سطور مجاملة!!
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
كل مايجول في الصدور ليس إلاَّ وهما ً
تمسح أنامله على كذبة الوقت
ودخانه يشبه صمت الضمير
كلما غفى صوت الذاكرة
حركت أحلامه أحداث واقع
مكشوف!!
ومجلس السلم والأمن الإفريقي يدعو لإعادة فتح مكتب للإتحاد الإفريقي في السودان ، جاء ذلك في بيان صادر عن الجلسة 1235 للمجلس في دورته المنعقدة بشأن النظر في تقرير البعثة الميدانية إلى مصر وبورتسودان
وشدد المجلس على ضرورة مزيد من التواصل بين الإتحاد الإفريقي والسلطات السودانية وأصحاب المصلحة بشأن تعليق أنشطة السودان في الإتحاد، وأعرب المجلس عن تطلعه إلى إجراء مناقشات غير رسمية بين المجلس وممثلي حكومة جمهورية السودان).
واستبشرت بالأمس حكومة بورتسودان وأنصارها من جماعة الفلول التي تحاول دائما تفسير كل القرارات الدولية على طريقتها وتفصيلها على مقاسها
ولا أجد مبرر لحالة الفرح بالبيان لعدة أسباب أولها وأهمها أنه حمل الكثير من المتناقضات
فالمجلس دعا الي إعادة مقعد السودان في الإتحاد الأفريقي لكنه في ذات الوقت أقر بضرورة تشكيل حكومة مدنية وإستعادة الحكم الديمقراطي الذي سلبه البرهان بانقلاب “21 اكتوبر” ، وأكد حرصه على دعم هذا المطلب حتى أنه ذكَّر البرهان في بيانه بوعده وقال ( إن البرهان في آخر لقاء معه أكد إستعداده لتشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية وأقر بأن السودان، بوصفه عضوا مؤسسا للاتحاد الأفريقي، يواجه تهديدات خطيرة من المرجح أن تؤدي إلى آثار غير مباشرة في القارة)
وهذا يعني أن البرهان أراد ان يشتري مقعد الإتحاد الافريقي بموافقته على مطلب الإتحاد والمجلس (تشكيل حكومة برئاسة مدنية) ولم يقل أي حكومة مدنية ، حتى يشكلها البرهان ويرأسها!! وهذا الإلتزام كان لابد أن يحدث لأن قرار إبعاد السودان عن مقعد الإتحاد كان سببه الإنقلاب
إذن مجلس السلم والأمن في دعوته للإتحاد الافريقي يقر بضرورة عودة الحكومة المدنية، وهذا يعني عدم إعترافه ضمنيا بحكومة الفريق البرهان الإنقلابية!!
إذن ماذا يفيد إن عاد السودان الي حضن الاتحاد الافريقي وهو غير معترف به دوليا!!
فالقيمة هي الإعتراف بشرعية حكومة البرهان وليس بمقعد السودان في الإتحاد الإفريقي، فالسودان مثلا لم يفقد مقعده في الأمم المتحدة والبرهان ظل حضورا هناك، ولكن الحكومة ظلت رغم ذلك فاقدة الشرعية وقاطعتها كل الدول الأعضاء التي معها تحت مظلة الأمم المتحدة وصوّتت ضدها في أهم القرارات فالمشكلة أن تكون حضورا وتُكتب غياب!!
كما أن السودان الآن لاينقصه فقدان مقعده في الإتحاد الإفريقي الذي تريد أن تشغله الدولة
ماينقصه هو مسمى الدولة نفسها، التي تشغل هذا المقعد!! بمعنى أن عدم وجود دولة معترف بها دوليا هو مايجب أن تبحث عنه، لأن وجودها داخل الإتحاد الأفريقي لن يحقق لها أي مطلب من مطالبها الرامية للإعتراف بها دوليا ، حتى أن مجلس السلم والأمن عجز في بيانه أن يخاطبها بصفتها دولة او حكومه انظروا ماذا قال (ويجدد المجلس مطالبته الأطراف المتحاربة بالوقف الفوري وغير المشروط لجميع الأعمال العدائية، والوقف الدائم لإطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات) ومخاطبة الدولة ب (طرفي الصراع) هو أكثر الألقاب التي تبغضها حكومة البرهان لانه هو المصطلح الدولي الذي يعني إلغاء مسمى الدولة الشرعية، ويؤكد عدم الإعتراف بوجودها، ولأن لا مجلس السلم والأمن الافريقي ، ولا الإتحاد الافريقي نفسه يستطيعان تغيير هذه الحقيقة دوليا ، فإن البيان لايتجاوز كونه (سطور مجاملة) تقرأ في عزاء ميت فكيف ترقص الفلول لبيان جاءت فيه كل هذه الحقائق التي تنسف وجود الفلول نهائيا
أولها أنه طالب بوقف النار عبر التفاوض
ثانيها شدد على ضرورة عودة الحكومة المدنية ثالثها خاطب الدولة في حربها بطرفي الصراع
حتى انه ذهب الي أبعد من ذلك وتحفظ على تسمية الدعم السريع بالميليشيا بل خاطبها بقوات الدعم السريع فماقيمة هذه المواساة!!
فدعوة المجلس التواصل بين الإتحاد وحكومة البرهان لاتتعدى رفع الحرج عنها وحفظ ماء وجهها عندما تذهب للتفاوض لأنها فاقدة للسند والوزن
كما انها خطوة لإذابة جبل الجليد وإنهاء القطيعة الأفريقية وإستعادة الدور الأفريقي المفقود ، فالمجلس قصد أن يغطي على غيابه المخجل ، بعد أن سلبه المجتمع الدولي وجوده فأراد فقط أن يقول :أنا هنا.
و إنشغال البرهان وحكومته بحصد الألقاب الخارجية دون تحقيق تقدم داخلي لإسترداد العاصمة الخرطوم ومقار الدولة الرئيسية وقيادة الجيش والقصر الجمهوري يعد امرا إنصرافيا لاقيمة له ، سيما في ظل إستمرار الحرب والمعارك
لأن الدولة كرامتها ومكانتها في عزتها وهيبتها ليس في إستلافها المدن والعواصم البديلة ، وتسولها لإستعادة المقاعد المفقودة خارجيا!!
ليعيد البرهان الدولة الي وضعها الطبيعي عندها ستعود للسودان مكانته وسط الأمم دون أن يُجبر قادته انفسهم على الشكوى والتباكى من فرط عزلتهم الدولية وفقدانهم الإحترام بين الدول، حتى تشفق عليهم وتطمئنهم بهذه البيانات المغشوشة.
طيف ٱخير :
#لا_للحرب
وزير الخارجية السودانية: الحكومة مستعدة للجلوس من أجل السلام شرط تنفيذ مخرجات منبر جدة
( ياعيني على الإضافة). !!
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة