اخبار السودان

حرب البرهان والكيزان ضد تقدم 

ترك الجيش والكيزان والبلابسة عدوهم في الحرب الدعم السريع ، وتفرغوا للنيل من قادة وكوادر تنسيقية تقدم ، وهذا دليل دامغ على أن المستهدف الرئيسي بالحرب هي تقدم وليس الدعم السريع ، وانها حرب ذات اجندة سياسية بحتة لا علاقة لها بالشعب والوطن.

ويمكن القول ان اشعال هذه الحرب صدر كقرار عسكريكيزاني ، بعد فترة وجيزة من انتصار الثورة ان لم يكن ابان فترة المظاهرات نفسها ، وهي الفترة التي بدا فيها الوعي بالسياسة والعمل السياسي المدني يتبلور بين الجماهير والاجيال الجديدة ، وبدأ شكل السودان المدني الديمقراطي القابل للتطور والانطلاق نحو القمة يتشكل في الاذهان والممارسات ، في هذه اللحظة بالضبط ، شعر العسكر والكيزان بالخطر ، وصدر قرارهم بايقاف تمدد هذا الوعي مهما كان الثمن.

في فترة حكم المجلس العسكري قبل توقيع الوثيقة الدستورية كان البرهان وعساكر المجلس سادة القرارات ، بعد تكوين حكومة حمدوك شعروا بانهم مجرد (تمومة جرتق) ، وانه غير مرغوب فيهم ، اذ كان العالم أجمع يحتفي بحمدوك وحكومته المدنية كرمز للثورة السودانية ضد العسكرية والطغيان ، في تلك اللحظة ، تعضد قرار الجيش والكيزان بالاطاحة بحمدوك وبالمدنية مهما كان الثمن ، فجاء الانقلاب العسكري على حكومة حمدوك ، وحين تمت محاصرة الانقلاب بالاتفاق الاطاريء ، اشعلوا الحرب.

هذه الحرب قرار سياسي من أجل هزيمة الممارسة السياسية الرشيدة ، وقهر القوى المدنية ، وتحطيم الاجيال التي انتجتها الثورة ، وصنع القطيعة النفسية بين الجماهير وقواها المدنية وبالتالي القعود بالجماهير عن المطالبة بحقوقها الفطرية في الحرية والعدالة والعيش الكريم ، مما يمهد لقيام دكتاتورية عسكرية كيزانية متطرفة في نسخة جديدة.

عسكرة الادمغة التي تنشط فيها ابواق الحرب العسكركيزانية ، ممارسة خطيرة جدا ، فالسياسة تمارس عبر الاحزاب السياسية ، البلاد التي تحتكر الاحزاب الممارسة السياسية فيها ، تستقر وتتطور وتبلغ القمة ، اي ممارسة للسياسة خارج اطار الاحزاب ، هو تشويه للسياسة ، اما ممارستها عبر العسكر ، فهو عسكرة للسياسة ، وعسكرة السياسة والادمغة تعني الحرب والموت للجميع ولا شيء سواهما.

لذلك أي اصطفاف خلف الاحزاب السياسية الداعية لايقاف الحرب واقامة الحكم المدني ، هو اصطفاف خلف المستقبل المشرق للسودان ، اما الاصطفاف خلف العسكر والكيزان ، فهو اصطفاف خلف انحطاط السودان ودماره.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *