اخبار السودان

بذريعة التعاون مع “الدعم السريع”.. مليشيات متشددة تفتك بالمدنيين

تواصل مليشيات متشددة تقاتل مع الجيش السوداني، الفتك بالمدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، حيث تقوم بعمليات القتل والتمثيل بالجثث، وذلك تحت ذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع.

وعلى رأس هذه المليشيات الجهادية المتشددة ما يعرف بـ”كتيبة البراء بن مالك” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والتي تقاتل مع الجيش السوداني، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/ نيسان العام الماضي.

وتضم هذه المليشيا مقاتلين من مختلف الأجهزة العسكرية لـ”الإخوان” خصوصًا جهاز الأمن السري التابع للحركة الإسلامية الحاكمة على عهد الرئيس السابق عمر البشير، والذي كان وقتها يعرف بـ”الأمن الشعبي” صاحب السجل الدموي، وفق حقوقيين.

واتُّهمت مليشيا “البراء بن مالك” بارتكاب انتهاكات واسعة ضد المدنيين، شملت جز رؤوس ثلاثة شباب في مدينة الأبيض شمال كردفان، في فبراير/شباط الماضي بتهمة الانتماء لقوات الدعم السريع، قبل أن يتضح لاحقًا أنهم أبرياء كانوا في طريقهم إلى ذويهم وسط السودان، حيث أعلن الجيش وقتها تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة لكن لم تظهر نتائجها حتى الآن.

كما اتُّهمت هذه المليشيا في مايو/أيار الماضي، بقتل أحد الموطنين وبقر بطنه والتمثيل بجثته من خلال إخراج أحشائه والتلويح بها في مشهد صادم، أردوا من خلاله القول بأن ذلك سيكون مصير كل المتعاونين مع قوات الدعم السريع.

وفي آخر انتهاكات هذه المليشيا المتشددة ما ارتكبته في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، حيث أعدمت عشرات المدنيين بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع وذلك عقب سيطرة الجيش على المنطقة.

وأكد ناشطون في السودان أن التصفيات طالت نحو 120 مدنيًا من سكان منطقة الحلفايا، جرى إعدامهم بالرصاص بصورة جماعية، فيما اعتبرت مجموعات حقوقية الحادثة بأنها جريمة ضد الإنسانية.

وقالت مصادر لـ”إرم نيوز” إن “مسلحين أغلبهم من كتائب مليشيا البراء بن مالك الإسلامية، التي تقاتل مع الجيش السوداني، ألقت القبض على عشرات المدنيين من منازلهم في منطقة الحلفايا واقتادتهم إلى ساحة عامة، ومن ثم أطلقت الرصاص عليهم وأعدمـتهم في وضح النهار”.

وكان الجيش السوداني والمليشيات المتشددة، التي تقاتل في صفة سيطروا على منطقة الحلفايا شمال الخرطوم بحري، بعد معارك مع قوات الدعم السريع التي انسحبت جنوبًا إلى منطقة شمبات.

أحد عناصر كتائب البراء الذين اعدموا المدنيين في الحلفايا

جريمة حرب

وكشفت مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية، في بيان، الثلاثاء، عما قالت إنها معلومات مؤكدة تفيد بإعدام مدنيين بواسطة قوات لواء البراء بن مالك وأفراد من الجيش السوداني في منطقة الحلفايا ببحري يوم الأحد 29 سبتمبر/أيلول المنصرم.

وأكدت المجموعة في بيان تلقى “إرم نيوز” نسخة منه، أن الانتهاكات شملت عمليات اعتقال تعسفية، وجرائم قتل خارج نطاق القضاء، تستند إلى أسس عرقية ومناطقية وبعضها كان استجابة لدعوات التحريض والكراهية.

وقالت إن الحالات جميعها كانت بذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع التي سيطرت على الحي منذ نشوب الحرب في 15 أبريل/نيسان العام الماضي.

وأضاف البيان أن “هذه الأفعال تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وفقاً للمعايير الدولية المعترف بها وبموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949، كما تشكل خرقاً واضحاً للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية”.

وطالب البيان بوقف عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات التعسفية وتهديد حياة المدنيين، مؤكدًا على ضرورة التحرك السريع والفوري لوقف الجرائم وضمان حماية المدنيين في كافة المناطق المتأثرة بالنزاع.

وقال إن استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة يعزز مناخ الإفلات من العقاب ويزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية.

أحد الذين ظهروا في فيديو اعدام المدنيين في الحلفايا

الحرس الثوري

ويرى المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، أن مليشيا البراء بن مالك، هي جزء من الحرس الثوري الإيراني وتتبع مباشرة لفيلق القدس، مشيرًا إلى أن مقاتليها ظهروا وهم يرتدون عصابات صفراء تدل على التضامن مع حزب الله في مقتل زعيمه حسن نصر الله.

وقال طبيق في تدوينة على منصة “إكس” إن “التصفيات الجسدية للمدنيين التي نفذتها كتائب البراء الإرهابية، بمنطقة الحلفايا والكدرو شمال بحري، رسالة لكل القوة المدنية بأن هذا هو مصير كل من يقول لا للحرب أو يقدم خدمات للمواطنين”.

وأضاف أن “هذه هي نوايا الإرهابيين وحربهم ضد الشعب وقطع الطريق أمام التحول المدني الديمقراطي في السودان”.

وقال طبيق إن “تنامي الدعم الإيراني للجيش السوداني والجماعات الإرهابية مع وُجود ضباط وخبراء من الحرس الثوري الإيراني في بورتسودان، يمثل مؤشرا خطيرا لإطالة أمد الحرب في السودان، ويعتبر قاعدة متقدمة للحرس الثوري الإيراني والحوثيين يهدد أمن البحر الأحمر والأمن الإقليمي والدولي”,

وأضاف أن “كتائب البراء الإرهابية تعتبر نموذجًا لحزب الله والحوثي بعد تلقيها للسلاح والمسيرات وأجهزة الاتصال الحديثة من الحرس الثوري الإيراني، وتدريب قياداتها بطهران والإشراف المباشر عليها من قائد فيلق القدس”.

جريمة بشعة

وردًا على جريمة إعدام المدنيين في منطقة الحلفايا شمال الخرطوم بحري، توالت الإدانات من القوى السياسية والحقوقية للحادثة التي وصُفت بـ”الجريمة البشعة”.

وقال حزب الأمة القومي، إن مجموعة ترتدي الزي العسكري للقوات المسلحة، مارست إعدامات ميدانية لعشرات المواطنين بمنطقة الحلفايا ببحري، بحجة التعاون مع الدعم السريع، بطريقة وحشية تخالف الأخلاق والدين والقانون الإنساني الدولي.

وأضاف حزب الأمة القومي، في بيان، أنه “يدين بشدة هذه الجريمة البشعة، والفعل الإجرامي، ويذكر الجيش السوداني بتعهداته المعلنة باحترام القانون الإنساني الدولي والالتزام بتطبيق القانون والعدالة”.

وأكد أن ما حدث يشكل وصمة عار سوداء يتحمل مسؤوليتها الجيش السوداني المعني بحماية المدنيين وفق الأعراف والقوانين، وأن مثل هذه الجرائم بحق المواطنين، والتي ترتكبها مجموعات إرهابية من عناصر النظام البائد، تضع القوات المسلحة أمام مخالفة القوانين والمواثيق الدولية.

وطالب الحزب قيادة الجيش السوداني بحسم مثل هذه الجرائم المروعة والتحقيق العاجل والشفاف فيها وتقديم مرتكبيها للعدالة والالتزام بحماية المدنيين.

وتلاحق جماعة الإخوان (الحاكمة في عهد الرئيس السابق عمر البشير)، اتهامات بإشعال الحرب الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بهدف العودة إلى السلطة التي فقدتها في 19 أبريل 2019، بعد ثورة شعبية انحاز لها العسكريون وقوتها.

ومنذ تفجر الصراع العسكري في الـ15 أبريل/نيسان 2023، سارع أنصار الرئيس السابق عمر البشير بقيادة على كرتي، إلى تأييد الجيش وأعلنوا انخراطهم في القتال إلى جانبه عبر مليشياتهم المتعددة، إذ يتهم أنها تتحكم حاليًا في قرار الحرب.

إرم نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *