إقرار “بناء الجسور” نقلة مهمّة
السبت 12 أكتوبر 2024 23:07
أكّد محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام ورئيس هيئة علماء المسلمين، أنّ “إقرارَ مجلس وزراءِ خارجيّة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لوثيقة بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، التي أصدَرَتْها رابطة العالم الإسلامي من جوار بيت الله الحرام، رمضان الماضي، من خلال إشادته بمخرجاتها، يُمثِّل نقلةً نوعيّةً مهمّةً في مسار العمل الإسلامي المشترك، عبر تضافر الدعم الرسمي مع الحِراك العُلمائي، نحو خدمة الأمّة الإسلامية، وتعزيز التضامن بين شُعُوبها، والتصدي لمُسبِّبات الفتنة والفُرقَة والصِّراع”.
وذكّر العيسى بأن “المجلس كان قد أقَرّ الوثيقةَ خلال دورته الخمسين في العاصمة الكاميرونية ياوندي، انطلاقاً من إدراكِ الدول الأعضاء الأهمية البالغة لهذه الوثيقة التاريخيّة التي مَدّتْ جسوراً لتجاوز مآسي المُعتركِ الطائفي بنزعته المنتحلة على هدي الإسلام، وطيِّ صفحةٍ دامَ أَمدُها، وتعدّدتْ أضرارُها، من السِّجالاتِ العقيمةِ التي تجاوزت الحوار الفاعل والمثمر لتتردى إلى مهاتراتٍ لم تزد الأمة الواحدة إلا شتاتاً وفُرقة، وما توالَدَ عن ذلكم التجاوز من مواجعَ وفواجع؛ حجبَتْ أمّة الإسلام عن فاعلية دورِها الرِّيادي، وشُهودها الحضاري في إطار مشتركاتها الجامعة “ولكلٍّ هويته المذهبية التي يتم تداولها في إطار فاعلية الحوار وأدبه الرفيع””.
وأشار إلى أن “الوثيقة تتكوّنُ من ثمانية وعشرين بنداً تُغطّي كافة محاور التنوع والاختلاف والتعدد بين المذاهب الإسلامية، معتمدةً في رُؤاها على الالتفاف حول هدي الكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة توحيداً للكلمة والعمل، وقد صدر إعلانُها في ختام أعمال مؤتمرٍ جامعٍ بمكة المكرمة في شهر رمضان لعام 1445 للهجرة، برعايةٍ كريمةٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمشاركةٍ واسعةٍ من كِبار ِالمُفتين والعُلماء من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية من حولِ العالم”.
وبينما تترقَّبُ الشعوب الإسلامية ثمراتِ هذه الوثيقة التاريخية، رفع محمد بن عبد الكريم العيسى “خالصَ الشكر مع وافر التثمين لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على الرعاية الكريمة والدعم الكبير لمؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية”، وعلى ما تَبذله المملكةُ العربية السعودية عموماً من جهودٍ في توحيد كلمة الأمّة الإسلامية، وتعزيز تضامُنها، انطلاقاً من دَورها الإسلامي الرِّيادي، وشَرَف خدمتها للحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما”.
المصدر: هسبريس