اخر الاخبار

في انتظار الحياة: حكايات من قلب الحصار

أمد/ في غزة، وتحديداً في شمالها، لا يمكن وصف الحياة كما نعرفها. بل هي سلسلة متواصلة من النجاة، حيث باتت السماء مصدر رعب دائم، والطائرات لا تغادرها أبداً، كأنها تراقب كل لحظة نعيشها. قذائفها تسقط في كل مكان وزمان، دون رحمة أو تمييز. أصبحنا نعتاد على أصوات الانفجارات كأنها جزء من حياتنا اليومية، لكن الخوف لا يختفي، بل يزيد مع كل لحظة تمر.

لا شيء هنا كما كان. حتى أبسط الأمور، كالماء والطعام، أصبح الوصول إليها معجزة. تخيلوا أن تسيروا في شوارع مدينتكم فلا تجدوا ما تطعمون به أطفالكم، ولا حتى خضروات بسيطة كانت تُزرع بأيدينا في أرضنا. الحقول التي كانت تنبض بالحياة أصبحت الآن ساحات فارغة، أُجبر المزارعون على تركها، بعد أن طالتها نيران الحرب.

الأطفال هنا يسألوننا عن المستقبل، ونحن نقف عاجزين، بلا أجوبة. ماذا نقول لهم؟ هل نعدهم بمستقبل لا نراه؟ أو نكذب ونقول لهم إن الأمان قريب؟ الحقيقة أننا نعيش في لحظة لا نعرف متى ستنتهي، أو كيف. فقدان الأحبة هنا أصبح واقعاً يومياً، الخوف من أن تكون أنت أو أحد أفراد عائلتك التالي أصبح جزءاً من روتين الحياة.

لكن رغم كل هذا الألم، رغم الحصار والخوف والدمار، نحن نتمسك بالحياة. نصارع من أجل كل لحظة، نبحث عن أمل حتى في أظلم الظروف. نريد أن نعيش، أن نرى يوماً جديداً بلا قذائف، بلا خوف. نريد أن نسمع العالم، أن نصرخ بأعلى صوتنا: نحن بشر. نحتاج إلى الأمان، نحتاج إلى الحياة. أنقذونا من هذا الجحيم، لا تتركوا إنسانيتنا تضيع بين الركام.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *