هل انفاق غزة هي المكان الاكثر امنا
أمد/ ربما هي الحقيقة وربما هي “سخرية القدر”، كما يقال،
وربما هي سرّ مستتر من الاسرار أن انفاق غزة المغروسة داخل عُمقِ رمال القطاع، بدت انها الاكثر تحصينا والاكثرأمنا وسرّية والبعد عن اعين طائرات ال اف35 وقنابلها “الطونية”الثقيلة وصواريخها الخارقة المُدمّرة،
حسب تصريحات وتحليلات وتعليقات كبار العسكريين الاسرائيليين، العاملين والمتقاعدين في الاحتياط، كان هناك شبه اجماع ان الجيش الاسرائيلي، بالرغم من اكتساحه لقطاع غزة لمدة تقترب من العام، وتدميره المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والعمارات والبيوت والابراج، وقتل وجرح الآلاف من المدنيين العزل،، وحرق الاخضر واليابس في غزة، إلا انه لم يستطع من “فكفكة طلاسم واحجيات” القطاع الرملي، وبقيت الانفاق إلى حدٍ كبير “شغّالة”، وبعيدة عن التدمير وعن سبر اغوارها بما فيها،
اسرائيل تُلاحق “دبّة النملة” في كل مكان في غزة وفي لبنان وفي اليمن ومصر وفي الاردن وفي ايران وفي سوريا والعراق وجنوب الاتحاد السوفييتي سابقا وحتى بلاد السند والهند والبحار والمحيطات، بالتعاون والاشتراك مع قوّة وقوّات القوّة العظمى، الولايات المتحدة الامريكية، الشريكة اللصيقة في الاعتداءات والعدوان وسياسة القتل والتدمير،
ومنذ ان بدأت الحملة العسكرية المباشرة والثقيلة على لبنان ومقاومته، “كرّت السبحة” بصورة متسارعة أو بالاحرى “فرطت المسبحة” بصورة غير متوقّعة، وحتى دراماتيكية، بداية بواقعة البيجرات المُريبة ومرورا باغتيالات كبار العسكريين والامنيين في المقاومة اللبنانية، وتتويجا باغتيال امينها العام بقنابل تزن الواحدة منها طنّا، ودمارا كبيرا والعديد من الشهداء المدنيين، ومن خلال اختراق امني واضح لا لُبس فيه على ما يبدو،
لم تعد ارض لبنان الواسعة الفسيحة المفتوحة، بما رحبت وبتضاريسها الجبلية ومخابئها السرّية، لم تعد توفّر مخبأ آمنا للقيادات المتمرسة عسكريا وسياسيا،
كانت الخسائر كبيرة والفاجعة والوجوم والدهشة أكبر!!!،
أين الخرق، اين الخلل، من اين تسرّبت الاصابع الصهيونية إلى “قصعة المقاومة المنيعة المليئة بعوامل القوة والجهوزية وعاثت فيها فسادا وتدميرا!!!،
الامر يُشبه الخيال، لكن لا ننسى ان اجهزة مخابرات الغرب بأكمله تتكالب عليهم، هذا إلى جانب “السوسة من داخل لبنان تنخر في البنيان، وتتربّص بهم بالشروالحقد،
ويبدو أن السند للبنان ومقاومته من الاصدقاء والحلفاء ما زال اداؤه في طور قول قصائد الشعر وقصص وحكايات النثر وخطابات التشجيع أو المواساة أو الرثاء!!!،
لا أحد يقف مع المقاومة كما تقف امريكا مع اسرائيل وفي ظهر اسرائيل وفي دعمها وحمايتها،
عندما تقع الواقعة يُنادي المنادي: “يا وحدنا”، وكلٌ يُقلّع شوك يديه باصابعه،
ربما النوايا سليمة وصادقة ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، والمصالح عديدة، و”رحم الله امرئ عرف قدر نفسه”،
هل سيثبت التاريخ وتتجلّى سخرية القدر بأن انفاق ودهاليز قطاع غزة المُحاصر هي المكان الاكثر امانا وصمودا امام السيل الجارف والعاصفة الهوجاء وموجات القصف والاغتيالات!!!، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.