ساحة الرياض تحتاج لحراسة مستمرة
أصبحت ساحة محج حي الرياض بالرباط معلمة مهمة بالعاصمة. توجد هذه الساحة في قلب حي أصبح عنوانا لتوسع عاصمة المملكة و جمالية الأشكال المعمارية التي تؤثث هذا الفضاء الحضري . جلبت هذه الساحة كثيرا من المؤسسات الدولية و الوطنية في مجال الإقتصاد و المال. يطل عليها المقر الرئيسي لبنك المغرب و توجد بقربها مؤسسات السلطة القضائية للمملكة. و توجد في محيطها مؤسسات الجالية المغربية بالخارج وبنك الضمان ومؤسسات صندوق الإيداع و التدبير ووزارة السياحة والوكالة الوطنية لتقنين الإتصالات. ويضم المحج العديد من المقاهي والمطاعم و المتاجر. و قد زاد من رونق هذه الساحة ذلك التقليد الذي جعل منها ملتقى الجماهير التي تحتفل بانتصارات الفريق الوطني لكرة القدم. ولا زالت صور الإحتفال الجماهيري الكبير بالانتصارات على بلجيكا وأمريكا وإسبانيا والبرتغال خلال كأس العالم الأخيرة في دولة قطر، تسكن ذاكرة هذه الساحة .
و وجب التأكيد على أن قيم الجمال و مظاهره تحتاج إلى رعاية و تربية و حماية مستمرة. ما حدث خلال السنين الأخيرة لا يمكن تبريره و ارجاعه إلى رغبة أطفال و شباب في ممارسة ألعاب التزحلق أو ما يسمى ” بالسكييت”. و قد أدت فوضى القفز بوسائل هذه الرياضة إلى إلحاق أضرار كبيرة بأرضية الساحة و بمقاعدها في غياب تام للحراسة الواجبة للحفاظ على كل وسائل التمتع بالفضاء. تم تكسير الكراسي رغم صلابتها و سيطر بعض الشباب على الساحة والحقوا اضرارا بليغة بأرضيتها و بالمجسمات الفنية التي تطلب تنفيذها أموالا كثيرة.
و تم إتخاذ القرار بإعادة تأهيل الساحة . انطلقت الأشغال قبل شهور و أنتهت قبل أيام. فتحت الساحة أمام المواطنين وهي في أبهى الحلل. تم ربطها بمحج الرياض بعد قطع ممر للسيارات لا يتجاوز طوله عشرين مترا. و هكذا أصبحت الساحة و المحج فضاء ومتصل للفسحة و المشي في أمان في غياب السيارات و الدراجات النارية. تم غرس أشجار الزيتون و وضع مساحات رخامية جميلة بالإضافة إلى مجسمات فنية برونزية و تكثيف الإنارة . أصبحت هذه الساحة تضاهي ساحات عواصم أوروبية بكل المقاييس. ويظل الواجب الأوجب الحفاظ على جمالي الساحة التي صرفت عليها ملايين الدراهم. يتمثل هذا الواجب في حراستها بطريقة مستمرة من بعض السلوكات التي تسيء إلى الجمال. و هنا وجبت الإشارة أنه لم توضع أية إشارة لمنع ممارسة رياضة التزحلق أو ” السكيت ” الذي يشكل خطرا على أرضية الساحة و تجهيزاتها الكهربائية و مقاعدها واشجارها. حراسة على الجمال المعماري يتطلب كثيرا من الصرامة بالإضافة إلى التوعية و التربية على الجمال.
المصدر: العمق المغربي