إخفاق باريس.. بنموسى يدافع عن رؤساء الجامعات ويعتبر تشبثهم بالمناصب “منفعة للبلاد”
تحول وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، إلى كيس ملاكمة، يمتص الضربات المتتالية التي وجهها البرلمانيون لرئيس اللجنة الوطنية الأولمبية ورؤساء الجامعات الرياضية فيصل العرايشي، بعد الإخفاق المدوي في أولمبياد باريس الأخيرة.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، دافع بنموسى عن غياب هؤلاء المسؤولين عن اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، اليوم الثلاثاء، مؤكدا أن وزارته تتحمل المسؤولية السياسية عن هذه النتائج، وأن الجامعات الرياضية تضبطها قوانين خاصة ولديها علاقة تعاقدية مع الوزارة.
كما أشار بنموسى إلى أن الوزارة بإمكانها في المستقبل تنظيم زيارات ميدانية للنواب إلى اللجنة الأولمبية والجامعات الرياضية، لتمكينهم من الاطلاع عن قرب على الجهود المبذولة والإمكانات المادية المتاحة لتلك الهيئات.
واعتبر المسؤول الحكومي، أن الإمكانيات المادية المقدمة إلى الجامعات الرياضية ضئيلة، حيث أنه باستثناء الجامعة الملكية لكرة القدم التي تخصص لها 700 مليون درهم سنويا، تحصل اللجنة الأولمبية على 90 مليون درهم سنويا، نفس الشيء بالنسبة للجامعة الملكية لألعاب القوى، و12 مليون درهم للجامعة المكلفة بالرياضيين البارالبميين.
وشدد على أن هذه الميزانيات تصرف كلها على الرياضيين المغاربة خلال مشاركتهم في الألعاب الأولمبية من خلال توفير ظروف الراحة لهم، من مصاريف الإيواء والسفر والإطعام، مسجلا أنه خلال المشاركة الأخيرة لم تكن هناك أي شكوى بخصوص ظروف الإقامة.
فيما يتعلق برؤساء الجامعات الرياضية الذين شغلوا مناصبهم لعقود دون تحقيق نتائج ملموسة، أكد شكيب بنموسى أن الحكومة ملتزمة بتطبيق القانون الذي يحدد ولاية الرؤساء في ولايتين فقط، باستثناء حالتين: إذا كان الرئيس عضوًا في اتحاد دولي أو قاري، أو إذا كانت رئاسته تحقق منفعة للبلاد أو دبلوماسية.
وأضاف بنموسى أن هذه الاستثناءات ترتبط بعقد الجموع العامة، حيث يُنتخب الرؤساء لفترات إضافية، مشيرا إلى أن بعض الجامعات الرياضية لا تطبق القانون بصرامة، موضحة أن هناك سبع جامعات تواجه مشاكل وتوقفت عن العمل، والوزارة تعمل على إصلاح وضعها. ومع ذلك، شدد بنموسى على أهمية تجديد القيادات في الجامعات الرياضية، من أجل دفع عجلة الإصلاح وتحقيق النتائج المرجوة.
وتابع قائلا؛ “يجب أن نكون واعين بأن عددا كبيرا من الجامعات الرياضية لا تمتلك مراكز تدريب خاصة بها، باستثناء كرة القدم التي لديها مراكز تدريب. العديد من الجامعات تبحث عن أماكن لإقامة التدريبات، وبعضها لا يمتلك مديرا تقنيا. أما بالنسبة للدعم المالي الذي تتلقاه الجامعات فهو محدود، حيث يذهب جزء كبير منه للرواتب، إذ لا يتجاوز الدعم غالبًا مليوني درهم سنويا”.
ووجه نواب برلمانيون انتقادات حادة لرئيس اللجنة الوطنية الأولمبية، فيصل العرايشي، ورؤساء الجامعات الرياضية، على خلفية الأداء المخيب للآمال في أولمبياد باريس 2024، مطالبين بمحاسبة المسؤولين الرياضيين على هذا الإخفاق بعد إنفاق ما يزيد عن 3 مليار درهم من المال العام خلال سنتين فقط دون تحقيق نتائج تُذكر.
وخلال مناقشة الإخفاق المدوي للرياضة المغربية في أولمبياد باريس، الثلاثاء، بلجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، بحضور الوزير شكيب بنموسى، أشار نواب إلى أن العديد من رؤساء الجامعات الرياضية أمضوا عقودًا في مناصبهم دون تقديم نتائج إيجابية، مؤكدين ضرورة مراجعة شاملة للتسيير الرياضي في المغرب لضمان عدم تكرار هذا الإخفاق.
المصدر: العمق المغربي