جمعية تدعو للارتقاء بحقوق المغربيات
قالت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب إنها تحيي، إلى جانب كل القوى الحية المهتمة بحقوق الإنسان في العالم، اليوم الدولي للقضاء على الفقر الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة، الذي قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأول من دجنبر 1992.
وسجلت الجمعية، في بلاغ لها توصلت به هسبريس، أن المكتب المركزي اختار كشعار “الكرامة للجميع” لكون الكرامة من حق كل فرد. لذا يجب أن يتمتع الجميع، خاصة أن العديد من الناس يعانون اليوم من الفقر؛ وهو ما يعمق المساس بكرامتهم.
وطالبت الهيئة المدنية ذاتها بالعمل على “الوفاء بالتزام الحكومة برفع نسبة نشاط النساء إلى أكثر من 30 في المائة عوض 20 في المائة حاليا، والعمل على تنفيذ ما جاء في النموذج التنموي الجديد بالرفع من نسبة النساء النشيطات إلى 45 في المائة كهدف استراتيجي في أفق 2035، وكذلك تعميم الحماية الاجتماعية لجميع النساء في المدن والبوادي وخاصة النساء الفقيرات واللواتي يعانين الهشاشة القصوى”.
وشدد البلاغ على “ضرورة ربط الحماية الاجتماعية بكل أشكال العمل؛ بما فيها العمل الذي لا يدخل في خانة العمل المؤدى عنه والممارس من طرف فئة عريضة من النساء والذي لا تترتب عنه حقوق الحماية الاجتماعية كالعمل الإنجابي، والعمـل المنزلي، وحضانة الأطفال، ومساعدات الأسر”.
ولفتت المنظمة النسائية إلى أهمية الإسراع في وضع برامج عاجلة تهدف إلى تحقيق تنمية اجتماعية فعلية تنطلق من مراجعة توزيع الثروة المنتجة؛ عبر تحسين عام للدخل، والقضاء على البطالة، وتعميم الخدمات العمومية وتحسينها، والقضاء على مظاهر الفساد المستشري بواسطة تفعيل مبدأ “عدم الإفلات من العقاب”.
كما نادت بـ”مراجعة قانون مناهضة العنف ضد النساء 10313 بإصدار قانون شامل للقضاء على العنف ضد النساء يضمن الوقاية والحماية والتكفل وعدم الإفلات من العقاب، ومكافحة الصور النمطية التي تحط من مكانة النساء في المجتمع من أجل تمكينهن من المشاركة في التنمية، وتأسيس الإطار القانوني والمؤسساتي الجدير بتفعيل مبدأ المساواة وتعزيز شروط سلامة وحماية النساء بوضع إستراتيجية شمولية للقضاء على العنف والتحرش ضد النساء”.
واعتبرت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب أن “مراجعة المنظومة القانونية الوطنية ضرورية، بما يضمن إلغاء كل النصوص التمييزية واعتماد مبادئ المساواة وحماية الحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية للنساء خاصة القانون الجنائي والمسطرة الجنائية”، مشيرة إلى “مراجعة كل الأنظمة التي من شأنها خلق وتعميق التفاوتات الاجتماعية والترابية في التعليم والصحة والنظام الضريبي، وضمان العمل اللائق، وفضاء عمل خال من كل أشكال العنف وتجديد التأكيد على مطالبة الحكومة بالتصديق على الاتفاقية 190 والتوصية 206 لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والتحرش في عالم الشغل”.
واعتبرت الجهة عينها أنه “رغم جهود الأمم المتحدة للقضاء على الفقر، وجعله يتصدر أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة سنة 2015، فإن جميع المؤشرات تدل على تفاقم الوضع وتقهقره”.
في هذا الإطار، شددت المنظمة سالفة الذكر أن “الوضع يتسم في المغرب بتفاقم الفوارق الاجتماعية وتعميق الهوة بين الأغنياء والفقراء بسبب ارتفاع أسعار كل المواد الاستهلاكية، وفي كل المجالات والقطاعات، فعلى الرغم من تبني سياسات عمومية لتقليص مظاهر الفقر فإن عدد الفقراء يسجل ارتفاعا كبيرا من 623 ألفا سنة 2019 إلى 1.42 مليون سنة 2022”.
وقالت إن “استفحال الفقر والهشاشة الاقتصادية والاجتماعية في صفوف النساء يؤكده ترتيب المغرب هذه السنة المرتبة 137 من أصل 146 في مؤشر الفجوة بين الجنسين، كما تؤكده الأرقام الرسمية حيث ارتفعت نسبة النساء غير النشيطات من 7 ملايين سنة 2020 إلى 11,19 مليونا سنة 2022، مقابل 7 ملايين في سنة 2020 وفق المندوبية السامية للتخطيط”.
وأشارت الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب إلى أن تخليد الذكرى السابعة والثلاثين لليوم العالمي للقضاء على الفقر فرصة للتذكير بالتزامات المغرب الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأهداف التنمية المستدامة، وباقي المواثيق والاتفاقيات الدولية، وكذا بالالتزامات الكبرى للحكومة في البرنامج الحكومي 2021 ـ 2026.
المصدر: هسبريس