ذكري ثورة اكتوبر
السر العجمي
تمر علينا الذكري الستين لثورة اكتوبر المجيدة ، في ظل الحرب الدائرة في السودان ، من قبل العسكر الجيش وقوات الدعم السريع. والتي شردت ملايين السودانيين من لجوء ونزوح ، وقتلت الالاف من المدنيين ، ومورست كافة الانتهاكات الممنهجة وارتكبت كل الجرائم التي نص عليها نظام روما ، فضلا عن ذلك جعلت السودان يعاني من اكبر ازمة جوع في العالم. وفي اعتقادي ان هذه الحرب هدفها الاساسي هو صراع علي السلطة من قبل العسكريين اطراف الحرب ، والقضاء علي ثورة ديسمبر وقتل حلم الشعب السوداني بالحكم الديمقراطي ، وجعلهم يخضعون الي الحكم العسكري.
لاشك أن ثورة اكتوبر تعتبر ثورة فريدة حيث انها اول ثورة في مواجهة اول نظام عسكري في السودان ، فيما بعد الاستقلال. مما يؤكد رغبة الشعب السوداني التواق الي الحكم الديمقراطي وعدم خضوعه لحكم العسكر ، كما أن هذه الثورة تعتبر اول ثورة في أفريقيا ، بالإضافة الي ذلك انها قدمت نموذجا فريدا لنجاحها وهو الاضراب السياسي والعصيان المدني. حيث كانت هذه الفكرة من قبل القوي الحديثة في ذلك الوقت ، وتحديدا الحزب الشيوعي السوداني. حيث وصل الحزب الشيوعي إلى خطة الإضراب السياسي سبيلاً إلى الإطاحة بنظام الفريق عبود في صيف 1961م. ففي تقديره آنذاك أنه وضح للشعب عزلة النظام وصار بحاجة لبيان الطريق لإزاحته. فنشر الحزب كلمة في المجلة النظرية للحزب وهي “الشيوعي” (العدد 108، بتاريخ 2 يوليو 1961م) بعنوان “تفاقم الأزمة الثورية وتفكك الديكتاتورية”. استعرض الحزب في المقال اتساع الحركة الجماهيرية على ضوء إضراب عمال السكة حديد في يونيو 1961م وتوصل إلى وضوح تفاقم أزمة النظام وإمكانية توجيه الجماهير ضربة قاضية له. وصدر بعد تلك التقديرات السياسة بأسابيع أول بيان للحزب الشيوعي وضع فيه الإضراب السياسي العام كخط الحزب الرئيس اثنان للقضاء على النظام المستبد للفريق عبود. ثم والى الحزب بيان تكتيكه الرئيس لتنفيذ ذلك الإضراب في مجلة الشيوعي (العدد 109) بتاريخ 29 أغسطس 1961م. وأردف الحزب هذه الخطة السياسية ببيان الخطة التنظيمية التي سينفذ بطريقها خطة الإضراب السياسي العام.
لذلك يمكن القول بان الحزب الشيوعي بحكم تأثيره الكبير علي النقابات المهنية ، والعمال والمزارعين هو المحرك الرئيسي للثورة.
