“أمطار أكتوبر” تحفز الفلاحين المغاربة على استقبال الموسم الجديد بالتفاؤل
بعد حدوث تغيرات مهمة في أحوال الطقس خلال الأيام القليلة الماضية، استقبلت عدد من المناطق المتفرقة في جهات وأقاليم مغربية متعددة، خصوصا شمال ووسط البلاد، تساقطات مطرية نهاية هذا الأسبوع؛ فيما من المنتظر أن تستمر بعض المناطق في استقبال “زخات رعدية قوية” إلى غاية يوم الاثنين، حسب ما أعلنته نشرات إنذارية رسمية متوالية.
تزامُن التساقطات المطرية (المتوقعة في نطاقات تتراوح بين 20 إلى 60 أو 40 مليمترا حسب المناطق)، مع الاستعدادات الجارية للموسم الفلاحي الجديد رفعَ منسوب “التفاؤل” وسط مهنيي القطاع؛ ما جعل عددا من الفلاحين والمزارعين ومربي المواشي في أغلب الأقاليم والمناطق ذات الطابع القروي الفلاحي، خصوصا الذين يعتمدون في أنشطتهم الفلاحية على الأمطار، لا يُخفون استبشارهم بموسم فلاحي جيد، عكس سابقيه.
وحسب ما استقته هسبريس من إفادات، فإن التساقطات، على “قلتها” وعدم انتظامها زمانيا ومكانيا، أحيت آمال الفلاحين والمزارعين ومهنيي قطاع تربية المواشي، إذ تبدو مرتفعة قبل المرور إلى مباشَرة الأنشطة الزراعية الخريفية وكذا عمليات الحرث والزرع والبذر بالنسبة لسلاسل الحبوب وأصناف فلاحية أخرى، مُراهِنينَ بذلك على موسم فلاحي “واعد”.
ترقب بتفاؤل
أكد رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، أن “الترقب والانتظار لا يزالان يُسيْطران على معظم الفلاحين المغاربة، رغم التساقطات المطرية الضعيفة التي مست بعض الجهات والمناطق القروية”.
وقال بنعلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “هذه التساقطات، التي تخللت الأسبوع الجاري أو نهاية الأسبوع الأخيرة، تظل تساقطات قليلة لا يمكن معها فقط أن يتضح واقع بداية الموسم الفلاحي المرتقب”، معتبرا أن أغلب مهنيي القطاع الفلاحي والمزارعين يُفضلون التريث قبل المرور إلى مباشرة عمليات قلب الأرض ثم الحرث والزرع أو البذر حسب نوعية المنتجات وطبيعة كل سلسلة فلاحية إنتاجية”.
كما سجل الفاعل المهني، ضمن التصريح ذاته، وجود أجواء من التفاؤل والآمال بين الفلاحين ومختلف مهنيي القطاع الفلاحي، خصوصا بعد تضررهم من حوالي ست سنوات من الجفاف وتداعيات الإجهاد المائي الذي ترك آثارا سلبية على مستوى المردودية الإنتاجية أو جودة المنتوجات وحجم الإنتاج، خصوصا بالنسبة لسلاسل فلاحية وزراعات معينة”.
انتظار المزيد
اتفق عبد السلام البياري، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة، مع ما ذهب إليه رئيس “كومادير”، مُقدرا أن “التساقطات المطرية التي عرفها المغرب هذا الشهر، وخصوصا الأسبوع الجاري، تبقى ضعيفة ومحدودة الأثر بحكم عدم انتظاميتها أو غزارتها”؛ غير أنه زاد مستدركا: “نتوقع ونتفاءل بموسم فلاحي أحسن من الذي سبَقَه على الأقل، خصوصا بالنسبة للزراعات البورية الخريفية”.
واعتبر البياري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مناطق وأقاليم الشمال تختلف بين تلك التي تستفيد من المياه عبر المدارات السقوية وأنشطة فلاحية كثيفة على طول السنة، مثل منطقة اللوكوس وإقليم العرائش”، مقابل تلك التي ما زالت معتمدة بشكل كبير على الأراضي البورية وتتوزعُها في الغالب زراعات تعتمد على هطول الأمطار من أجل نمو المحاصيل أو المساهمة في عمليات مرحلة ما قبل البذر”.
ولفت رئيس الغرفة الفلاحية لجهة طنجة تطوان الحسيمة إلى “أهمية التساقطات والزخات المطرية برسم شهر أكتوبر وفترة بداية موسم الخريف في الدفع بانطلاقة قوية لأنشطة المزارعين والفلاحين وكذا مربي الماشية”، مسجلا أن إيجابياتها تظل مضاعَفة؛ لأنها تأتي “بعد سنوات عرفت أمطارا قليلة أو شحا وعجزا واضحين في كمية التساقطات”.
وختم بأن “الحكومة، عبر الوزارة الوصية على الشؤون الفلاحية والتنمية القروية، واعية بكل هذه الرهانات؛ ما جعلها تقرر العمل على استدامة الدعم لفائدة الفلاحين ومختلف سلاسل الإنتاج، فضلا عن مواكبتهم عن طريق الاستشارة والخبرات التقنية لإنجاح بداية الموسم الفلاحي”.
المصدر: هسبريس