الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية بمخيمات تندوف
أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في تقريره حول الوضع على الأرض وواقع العملية السياسية في الصحراء، الذي توصلت هسبريس بنسخته شبه النهائية، أن “عدم وجود وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو يظل انتكاسة كبرى في السعي إلى التوصل إلى حل سياسي لهذا النزاع طويل الأمد الذي يهدد استقرار المنطقة بشكل أكبر”.
وأشار الأمين العام الأممي، في تقريره، إلى دعوة زعيم الانفصاليين في تندوف إلى “التصعيد وتعزيز الكفاح المسلح”، معربا في الوقت ذاته عن أسفه لعدم حدوث أي “تحسن ملموس في العلاقات بين المغرب والجزائر اللذين أشجعهما على إعادة الحوار وإصلاح علاقاتها وتجديد الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الإقليمي بهدف تهيئة بيئة مواتية للسلام والأمن”.
في سياق آخر، وعلاقة بالأوضاع التي يعيشها سكان مخيمات تندوف، أعرب غوتيريش، في تقريره، عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في المخيمات التي أكد أنها “تعيش على وقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والظروف البيئية القاسية ومحدودية الفرص الاقتصادية”، داعيا في الوقت ذاته إلى “تعزيز الجهود وتقديم دعم إضافي لتلبية احتياجات اللاجئين في هذه الأزمة التي طال أمدها”.
وحول أبرز التطورات الرئيسية التي شهدتها قضية الصحراء المغربية خلال المدة المشمولة بالتقرير، لفت هذا الأخير إلى تغيير باريس لموقفها من هذا النزاع المفتعل إثر تأييدها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الأساس الوحيد لحل هذا النزاع، مشيرا في هذا الصدد إلى رد الفعل الجزائري على هذا الموقف الفرنسي المتمثل في سحب الجزائر لسفيرها من باريس.
كما أشار تقرير غوتيريش إلى افتتاح تشاد قنصلية عامة لها في مدينة الداخلة، ومواصلة المملكة المغربية تطوير البنيات الأساسية ومشاريع الطاقة والأنشطة التجارية في الأقاليم الجنوبية.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة جبهة “البوليساريو” بإزالة جميع القيود المتبقية على حرية تنقل بعثة “المينورسو” في المنطقة؛ بما في ذلك القيام برحلات جوية استطلاعية، واستئناف الاتصالات المنتظمة والشخصية مع القيادة العسكرية والمدنية للبعثة في “الرابوني”. وفي هذا السياق، أكد أن الجبهة لم تمنح الإذن للبعثة الأممية إلى الصحراء بزيارة مواقع أبلغت الجبهة ذاتها عن وقوع ضربات عسكرية مغربية فيها.
ودعا المسؤول الأممي ذاته جميع الأطراف المتدخلة في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية إلى الانخراط بحسن نية في مسار التسوية السياسية، وأن تُوسع نطاق مواقفها بهدف التوصل إلى حل سياسي ودائم ومقبول.
وشدد أنطونيو غوتيريش على ضرورة إيلاء الاعتبار الواجب للسوابق التي وضعها المبعوثون الشخصيون السابقون، خاصة فيما يتعلق بعقد مشاورات بناءة بين كل من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا في إطار آلية الموائد المستديرة التي اعتبرها القرار رقم 2703 إطارا إضافيا يمكن البناء عليه لتسوية هذا النزاع.
المصدر: هسبريس