خطاب افتتاح البرلمان يفتح مرحلة جديدة لحسم نزاع الصحراء المغربية
اعتبر الخبير القانوني صبري الحو، أن خطاب الملك محمد السادس خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان، عشية اليوم الجمعة، يؤسس لمرحلة جديدة في مسار حسم النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وقال المحامي والخبير في القانون الدولي قضايا الهجرة ونزاع الصحراء، إن خطاب الملك، اليوم الجمعة، يشكل خطابا استراتيجيا يرسخ ثقة الحسم لنزاع الصحراء، وبرسالة مبطنة لتقنين مغرب الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي.
وأوضح أن هذا الخطاب “يرسخ ثقافة الإيمان بحسم نزاع الصحراء المغربية، ويدعو إلى إجراء قطيعة إبستيمولوجية مع ماضي يطبعه الركون إلى الدفاع والاهتمام بالتدبير الوقتي والمرحلي لتجاوز عتبات أو السيطرة على أزمات عارضة ووقتية يطبعها الزيف والزور والتدليس بعيدا عن الحقيقة”.
الرئيس العام لأكاديمية التفكير الاستراتيجي، أشار إلى أن خطاب اليوم “يحمل خلفية مبطنة وفلسفة عميقة، ذلك أن تركيز الملك على الصحراء المغربية كملف واحد ووحيد داخل مؤسسة تشريعية، التي مهمتها التشريع ومراقبة عمل الحكومة، له دلالة عميقة ورسالة مستقبلية، فقط أولو الألباب والحكمة هم القادرين على استنباطها وكشفها”.
وأضاف: “الخطاب يحمل دعوة واضحة وصريحة من الملك للمؤسستين التشريعيتين للتفكير في وضع مقترحات وتصورات لمرحلة جديدة من تاريخ المغرب؛ مغرب الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي. والانتقال من مجرد مشاريع إلى أوراش قيد التنفيذ والتطبيق”.
وتابع الحو قوله: “حسم نزاع الصحراء لم يعد رهين إرادة آخرين، بغض النظر عن هويتهم ومصدرهم، بل هو ثقافة يجب أن تستوطن ذهن وعقول وفكر المغاربة، وهم قادرون على ترجمتها إلى سلوك وتصرفات على أرض الواقع بأنفسهم وبأيديهم”.
ويرى المتحدث أن الملك يركز على أهمية الوعي بعافية الذات والجسم المغربي، وقدرة المغاربة على كسب المرحلة الانتقالية المقبلة التي سمتها، وفقا الملك، التغيير على جميع الأصعدة والمستويات، وفي جزء كبير منها، تحتاج إلى تقنين يدخل في صميم عمل واختصاص السلطة التشريعية.
فالخطاب إذن هو خطاب بناء وتدعيم الثقة فيما تم تحقيقه، يضيف الخبير، “وفي استنهاض الإرادة والوعي المغربيين على عدم الوقوع ضحايا التشويش، وحثهم على رص الثقة وتعضيد ما تم مع الغير بالحوار الفكري والتواصل العلمي بواسطة المؤهلين من ذوي الكفاء والاختصاص”.
وختم تصريحه بالقول إن خطاب الملك يحمل دعوة أخرى إلى القطع مع المناكفات غير المنتجة التي قد تبطىء الانتقال في التغيير المطلوب، مع خطر تميعه، وقد تجعل التيه والنسيان يطال تسويق ما تم تحقيقه، وفق تعبيره.
المصدر: العمق المغربي