إسرائيل والرد الإيراني ..والحرب الشاملة
أمد/ ما حدث امس من رد إيران بإرسال الصواريخ الباليستية والتي كان معظمها تحمل رؤؤس متفجرة صغيره بحيث تصيب ولا تدمر فما هو إلا رد إيراني لا يرقي الي الرد القوي ولا الي المسرحيه وانما هو رد بمثابة إيصال رسالة الي إسرائيل بأنها قادره علي إحداث خسائر قويه وفي قلب تل أبيب لكنها لا تريد ذلك حتي لا تصل الأمور الي حرب شامله وهذا ما لا تريده إيران في الوقت الحالي لأسباب عده ،وعلي الرغم من أنها تبدو أنها مسرحية امريكيه ايرانيه بامتياز حيث سمحت أمريكا لإيران أن ترد لكن في حدود وبدون أضرار جسيمه وفي نفس الوقت أبلغت إسرائيل بتوقيت الضربه والقواعد العسكريه التي سوف تضربها إيران حتي تستطيع إسرائيل تفريغها قبل الضربه ، والا كيف ستوجه ضربة لخصمك وفي نفس الوقت تبلغه بميعاد الضربه والقواعد التي ستقوم بضربها حتي يستعد فقد أبلغت إيران الإدارة الأمريكية قبلها بساعات من الضربة والتي بدورها أبلغت إسرائيل حتي تستعد جيدا فكيف لأمريكا أن تعلم بميعاد الضربه قبلها وتصرح بذلك غير أن هناك تنسيق مسبق بين امريكا وايران .
ولكن يبقي السؤال ما الهدف من هذا الرد الضعيف ..؟؟هناك عدة أهداف
أولا ..لجم إسرائيل التي تمادت في المنطقة وأصبحت كالحصان الجامح وخرجت عن الخط الأمريكي المرسوم لها ،فأمريكا سمحت لها بتدمير غزه فقط ولا تريد حرب شامله في المنطقه علي الأقل في الوقت الحالي ، لكن إسرائيل تمادت و هاجمت لبنان وسوريا واليمن مما ينذر بحرب شاملة وقد تكون إسرائيل قاصدة ذلك مما جعل ايران في وضع محرج جدا خاصة بعد إغتيال هنية في قلب طهران وإغتيال نصر اللة زعيم أكبر حزب تابع لها في المنطقة والتهديد باجتياح جنوب لبنان وتدمير حزب اللة وتهديد إيران نفسها ، فكان لابد لإيران أن ترد وإلا فقدت مصداقيتها وهيبتها في المنطقة وبين حلفائها ووكلائها وحتي لا تظهر ضعيفة أمام وكلائها في المنطقة ،ولكن كان يجب أن تأخذ الأذن من أمريكا أولا .
وهذا ما كانت تريده إسرائيل إيجاد زريعة لدخول إيران الحرب مع إسرائيل وبالتبعيه لو حدث ذلك ستدخل أمريكا الحرب مرغمة لأنها ملتزمة بحماية إسرائيل وقد نجحت إسرائيل في ذلك حتي الأن ،وربما دخلت إيران في خانة القراءة الخاطئة وحسب اعتقادي أنه فات الاوان وفرصتها في ضبط النفس وعدم الإنجرار لحرب إقليميه قد انتهى، والنتيجة ما بين الاغتيالات وتدمير إيران ومفاعلها النووي فإيران استعملت أذرع لها في الشرق الأوسط لتحارب عنها وسقطت اذرعها وستسقط إيران بالنهاية ، فهدف اسرائيل الاول والأكبر هو إيران وضرب مفاعلها النووي وتفعيل المعارضة الداخلية وتفتيتها كما سوريا والعراق ،ولكن حتى تحقق اسرائيل هدفها كان يجب أولا تجريد إيران من جميع اذرعها وخلاياها في الشرق الأوسط ومن ثم الاستفراد بها لوحدها بدون دعائم قتالية .
ثانيا ..ما هي الأضرار الفعليه للضربه الايرانيه ؟؟ حتي الان لا شئ سوي شو اعلامي وصواريخ في الهواء لكن علي ارض الواقع لاشئ لا قتلي لا اضرار ماديه باستثناء بعض الأضرار القليله في بعض القواعد التي ضربتها إيران والتي أعلن عنها بعض المسئولين الإسرائيليين وذلك نتيجة أن الرؤوس المتفجرة التي كانت تحملها تلك الصواريخ كانت ضعيفه، ولأن المستهدف كانت قواعد عسكرية فقط وبما أن امريكا أبلغت إسرائيل بميعاد الضربة فقد تم إخلاء معظم القواعد العسكرية .
لكن يبقي السؤال المهم ما هي مكاسب إسرائيل من هذا الرد وهل سترد اسرائيل ..؟
اولا..مكاسب سياسية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني بالمنظمة الإرهابية وبالتالي حشد تأييد دولي ورائها وهذه ستكون البداية لتقليم أظافر إيران في المنطقه وضمان عدم دعمها لأي حركات مقاومه، سواء في فلسطين أو لبنان أو اليمن وقد تكون بداية الانكماش الإيراني في المنطقه وافساح المجال لشرق أوسط جديد بقيادة اسرائيل بدون محور الممانعه الذي يدعمه الحرس الثوري الإيراني.
ثانيا.. فرض عقوبات اقتصاديه على إيران وبداية عزلها دوليا وتحجيمها وانكماشها أقليميا ،بالضغط على إيران تدريجيا وتجفيف منابع التمويل الايراني ومنعها من تمويل اي حزب أو حركة في الشرق الأوسط وعلى رأسهم حزب الله والحوثيين ،وبالتأكيد منع دعم حركة حماس كبداية لمغادرتها الشرق الأوسط قريبا وانكماش إيران في محيطها المحلي دون أن يكون لها أي دور إقليمي مستقبلا
أما السؤال الثاني هل سترد إسرائيل على إيران ؟
نعم سترد في التوقيت الذي تراه إسرائيل مناسبا فالعقل الإسرائيلي انتقامي ولا يترك أي فرصه للرد وردها سيكون نوعي، وهذا الرد قد يكون ضرب إيران في عمقها عن طريق ضرب المفاعلات النووية أسوة بما حدث في العراق أو ضرب أمنها الداخلي بدعم المعارضه داخل أيران للقيام بزعزعة الاستقرار ،وحدوث فتن ومظاهرات ضد نظام الملالي الحاكم واتباع سياسة الاغتيالات داخل إيران وخارجها أوضرب أذرعها في المنطقه في لبنان وسوريا واليمن والعراق ، واسرائيل لديها تحالفات جاهزه وقادرة علي القيام بهذه المهمه بديلا عنها أو مساعدتها في القيام بهذا الدور وهذه التحالفات مكونة من امريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وحلفائها في الشرق الأوسط وجميعهم سيشكلون حلفا قويا لتدمير إيران
و ستضخم اسرائيل من الحدث على الرغم من قلة مفعوليته لتتخذه زريعة لتحقيق الهدف الأكبر في إنهاء النظام الإيراني ، أما توقيت الضربه فسيكون حسب قرار دول التحالف وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ، بعد ذلك ستنفرد اسرائيل وامريكا وبعض الدول الأوروبية بإيران وهي حافية القدمين، ويحاول النظام الإيراني الان استجداء حليفته امريكا لإنقاذه ولكن اسرائيل لن تتنازل بسهولة وكانت تنتظر فعلا واحدا حقيقي من إيران لتنقض عليها وتركها سنوات تعاني الحرب الأهلية والدمار .
.
وسيذوق الإيرانيون ما أذاقوه للفلسطينيين في غزه واللبنانيون ولكن وبعد ضرب المفاعل النووي الإيراني وتدمير المرافق الحيوية في إيران وسيعيش الإيرانيون دمار كبيراوسيشارك في ضرب إيران امريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا لكن لا اعتقد انها في الوقت الحالي فتحتاج اسرائيل وقتا لإنهاء موضوع لبنان وسوريا واليمن والعراق وحماس والسلطة الفلسطينية ،بعدها ستكون خطة ضرب إيران جاهزة وسيتم تفعيل المعارضة الإيرانية وخلق حالة فوضى باغتيالات لبعض قادة النظام الإيراني ،فلا مكان لإيران ولا للإسلام السياسي في الشرق الأوسط الجديد .