وبالرغم من أن البعض يري أن الثورة انطلقت شرارتها من جامعة الخرطوم حين مقتل الطالب أحمد القرشي ، ومن ثم تواصل المد الثوري الي كل انحاء البلاد ولم يتوقف حتي سقط نظام العسكر. وذلك وفقا لراي استاذنا المرحوم فاروق أبو عيسي في كتابة عشرة ايام هزت السودان. الا انه هناك محفزات واحداث وتراكمات ساعدت في قيام الثورة قبل سقوط احمد القرشي. وبما ان الثورة هي فعل تراكمي ووفقا لمقولة كارل ماركس أن التراكم الكمي يؤدي الي تحول نوعي وكانت لسياسات نظام عبود والعنف المفرض تجاه الجنوب والقرارات التي اصدرها الرئيس الراحل عبود عند وصولة الي السلطة بواسطة انقلابه في العام1958م، من تعطيل الدستور وحل البرلمان ، وتجميد نشاط الاحزاب وتشكيل كل حكومته من العسكر ، التي مارست ابشع انواع القمع للحريات ، حيث اعتقلت قادة جبهة المعارضة وقامت بترحيلهم الي جوبا في 11/7/1961وهم (عبد الله ميرغني ، محمد احمد المرضي ، أحمد سليمان ، عبد الخالق محجوب ، وعبدالله عبدالرحمن نقد الله ، واسماعيل الازهري ، ومحمد احمد المحجوب ، مبارك زروق ، عبد الله خليل) وكذلك الاجراءات التي اتخذها بأغلاق الكنائس التبشيرية في الجنوب ، والتي قوبلت بمقاومة شديدة من حركة الانانيا 2 ، ومن ثم تعمقت ازمة مشلكة جنوب السودان ، ومقاومة الجنوب للحكم العسكري، حتي ان الندوة الشهيرة التي انطلقت منها الشرارة كانت تتعلق بالجنوب. كما ان من ضمن الاسباب التي ادت الي قيام الثورة هي اتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان في العام 1959م. تلك الاتفاقية المجحفة والتي تضمنت في احد بنودها الاعتراف باتفاقية 1929م ، وللحقيقة ان كان هناك حكم ديمقراطي لما وقعت الاتفاقية ، ومصر تعلم ذلك حيث انها كانت تبحث عن نظام غير معاد لمصر من اجل توقيع تلك الاتفاقية. لذلك كانت هذه الاتفاقية هي من الاسباب المباشرة لقيام ثورة اكتوبر حيث اعتبرت من الشعب وبعض القوي السياسية انها تنازلا رسميا لصالح مصر من مياه النيل.
بالرغم من أن ثورة اكتوبر نجحت فقط في اسقاط نظام العسكر ، الا انها لم تحقق أي شيء من شعاراتها ، وذك بسب عدم النضج السياسي للنظام الديمقراطي بعد الثورة الذي يتمثل في القصور لمفهوم الديمقراطية حيث ان مفهوم الديمقراطية لدي بعض النخب السياسية . يرتكز علي الجانب القانوني والاجرائي فقط (الانتخابات والتصويت) بمعزل عن الجانب الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. مما ادي الى ارتداد السلطوية ، والاحزاب الطائفية والرجعية. وهو ما يشير اليه احد علماء السياسة بقوله “أن ارتفاع الكره الي اعلي يبقي على احتمال نزولها الي اسفل مرة اخري قائما” وفوق كل ذلك تعتبر القوي السياسية والمثقفين ان ثورة اكتوبر تتميز بقدسية معينه واضحت بعيده عن أي نقد ، ولكن بالرغم من ذلك فهناك من وجه النقد لثورة اكتوبر بكل شجاعة وهو نقد الاستاذ الشهيد محمود محمد طه الذي انتقد ثورة اكتوبر ، واعتبرها ثورة عاطفية وليست ثورة فكرية ، لان الفكر يهدم القديم ويبني الجديد .
بينما يري المرحوم الدكتور منصور خالد أن اكتوبر لا تعدو ان تكون لحظه بحساب الزمن(لا نغالى أن قلنا بان ليس في تاريخ السودان السياسي المعاصر فترة تعادل اهميتها التاريخية، فترة ظهور مؤتمر الخريجين مثل ثورة اكتوبر وتجي اهمية اللحظة التاريخية” واكتوبر لا تعدو ان تكون لحظة بحساب الزمن” من انها شهدت اولي محاولات الشارع السياسي السوداني ، تقوده القوي السياسية الحديثة للانعتاق من القديم) .
وانا اتسأل هل تعتبر اكتوبر ثورة وفقا لمفهوم الثورة الذي تحدث عنه ماركس ولينين؟ في اعتقادي بان اكتوبر ليست ثورة بالمعني العلمي للثورة بل هي انتفاضة، وذلك لا نها لم تحقق للشعب أي تحول نوعي يؤدي الى مزيد من حالة الاندماج الوطني علي اسس حديثة قائمة علي المصالح الطبقية ” العمال بكل ملامحهم في المدن والفلاحين والمزارعين في الريف في تحالف واضح المعالم وضد طبقات محددة سواء كانت نتيجة للامتدادات القديمة الجهوية والقبلية والمذهبية الدينية او الرأسمالية الطفيلية. بالرغم من اكتوبر اتاحت لنا الفرصة لخلق مسار جديد ، فيما يتعلق بالبناء الوطني ولكن للأسف افق البرجوازية الصغيرة لم يساعدها للنظر بشكل اعمق واصدق لفكرة البناء والحرية والعدالة والمساواه.
لذلك سوف تتناول هذه الورقة قراءه نقدية لا كتوبر وتطرح الاسئلة الاتية ومحاولة الاجابة عليها : هل اتت اكتوبر بجديد؟ ؟ وماهي الرؤي الاكتوبرية الجديدة؟ وهل حققت اكتوبر شعارات الثورة؟ وماهي الاليات التي اتبعها مفجري الثورة لترجمة رؤاهم تلك من احلام نظرية الى واقع اجتماعي؟ .
ما لجديد في اكتوبر :
يقول المرحوم الدكتور منصور خالد ان اكتوبر لم تأتي بجديد بل كانت عن مطالب رغوية فقط ، وفي مقاله بعنوان اكتوبر حقيقة ام وهم كظهور العذراء (من الضروري أن نفصح مانعني بالدعوة الاكتوبرية في التجديد ونقول الرغائب عن قصد لان الميثاق الاكتوبري الاساس الذي اجتمعت عليه القوي السياسية واعلنه سر الختم الخليفة في الثلاثين من اكتوبر لا يحمل في شكله او مضمونه معالم اجندة التغيير ، بل نذهب الي ابعد من هذا للقول بانه ابعد ما يكن من هموم جوهرة الناس) تحدث ذلك الميثاق عن موضوعات محدده توحي المبادرة بإعلانها في اول بيان لرئيس وزراء الثورة وهي:
1 قيام حكومة مدنية انتقالية تتولي الحكم وفقا لدستور 1956م المعدل.
2 اجراء انتخابات في فترة لا تتعدي شهر مارس1965م لجمعية تأسيسية تمارس السلطة التشريعية وتضع الدستور.
3 اطلاق الحريات العامة والغاء القوانين المقيدة.
4 تامين استقلال القضاء وجامعة الخرطوم.
5 اطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
6 انتهاج سياسية خارجية في فترة الانتقال ضد الاستعمار.
وباستقراء بنود هذا الميثاق ، يبدو ان بنوده تنم عن الذهنية العقلية السلطوية .لسطة المركز ، وبالتالى يثور في ذهننا السؤال التالي: لماذا تجاهل هذا الميثاق الجنوب والذي كان سببا مباشرا في اندلاع الثورة ، حتي ان الشرارة التي انطلقت منها الثورة بندوة جامعة الخرطوم كان موضوع الندوة عن الجنوب. فماذا يحمل هذا البرنامج لمواطن الجنوب الذي تأذي من سياسات المركز وجعله يحمل السلاح؟. وماذا فعل لانسان الشرق الذي يعاني من الثالوث الخطير” الجهل والمرض والفقر” فضلا غياب الرؤية الاقتصادية في الميثاق ، ولم يكن هناك أي مشروع يمس حياة المواطن اليومية. كما ان الميثاق لم يتناول مسالة المحاسبة والعدالة ، خاصة مع القمع المفرض الذي اتبعته حكومة عبود تجاه الجنوب.
اكتوبر والبناء الوطني:
نجد ايضا ان اكتوبر ومن خلال ميثاقها لم تهتم بمسالة البناء الوطني ومسالة بناء الدولة السودانية والتي تكمن اشكاليتها ليست فيما بعد الاستقلال، بل منذ وجود المستعمر البريطاني عند اعادته لاحتلال البلاد، وهذه المشكلة نعانى منها حتي الان ، وبحكم ان اكتوبر تعتبر اول ثورة تغيير الا انه للأسف كان ينقصها غياب المشروع والروية للبناء الدولة.
ويقول الدكتور النور حمد:” فتحت ثورة اكتوبر الباب في السودان ، لحالة غير مسبوقة من عدم الاستقرار السياسي، وادخلت البلاد في سلسلة متصلة من المناورات السياسية التي ابعدت البلاد عن اجندة البناء الوطني، التي كان ينبغي ان تكون لها الاولوية. لقد كانت الاحزاب الكبيرة سيئة الاداء، وقد اتضح ذلك منذ بداية الحكم الوطني في الديمقراطية الاولي.
شعارات اكتوبر:
كانت شعارات اكتوبر “لا حزبية” ولا زعامة للقدامة” في البدء يستوقفني شعار لا حزبية وهذا الشعار في اعتقادي يثير الدهشة ، حيث ان الثورة في الاساس ضد حكم عسكري ، وتريد ابداله بحكومة مدنية . اللهم الا ان تكون هذه الحكومة حكومة تكنوقراط، واذا افترضنا ان هذا الشعار اطلقته جبهة الهيئات، حتي ان جبهة الهيئات في تكوينها واعضائها هم اعضاء في احزاب. والسؤال الذي يثار هل تكون هناك ديمقراطية من غير احزاب؟ ولكن بالرغم من اطلاق هذا الشعار الا ان اكتوبر لم تحقق هذا الشعار”لاحزبية بعد اليوم ” وذلك عند تشكيلها لحكومتها التي ضمت الاحزاب حيث تم تشكيل الحكومة من (16) وزيرا (8) لجبهة الهيئات معظمهم من الشيوعيين، و(5) من الاحزاب، الامه الشعب الوطني الشيوعي الاخوان ، و(3) من الجنوبيين.
أما شعار لا زعامة للقدامة لا جدال فيه فهو يظهر الصراع اساسا بين القوي التقليدية المتمثلة في الحزبيين الطائفين الامة والاتحادي ، وربما اضافه اليهم الادارة الاهلية. والقوي الحديثة، وبالرغم نجد ان القوي الحديثة نجحت في رفع هذه الشعارات بالإضافة الي العصيان المدني الذي يرجع الفضل فيه الي النقابات التي كانت تحركها القوي الحديثة، الا انه في الواقع ان هذه الشعارات لم تطبق بحذافيرها عند نجاح الثورة التي اعادت القوي التقليدية الى الحكم مرة اخري رغم فشلها في الديمقراطية الاولي، مما احبط وابطل احلام القوي الحديثة والمواطن الذي هتف ضد القدامى والقوي التقليدية.
وهنا لابد من الاشارة الي ان القوي الحديثة التي قادة الثورة “جبهة الهيئات” بحكم انها تتميز بالتعليم والثقافة والوعي الديمقراطي والاشتراكي فأن الشعارات التي رفعتها تعتبر شعارات جزرية تتعارض مع القوي التقليدية ، وبالرغم من ان هذه الشعارات تشكل خطرا علي قواعد القوي التقليدية ، الا انه نجد ان القوي التقليدية محتاجة للقوي الحديثة لكى تستخدمها اداة ضغط الي ان تتمكن من ازاحة النظام العسكري ، ومن ثم بعد ذلك تعمل علي تحجيمها بديمقراطية وست منستر ، وهذا ما حدث بالفعل.
اكتوبر وعدم التزامها بالميثاق وأود الديمقراطية:
لم تلتزم اكتوبر بميثاقها فيما يتعلق باستقلال القضاء ، واطلاق الحريات العامة ، حيث تامر الاسلاميين علي الشهيد الاستاذ محمود محمد طه ، وكان يضمرون له ذلك منذ اعتراضه علي الدستور الإسلامي ، حيث قامت المحكمة الشرعية بالخرطوم بإصدار حكم الرده الاولي غيابيا من خلال دعوي الحسبة التي رفعها الامين داؤود.
وايضا تامر الاخوان المسلمين وحلفائهم من القوي التقليدية، بتعديل الدستور وذلك بغرض طرد الحزب الشيوعي من البرلمان وحله، وبالفعل تم طرد الحزب الشيوعي من البرلمان ، حتي ان البرلمان ومعه السلطة التنفيذية رفضت الامتثال لقرار المحكمة العليا القاضي بإعادة نواب الحزب الشيوعي الى البرلمان.
ووفقا لما ذكر اعلاه نجد ان ثورة اكتوبر كأنها كانت تهدف الي اقامة حكومة دينية بدلا من حكومة ديمقراطية وذلك من خلال تصرفات الاخوان المسلمين والاحزاب الطائفية التي تامرت ضد القوي الحديثة لذلك يمكن القول بان ثورة اكتوبر اعادة عقارب الساعة الى الوراء في اطار تحول سياسي واضح لا قامة دولة دينية.
جبهة الهيئات:
لا شك ان جبهة الهيئات هي القائد الفعلي والعفوي في الوقت نفسه لثورة اكتوبر ، وقد احست احزاب المعارضة او جبهة الاحزاب المكونة من حزب الامة والوطني الاتحادي والاخوان المسلمين بحتمية انتصار الثورة ووازنت بين ذلك وبين دورها الهامشي السطحي في تحريك الجماهير فالمعركة كانت بالفعل معركة القوي الحديثة المنظمة نقابيا والقادرة علي اسقاط السلطة من داخل مؤسساتها، انزعجت جبهة الاحزاب من مجرد تصور انتصار هذه الحركة الشعبية الجديدة الأخذة في التنظيم المستقل، ودون ان يكون لهذه الاحزاب من التأثير في تكوين الجبهة الوطنية للهيئات بما يصون مصالحها. فتكوين جبهة الهيئات كان يعبر بصورة اولية عن تحالف قوي البرجوازية الصغيرة والعمال والفلاحين .
وفي اعتقادي يمكن تفسير انزعاج جبهة الاحزاب من انتصار الثورة يرجع في الاصل الي ان هذه الاحزاب غير ديمقراطية ولا تؤمن بالديمقراطية ، وخاصة حزب الامة الذي سلم السلطة الديمقراطية الاولي للفريق عبود، مما يشير الي ان هناك مصالح بين العسكر وتلك الاحزاب ، وهذه المصالح هي معاداة الديمقراطية ، مما جعل تلك الاحزاب ان تسعي الي المفاوضة والمساومة مع العسكر من وراء جبهة الهيئات، الا ان جبهة الهيئات واجهت هذه المساومة وافشلتها من خلال المسيرة الهادرة والشهيرة التي جمعت كل الشعب السوداني متجه الي القصر رافعة شعار الي القصر حتي النصر ، وكان الغرض من هذه المسيرة هي اثبات شرعية الشارع ، وبالفعل انتصرت القوي الحديثة علي القوي التقليدية .
الا ان الاحزاب لم تنسي هذه الهزيمة فسعت الي ابعاد جبهة الهيات من الحكومة وبالفعل في التعديل الحكومي الجديد ابعدت جبهة الهيئات. وبالتالي عادة الرجعية والطائفية من جديد وعليه لم تتحقق شعارات اكتوبر.
ختاما:
يمكن القول بان اكتوبر صممت علي الخطاب الاعلامي ،ولم تسعي الي تجسيد الديمقراطية في العقل الجمعي السوداني، كما فشلت اكتوبر في ان توجد لنفسها جبهة عريضة ككتلة تاريخية تناقش مسالة الهوية وغيرها من المسائل التي تؤسس لبناء الدولة. واخيرا نجد ان هذه الورقة جاوبت علي كل الاسئلة التي طرحتها، وبالتالي ان ثورة اكتوبر لم تأتي بجديد، ولم تحقق أي من شعاراتها، فهي ثورة عاطفية كما ذكر الاستاذ، وليست ثورة فكرية او ثقافية، والمؤسف، تكررت نفس التجربة في انتفاضة ابريل وثورة ديسمبر ولم ينجزا شيئا، فالسودان مازال احوج الي ثورة من اجل اعادة بناء الدولة واقامة العدل والمساواة.
المراجع:
1 منصور خالد النخبة السودانية وادمان الفشل
2 محمد ابو القاسم حاج حمد السودان الماذق التاريخي وافاق المستقبل
3 النور حمد، قضايا سودانية الدينالسياسة الثقافة
4 Guy Hermet,’Introduction; The Age of Democracy, International social Science journal
5 جريدة الشيوعي .
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة