فوز المنتخب السوداني لحظة استجمام من العنف والكراهية
بكري الجاك
رغم استمرار جحيم الحرب فى كل صنوفه، إلا أنه من اللحظات القلائل التي تستجم فيها النفوس من خطابات الكراهية و الاحتفاء بالعنف من شاكلة بل و جغم و غيرها من المفردات، هو أن تزين التايملاين الفرحة من قبل الجميع بفوز منتخبنا الوطني على غانا و قرب تأهله لنهائي أمم أفريقيا وربما نهائيات كأس العالم التي ستقام في الولايات المتحدة و المكسيك و كندا. ليس بالغريب أن توحد كرة القدم على وجه الخصوص، و الرياضة بشكل عام، الوجدان و تدفع الناس إلى التفكير فى أنه بالإمكان التعايش وبناء مجد مشترك لنا كسودانيين متى ما تواضعنا على صيغة تبعدنا من توظيف القبائل والإثنيات في صراعات السلطة و ايقنا بأن المصالح المشتركة هي التي يمكن أن توحدنا و ليس من المستحيل تطوير هذه المشتركات فى مشروع وطني و عقد اجتماعي تترجم فى معادلة سياسية تؤسس لجمهورية ثانية. أكاد أن أرى ذاك من تحت وميض نيران الحرب و فى رماد الخراب و من كبرياء الجروح الوطنية الغائرة.
فى عام 2006 استطاع الفريق الوطني لساحل العاج من توحيد البلاد و من الإسهام فى إنهاء الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2002 على خلفية الصراع بين مسلمي الشمال و مسيحي الجنوب حين شنت مجموعات مسلحة حربا على الحكومة المركزية و حاصرت العاصمة أبيدجان، حيث تأهل فريق ساحل العاج لنهائي كأس العالم لأول مرة، و الغريبة جاء تأهل ساحل العاج بعد فوزه على المنتخب الوطني السوداني 3:1 فى الخرطوم حين كانت الخرطوم ترفل فى مال النفط و تنعم بالسلام، و حينها خاطب النجم المتألق وقتها ديديه دروجبا من داخل غرفة تبديل الملابس قائلا
“Men and women of the Ivory Coast,” he said down the lens, his face stern and sincere. “From the north, south, center and west, we proved today that all Ivorians can coexist and play together with a shared objective: to qualify for the World Cup. We promised you that the celebration would unite the people. Today, we beg you, please on our knees forgive. Forgive, forgive.”
“نساء و رجال ساحل العاج ( بوجه مليء بالجدية و الإخلاص) من الشمال و الجنوب و الغرب و الوسط، اثبتنا اننا نحن العاجيون قدرتنا على أن نتعايش مع بعض وأن نلعب مع بعض و ان يكون لنا هدف مشترك ك: أن تتأهل لنهائيات كأس العالم. نوعدكم أن الاحتفال بهذا النصر سيوحد الناس. اليوم نتوسل اليكم.. و نحن على ركابنا .. أغفروا ..أغفرو .. أغفرا”
و قد نجح هذا النداء فى ايقاف الحرب و في رحلة التعافي الوطني..
فهلا غفرنا نحن لكي نبدأ فى رحلة التعافي الوطني، و البداية هي في نبذ خطاب الكراهية و هزيمة خطاب الحرب و عدم الاحتفاء بالموت، فملايين الاطفال تطلب منا أن نعطيهم الحق فى الحياة.
مبروك لصقور الجديان مبروك لكل السودانيين
المصدر: صحيفة التغيير