أميرة والحسين، طفلان محرومان من مواصلة التعليم بسبب « إجراءات الحضانة » اليوم 24
لم يتمكن الطفلان، أميرة وهي تلميذة بالمستوى الثاني، والحسين في المستوى السادس، من مواصلة دراستهما هذا العام بسبب رفض مدرستهما الحالية، دار الشيخ الابتدائية بدار بوعزة بالدارالبيضاء، نقل ملفيهما إلى مدرسة بالقنيطرة.
بدأت القصة حين اختفى والد التلميذين أميرة والحسين، لتجد والدتهما لبنى نفسها وحيدة بلا عمل، مُثقلة بفاتورات الكهرباء والماء وإيجار المنزل الذي كان يستأجره زوجها. ما دفعها إلى اتخاذ قرار الانتقال إلى مدينة القنيطرة بحثا عن دعم لعائلتها. إلا أن هذا القرار اصطدم برفض قاطع من المدرسة التي تشترط موافقة الأب على عملية النقل، رغم غيابه لعدة أشهر.
وتقول لبنى إنها لجأت إلى المركز المغربي للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ثم إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بمعية المركز السالف الذكر، طلباً للمساعدة، لكنها اصطدمت بشروط تعجيزية، حيث طالبتها الجهات المعنية بتقديم وثيقة رسمية تثبت غياب الأب.
لكن أين هو الأب، فقد اختفى بين ليلة وضحاها لأشهر طويلة دون معرفة وجهته. لبنى لا تتوفر على مصاريف المحامي ولا مصاريف الانتقال بين الدار البيضاء والقنيطرة.
توضح مصادر من المديرية الإقليمية للتعليم بالدار البيضاء لـ »اليوم 24″ أن إعطاء الموافقة على نقل الطفلين ممكن، بشرط تقديم وثيقة قضائية صادرة من المحكمة المختصة تثبت حق الأم في الحضانة، سواء في حالة الطلاق أو غياب الأب. وتبرر المصادر نفسها هذا الشرط بأنه قد يمثل الحماية القانونية من أي مطالبات مستقبلية سواء من طرف الأب الذي قد يعود في أي وقت أو من طرف الأم نفسها.
وتضيف المصادر نفسها، أن هناك قصصا عديدة لنساء شبيهة بقصة لبنى، التي عليها التوجه إلى النيابة العامة المختصة للحصول على الوثيقة المطلوبة التي ستصدر لفترة زمنية قصيرة، بحسبها.
غير أن فاطمة الإدريسي بوغنبور، وهي ناشطة حقوقية، تؤكد لـ »اليوم24″، أن لبنى ستواجه صعوبات كبيرة في نقل أبنائها إلى مدرسة أخرى، بسبب الإجراءات القانونية المعقدة والتكاليف المادية.
وأوضحت، أن السيدة تشتكي من صعوبات مادية أساسا… « كيف ستنتقل من القنيطرة إلى محكمة الدار البيضاء؟ ».
وشددت على أنه في حالة منح الحضانة للأم، سواء كانت مطلقة أو يعيش الزوج غائباً أو متخلياً عن مسؤولياته الأبوية، فإن المصلحة الفضلى للطفل وحقوقه، كالحق في التعليم والصحة، يجب أن تكون هي الأولوية. وعليه، يجب أن تكون الحضانة شاملة لجميع جوانب حياة الطفل، بما في ذلك شؤونه الإدارية، دون الحاجة إلى موافقة أو توقيع من أب غائب أو متعمد التهرب من نفقته.