“ابتذال وزبونية”.. تكريمات الفنانين بالمهرجانات المغربية تشعل غضب نقاد سينمائيين
عبر عدد من النقاد السينمائيين في الأيام الأخيرة عن استيائهم من الطريقة التي يتم من خلالها اختيار الفنانين المكرمين في المهرجانات المغربية منذ سنوات، مشيرين إلى أن الأسماء المختارة سواء المغربية أو العربية هي نفسها التي تتكرر.
وفي هذا الصدد، قال الناقد السينمائي فؤاد زويريق، إن فقرة التكريمات في الكثير من المهرجانات السينمائية المغربية داخل وخارج الوطن أصبحت “مبتذلة بلا وزن ولا قيمة، وهذا الأمر معروف منذ زمان، لكن الجديد أن بعضها خلقت لنفسها عُرفا فأصبحت تُصدر وتستورد المكرمين، فمن تكرمه في هذه الدورة قد تصدره ليكرم في مهرجان آخر تجمعها به علاقة شخصية، وكما صدرت مكرما ليكرم تستورد مكرما آخر كُرِّم في مهرجان آخر ليكرّم عندها”.
وأضاف زويريق، أن وراء كل هذه التكريمات المتبادلة مصالح معينة، حولت المهرجانات السينمائية إلى سوق مفتوحة، وتكريمات هجينة وشللية، لاتضيف شيئا للمكرم ولا للمهرجان ولا للسينما، فتكريم شخصية ما في مهرجان يحترم نفسه يعتمد على معايير وشروط معقدة وليس بالاتفاق، على حد تعبيره.
وتابع زويريق في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن اختيار الأسماء المكرمة يجب أن يتم من خلال الرجوع إلى تاريخها الفني والسينمائي ومدى تأثيرها وفعاليتها في هذا المجال، وتُقام لمثل هذه الاختيارات لجان من مختصين يختارون المكرّم حسب معايير معينة، وليس بناء على ميولات وأهواء وعلاقات رئيس المهرجان، لأن التكريم هو بمثابة شكر وعرفان وتقدير لهذه المسيرة والتاريخ.
وتساءل ذات المتحدث ذاته، عن كيف يتم تكريم ممثلة ليس لديها أي مسار في الفن السابع ويتم اختيارها بناءا على جمالها أو علاقاتها، من أجل تحقيق مصلحة معينة، وفق تعبيره.
من جهته، قال الناقد السينمائي مصطفى العلواني، إن الهدف من التكريمات في المجال الفني هو تكريس قيمة الاعتراف بمجهود المبدعين من جهة، وتحفيز الأجيال الجديدة من خلال عرض مسار فنانين قدوة ومثال للنجاح من جهة أخرى.واعتبر العلواني في تدوينة على “فيسبوك”، أن تدخل المحسوبية والزبونية في هذه التكريمات يحولها للاتجار في الفن وتمييعه.
وعبر ذات العلواني، عن استغرابه من تكريم ممثلة مغربية مسرحية في مهرجان سينمائي كبير في المغرب قبل حوالي عام، ليتم اختيارها بعد ذلك من أجل التكريم في مهرجان آخر في مصر.
المصدر: العمق المغربي