غارتان إسرائيليتان تدميان قلب بيروت اليوم 24
كان مساء الخميس هادئا في بيروت حين دوت انفجارات قوية اهتزت لها المباني. هذه المرة لم تستهدف الغارات الإسرائيلية معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية بل طالت قلب العاصمة اللبنانية… وأدمته.
إثر الغارتين المتزامنتين، تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في سماء العاصمة اللبنانية التي هرعت في طرقاتها سيارات الإسعاف لانتشال القتلى وإنقاذ الجرحى وهم بالعشرات.
واستهدفت الغارتان حيين سكنيين مكتظين في قلب بيروت وأسفرتا عن مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من مائة آخرين، بحسب حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
وهذه هي المرة الثالثة التي يطال فيها قصف إسرائيلي قلب بيروت، وليس ضاحيتها الجنوبية منذ بدأ التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في 23 سبتمبر.
كما أن هذه الحصيلة هي الأعلى التي تسجل في ضربة إسرائيلية على العاصمة اللبنانية منذ بدأت الحرب الحالية.
وفي حي البسطا الشعبي الذي تقطنه غالبية مختلطة من السكان السنة والشيعة، انهار من جراء الغارة مبنيان مكونان من بضع طبقات.
على بعد نحو كيلومتر واحد من هذين المبنيين كانت امرأة لبنانية لا تزال تحاول التقاط أنفاسها.
وقالت هذه الأم التي فضلت عدم الكشف عن هويتها « في العادة أنا لا أخاف، لكن هذه المرة أحسست وكأن زلزالا ضرب المنطقة »، مبدية رغبتها بمغادرة منزلها إلى منطقة أكثر أمنا.
على الأرض، وجه عاملو الإنقاذ أضواء كشافاتهم الكبيرة إلى الركام في محاولة منهم لتوفير رؤية أفضل في الظلام.
وعمل عشرات الرجال، بعضهم يرتدي سترات صفراء، على رفع الأنقاض بالمجارف، فيما غرقت أقدام بعضهم في الوحل الذي تكون على ما يبدو من انفجار أنبوب مياه.
وبصوت عال صرخ أحدهم « انتبهوا هناك حفرة »، بينما كان عدد من الجرحى ممددين على جانب الطريق، فيما جمع سكان ملابسهم في حقائب استعدادا لمغادرة المنطقة.
وخلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت إسرائيل بصورة شبه يومية الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الأساسي لحزب الله. لكن استهدافات العاصمة ظلت نادرة.
وفي حي النويري غير البعيد كثيرا عن حي البسطا والذي استهدفته الغارة الثانية مساء الخميس، تعرضت بناية جديدة من ثمانية طوابق لأضرار كبيرة.
وقال أيمن الذي يعيش على مقربة من موقع الغارة وطلب عدم ذكر اسمه الكامل « سمعت ثلاثة انفجارات ».
وأضاف « نوافذ المطبخ تحطمت… وابني بدأ يبكي ».
وعملت فرق الإطفاء على إخماد حريق نجم عن الغارة التي استهدفت وفقا للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية « مبنى سكنيا ».
وأخلت فرق الإطفاء السكان من الطوابق العليا للمبنى بواسطة سلم آلي.
وروى حسن جبر الذي يقيم في مبنى مجاور كيف أصيب بجروح في يده وقدمه من جراء الغارة.
وقال « نزلت من البيت لرمي القمامة، فتحت باب المصعد وفجأة حدثت الضربة » التي أسقطته أرضه. وأضاف « كانت صدمة كبيرة ».
وفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشددا في المكان.
وأعلن حزب الله أنه سيلغي مؤتمرا صحافيا كان مقررا الجمعة « في ضوء التطورات الحالية ».
وبعد عام من المناوشات المسلحة عبر الحدود، تحولت هذه المواجهة إلى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 سبتمبر حين كثفت الدولة العبرية غاراتها الجوية على حزب الله وبدأت بعد أسبوع من ذلك عمليات برية في جنوب لبنان.
ومذاك، قتلت الغارات الإسرائيلية اليومية أكثر من 1,200 شخص وأدت لنزوح أكثر من 1,2 مليون آخرين، حسب الأرقام الرسمية.
ووجهت إسرائيل سلسلة ضربات إلى معاقل الحزب وبنيته العسكرية والقيادية، أبرزها اغتيال أمينه العام حسن نصرالله في ضربة جوية ضخمة في الضاحية الجنوبية في 27 سبتمبر.
وخلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت غارات إسرائيلية بيروت مرتين فقط.
وكانت أولى تلك الضربات في 30 سبتمبر حين استهدفت إسرائيل عناصر في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة الكولا قرب الطريق الذي يربط العاصمة بمطارها الدولي. وأدت الضربة إلى مقتل أربعة أشخاص من بينهم ثلاثة من أعضاء الجبهة.
أما الضربة الثانية فاستهدفت في الثاني من أكتوبر مقرا في حي الباشورة للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله، وأسفرت عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.
عن (فرانس برس)
المصدر: اليوم 24