اخبار السودان

كيف عمقت الحرب السودانية أزمة الخدمات الصحية في مستشفى الطوارئ و الإصابات بمدينة الأبيض ؟

 

فرضت الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع واقعاً مأساوياً على مدينة الأبيض الواقعة في ولاية شمال كردفان غربي السودان و التي لا تزال تعاني من اشتباكات متكررة وتبعات اقتصادية وأمنية وخيمة نتيجة الحرب.

التغيير _ الأبيض

وأكدت إدارة مستشفى الطوارئ والإصابات بالمدينة  تدهور الأوضاع الصحية نتيجة الضغط المتزايد والتردد المستمر للمرضى والمصابين من داخل وخارج المدينة.

وقالت الإدارة في تعميم حصلت ” التغيير ” على نسخة منه إن المستشفى يواجه صعوبات بالغة في التعامل مع الأوضاع بسبب نقص المعدات الطبية وعدم إجراء الصيانات الدورية اللازمة.

ومنذ اندلاع الحرب تعيش المدينة تحت ظروف إنسانية وصحية قاسية تفاقمت بفعل الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع لأكثر من أربعة أشهر ما أدى إلى تضييق الخناق الاقتصادي والصحي على المدنيين.

كما أوضح التعميم أن المستشفى يواجه نقصا في المعدات الأساسية مثل السماعات الطبية موازين الضغط أجهزة قياس السكر والأوكسجين والمراتب الطبية، بالإضافة إلى جهاز “نيبولايزر” الضروري لعلاج الحالات التنفسية.

وتستمر المدينة في معاناتها جراء الانقطاعات المستمرة لخدمات الاتصالات و الإنترنت إلى جانب الاشتباكات والقصف العشوائي الذي يهدد حياة السكان بصورة يومية.

كما تعاني المستشفى من تدهور بيئة العمل حيث أشار التعميم إلى نقص الإضاءة، مياه الشرب، غاز التكييف للعملية الصغرى، وأغطية الحماية الضرورية للواكتش وغيرها من المعدات.

وفي محاولة للتخفيف من هذه الأوضاع، أطلقت مجموعة من شباب وشابات المنطقة مبادرة “إسناد مستشفى الأبيض” حيث عملت في الفترات الاولى من الصراع بهدف تحسين الأوضاع الصحية في ظل الأزمات والكوارث إلا أن هذه المبادرة توقفت مؤخراً

و منذ اندلاع الحرب كان قد توقف العمل في جميع معامل مستشفى الأبيض التعليمي لعدة مرات بسبب انعدام المحاليل الطبية وتكرار تأخر صرف مستحقات الكوادر الطبية منذ بداية الحرب.

وتشهد شمال كردفان تدهورا كبيرا في الأوضاع الأمنية رغم سيطرة الجيش على عاصمتها مدينة الأبيض إذ لا تزال هناك أنشطة إجرامية في مدن و قرى الولاية إلى جانب طرق ومحاور سفرية رئيسية تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ويأتي تدهور الوضع الصحي بالمنطقة في إطار التصعيد المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تحاصر مدينة الأبيض منذ أشهر.

ومنذ اندلاع الحرب في بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، تزايدت حوادث النهب المسلح بمعدل متسارع في مناطق الاقتتال الرئيسية لاسيما مدن ولاية شمال كردفان.

وشهدت حاضرة ولاية شمال كردفان الأبيض مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل بين الطرفين.

وتحاول قوات الدعم السريع دخول المدينة والسيطرة عليها، فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية داخل المدينة.

وتتمتع مدينة الأبيض بموقع استراتيجي غربي البلاد وتضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواق أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *