شجرة الصنوبر أداة الاحتلال للقضاء على الحياة في فلسطين
كشف الكاتبان أديل ريبوت و نداف جفي، في مقال نشراه في صحيفة لوريان 21، أن الكيان الصهيوني قام على مدار مراحل و سنوات، بزرع غابات و القيام بحملات تشجير، للاستحواذ على أراضي الفلسطينيين و تملكها، و أن البدايات الأولى كانت بغرس نوع شجر يطلق عليها ” الكينا”، وهي شجرة باتت أيقونة لدجى بني صهيون، و تلقب بين الفلسطينيين بـ”شجرة اليهود” ، دون حساب شجرة الغرقد، التي جاءت في السنة النبوية.
الخطة حسب ما كشف عنه الكاتبان و الفيلم الوثائقي الذي أعدته الجزيرة 360 درجة ، بعنوان ” عمارة الاحتلال” ، أوضح في دليل مادي قاطع أن المحتل الصهيوني ، عمد إلى اقتلاع سكان المدن الفلسطينية المحورية بالخصوص، مثل “القدس والجليل”، وتهجيرهم بطريقة سلسة وهادئة وحيلة منهجية احتيالية، بغرس أنواع شجرية ، و بالأخص ” الصنوبر”، و هي الأنواع التي بينت الأبحاث العلمية وة، أنها تقضي على أي نبات بمحيطها و تمنعه من النمو السليم، كونها تحجب نور الشمس من جهة، وامتداد جذورها أفقيا لا يسمح بنمو أي نبات آخر، ناهيك عن تأثير حمضها على الأرض، وأن الحقيقة التي وقف عليها بعض المهتمين والباحثين، مثل الكاتب البريطاني جوناتان كوك ، أن عمليات كبرى حول حملات تشجير وزراعة غابات، لإخفاء تدمير ” المئات من القرى العربية في 1948″، القصد منها ” ابادة جماعية للذاكرة”، و أن المحتلين من بني صهيون “تعمدوا قطع أشجار الرمان و الزيتون و الخروب و الحمضيات”، كما اشتهر عنهم محاولاتهم و جرائمهم في تخريب و حرق وهدم و تدنيس المساجد ، وكتم صوت الآذان.
وكشفت نازحة يهودية من جنوب إفريقيا، أن غابات الصنوبر المزروعة، هي مشروع تغريبي واحتلال، لا مشروع إعمار، مثل ما حصل بمنطقة “الجليل”، أين تم زراعة غابة كبيرة أطلق عليها “غابة جنوب إفريقيا”، فوق أنقاض بالكامل لقرية “لوبيا” الفلسطينية، وأن المحتل كان يستعمل دعاية مضللة حول زراعة الغابات، على خلفية أن مناطق كثيرة بفلسطين كانت صحراء خالية من الحياة، وأنه بفضل تواجدهم حولوا تلك الصحاري إلى غابات حية.
يشار إلى أن الكيان الصهيوني أنشأ ” صندوقا أزرقا”، لجمع التبرعات من يهود العالم، للقيام بحملات تشجير، وغرس شجرة مع كل مولود في القدس، فضلا عن تشجيع السياح على ذلك، وتنظيم احتفاليات في المناسبات وأيام العطل، للقيام بحملات تطوعية في التشجير، وأن الارقام تقول بأن الكيان استطاع غرس 250 مليون شجرة، وقضى بفعل هذه الخطة على ما لا يقل عن 500 قرية فلسطينية، تحسبا إلى أدوات أخرى قام بها بني صهيون في احتلالهم للأرض المقدسة، ولا يزال يرتكب الفظائع وجرائم ضد كل ما هو حياة فلسطينية، على مرأى من الكل.