اخبار المغرب

متى نعيش

حقيقة إذا ما تمعنا في حياتنا اليومية نجدها وللأسف قد أصبحت مليئة بالكثير من الصعاب والعوائق، حيث تأتي في بعض الأحيان عكس ما نتمناه ونطمح لتحقيقه، على الرغم من كل الخطط والدراسات المعمقة التي نقوم بها مسبقا. ومن بين الأمثال القديمة الشهيرة التي تتماشى مع هذه الحقيقة مقولة ” تجري الرياح بما لا تشتهي السفن”، وهي واحدة من أبيات الشعر الخاصة بأبي الطيب المتنبي أشهر شعراء العصر العباسي، والتي يقول فيها “مَا كُلُّ مَا يَتَمَنَّى الْمَرْءُ يُدْركُهُ  تَجْري الرّيَاحٌ بمَا لَا تَشْتَهي السَّفَنُ”.

حيث يشير معنى البيت إلى أن ظروف الحياة متغيرة ولا تسير دائمًا كما يريد ويطمح إليه الشخص منا نتيجة لظروف خارجة عن ارادتنا، أو ربما بسبب اشخاص لم نكن نعيرهم أي حساب، وما اكثرهم كفراس الحمداني مع ابي الطيب المتنبي، لأن السفينة وعلى الرغم من ذكاء وخبرة قبطانها وطاقمه يمكنها في بعض الأحيان ودون سابق انذار ان تصطدم برياح عاتية وقوية وخارج الحسبان فتعوق مسيرتها وفي بعض الأحيان تحطمها.

حقيقة أن كثيرا منا عندما يحلم بشيء يتمنى حدوثه وتحقيقه، وعندما ينتظر أمرا ما، عليه ألا ينتظره بلهفة وشوق كبير، وأن يكون مستعدا لقبول أي شيء عكس ما يتمناه، وذلك حتى لا يشعر بالحزن الشديد والصدمة وخيبة الأمل نتيجة فقدان حلمه الذي بنى عليه أشياء وأشياء، لأنه يمكن أن يتعرض لطوارئ لم تكن في الحسبان والمخيلة. و في نفس الوقت أن لا يكون متشائما كهذا الرد على البيت الشعري ” قُل للرياح تأتي كيفما شاءت فما عادت سُفننا تشتهي شيئا ” وأن يتمسك بنوع من الأمل والتفاؤل كهذا الرد على البيت الشعري” تجري الرياح بما شاء الاله لها الله نحن وموج البحر والسفن” .

خلاصة يجب أن تكون نظرة الشخص منا للحياة حلوة وغير تعيسة على الرغم من اقدارها وصعابها وشرورها الخفية والمتربصة لهذه اللحظات للإسقاط الشخص وتحطيمه. وأختم مقالي وأقول أن الحياة عبارة عن قلبا لا تدوم على حال، وأن النفس طماعة فيجب ان نعودها على القناعة والصبر حتى يمكن أن نعيش معها بسلام، لأن الدنيا غرارة وخداعة اذا حلت أوحلت، وإذا كست أوكست، وإذا جلت أوجلت، وإذا أينعت نعت وكم من قبور تبنى وما تبنى وكم من مريض عدنا وما عدنا وكم من شخص رفعت له علامات فلما علا مات، وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ، وحسب كعب بن زهير ” كل ابن انثى وإن طالت سلامته …. يوما على آلة حدباء محمول”.

 

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *