحكمه السيادة، رؤية ملكية في خدمة المواطن والأقاليم”.
وحققت صادرات القطاع العام الماضي حوالي 150 مليار درهم (15 مليار دولار) وتسجل نمواً برقمين سنوياً، كما أفاد المسؤول الحكومي، خلال النسخة الثانية من فعالية اليوم الوطني للصناعة، أمس الأربعاء في مدينة بنجرير.
وتمثل صناعة السيارات أول قطاع تصديري في المملكة بفضل منظومة صناعية متكاملة، تضم المركبات وقطع الغيار الداخلية والخارجية، تقودها شركتا “رينو” و”ستيلانتيس”. وتبلغ نسبة المكوّن المحلي في منتجات الصناعة 69%، بينما يُقدّر عدد الوظائف بنحو 230 ألفاً في 260 شركة، توفر قدرة إنتاجية إجمالية تناهز 700 ألف سيارة سنوياً، ويُرتقب أن تبلغ مليون وحدة السنة المقبلة، وفق الصحيفة ذاتها.
المصدر: العمق المغربي